البروفيسور كمال بوزيد ينتقد سياسة وزارة الصحة:

غياب الأموال لجلب العلاج المناعي ليس عذرا

غياب الأموال لجلب العلاج المناعي ليس عذرا
  • القراءات: 1081
 نسيمة زيداني نسيمة زيداني

لم يهضم البروفيسور كمال بوزيد، رئيس  مصلحة الأورام السرطانية بمركز ”بيار ماري كوري” بالعاصمة، حجة وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات المتمثلة في غياب الأموال لجلب الأدوية المبتكرة لعلاج أمراض السرطان من الخارج، حيث أكد في حديثه لـ ”المساء”، أن العلاج المناعي لم يدخل إلى السوق الوطنية، رغم تسجيله في جوان 2018، ليدفع المريض التكلفة، لاسيما أن عدد المصابين بالسرطان في ارتفاع.

أكد البروفيسور بوزيد، أنه كان منتظرا أن يصل العلاج المناعي الموجه لفئة معينة من المصابين بالسرطان، بداية من العام الجاري، إلا أن المرضى لم يستفيدوا بعد من هذا العلاج الذي يعد ضروريا جدا بالنسبة لهم. مشيرا إلى أن هذا النوع من العلاج، يعتبر من بين المستجدات العلمية التي أثبتت نجاعتها في مجال التكفل ببعض أنواع السرطان والتي أعطت نتائج إيجابية بالدول المتقدمة، حيث تمكنت بعض الحالات من الامتثال للشفاء، و أخرى تطيل العمر لمدة تفوق عشر سنوات.

50 ألف إصابة جديدة والوزارة لا ترد

أكد البروفيسور بوزيد، تسجيل 50 ألف حالة جديدة بالسرطان، حيث احتل سرطان القولون المركز الأول بالنسبة للرجال والرئة الثاني والبروستات الثالث، أما عند النساء فسرطان الثدي يأتي في المرتبة الأولى، ثم القولون ليليه سرطان المرارة. أما عند الأطفال، فأشار البروفيسور إلى تسجيل 1500 حالة جديدة كل سنة، والتي تشمل سرطان الدم والمخ، مؤكدا أن الارتفاع الكبير للمرض يستعجل جلب الأدوية من الخارج لتوفير الشفاء للمرضى وضمان أكبر وقت ممكن للعلاج.

وأشار محدثنا، إلى أنه قام بمراسلة وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات يوم 14 جانفي 2018 ولم يتلق أي إجابة، ليوجه مراسلة أخرى في أكتوبر من نفس السنة، فيما بررت الوصاية ذلك بغياب الأموال، الأمر الذي دفعه لمراسلة الوزارة الوصية مرة أخرى في مارس 2019، لكن لا جديد يذكر، حسب  المتحدث. معربا عن تخوفه من عدم إمضاء مدير الصيدلية المركزية للمستشفيات السابق، على البرنامج المتفق عليه شهر مارس الفارط، ما قد يعرقل عملية جلب الأدوية.

أدوية معالجة السرطان سجلتها وزارة الصحة

كشف البروفيسور كمال بوزيد، أن وزارة الصحة سجلت أدوية مبتكرة منذ السنة الماضية وكان من المتوقع أن تدخل السوق الوطنية بداية من سنة 2019، وأشار، في هذا الصدد إلى اللقاءات الثلاثة التي جمعت الصيدلية المركزية للمستشفيات بالمختصين لاقتناء هذه الأدوية المبتكرة الموجهة للعلاج المستهدف والتي أثبتت -حسبه- نجاعتها بالدول التي استعملتها. وكان من المفروض أن يستفيد من هذه الأدوية المرضى الذين يتابعون علاجهم بالمستشفيات ومراكز مكافحة السرطان وذلك نظرا لارتفاع تكلفتها وعدم تعويضها من طرف صناديق الضمان الاجتماعي، مؤكدا أن هذه الأدوية الجديدة تساهم في تحسين نوعية حياة المصابين بالسرطان، كمّا وكيفا دون مكوثهم بالمستشفى.

مواعيد العلاج الكيماوي والأشعة غير كافية

فيما أكد بوزيد، أن مواعيد العلاج بالكيماوي والإشعاعي غير كافية، موضحا أن البرنامج المسطر يفرض التغطية لكل ربوع الوطن، حيث لاحظت، يقول محدثنا، على هامش خرجاتي الميدانية بكل من باتنة وبجاية أن تسليم المواعيد لا يتجاوز الأسبوع.

وأشار إلى أن مصالح وزارة الصحة ومديريات الصحة لمختلف الولايات، مطالبة بتنظيم مصلحة الأورام السرطانية لتلبية رغبات كل المرضى، مشيرا إلى أن برنامج  العمل المتفق عليه يضم أربع أطباء بكل ولاية  للتداول على العمل، عكس ما يحدث في ولاية إليزي التي توجد بها طبيبة واحدة للتكفل بمرضى السرطان، يوضح بوزيد.

كما قال، إن العلاج بالأشعة منذ 2012، عرف تحسنا ملحوظا في الجزائر بفضل المجهودات المبذولة وتم فتح مراكز جديدة بكل من ولاية باتنة، سطيف، عنابة، تلمسان، بلعباس، إضافة إلى مراكز خاصة، واحد بتيزي وزو و آخر بقسنطينة و3 في الجزائر وواحد بوهران. وأثنى البروفسور بوزيد، على المجهودات المبذولة في استخدام أحدث التقنيات في مجال الجراحة على مستوى مركز بيار وماري كوري وهي التكنولوجيا التي سيتم توسيعها إلى باقي المراكز، لا سيما مركز باتنة. واعتبر أن المخطط الوطني لمكافحة السرطان الممتد من 2015 وإلى غاية 2019، سمح بتحقيق تقدم كبير في مجال جراحة الأورام والعلاج الإشعاعي.

حملات التحسيس للكشف الوقائي مطلوبة

دعا البروفيسور كمال بوزيد، إلى تضافر الجهود على كافة المستويات من أجل تنظيم حملات تحسيس والتوعوية الفعالة، خاصة وأن الإمكانيات والوسائل متوفرة لهذا النوع من الكشف الوقائي، موجها دعوة خاصة لمختلف وسائل الإعلام إلى ضرورة تحسيس وتوعوية المواطنين، إذ أن لها تأثيرا كبيرا على تشكيل البناء الإدراكي والمعرفي للفرد وهي تساهم في تشكيل رؤية الفرد والمجتمع تجاه قضايا مجتمعة والقدرة على تحليلها واستيعابها لاتخاذ السلوك المناسب حول هذه القضايا.

وأضاف، انه من أنواع السرطانات التي يمكن علاجها بالعلاج المناعي هو سرطان الرئة والجلد وسرطان الكلي وسرطان الجهاز البولي، كما دعا كل المواطنين، إلى ضرورة ممارسة الرياضة يوميا وكذا الحرص على تناول الخضراوات والفواكه بألوانها خمس مرات في اليوم وكذا التقليل من تناول اللحوم الحمراء لأنها، حسبه، تعد إحدى مسببات الإصابة بمرض السرطان.