الوزير الأوّل يوشّح متوجي جائزة "علي معاشي" للمبدعين الشباب

عناية فائقة بالنّاشئة والشباب المبدع

عناية فائقة بالنّاشئة والشباب المبدع
  • 202
نوال جاوت نوال جاوت

❊ الثقافة درع حصين لحماية البلاد وصون هويتها

أشرف الوزير الأوّل نذير العرباوي، أمس السبت، بالمركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال" في العاصمة، على توشيح المتوّجين بجائزة رئيس الجمهورية "علي معاشي" للمبدعين الشباب في 9 فئات إبداعية، تمس مختلف الروافد الثقافية والفنّية في اللغات الثلاث العربية، الأمازيغية والإنجليزية، كدلالة على العناية الفائقة للرئيس تبون، بفئة النّاشئة والشباب المبدع، وتكريسا لجهود النّهوض بواقع الفن والفنّان، وترجمة لقناعة أن الثقافة درع حصين لحماية البلاد وصون هويتها وتكريس خصوصيتها الأصيلة، حيث أُجزي 27 مبدعا ومبدعة تميّزوا في هذه الجائزة المرافقة لاحتفالات اليوم الوطني للفنّان.

سلّم الوزير الأوّل، للفائزين في الدورة الـ19 للجائزة، شهادات حملت توقيع رئيس الجمهورية السيّد عبد المجيد تبون، ومبالغ مالية. وتداول على منصّة التتويج كل من سامي شعنان، من البليدة الفائز بالجائزة الأولى في فئة الرواية الأدبية عن عمله "بنات السطح"، تلته مريم رجاء ماحي، من معسكر بعمل "بين اليابسة والبحر، قلبي يتأرجح"، وخولة حواسنية، من سوق أهراس الحائزة على الجائزة الثالثة.

أما في فئة الشعر فعادت الجائزة الأولى لمحمد سليم ميداوي، من الأغواط عن قصيدة "قد ينبغي له"، فيما ذهبت الثانية لآكلي آيت بوسعد، من تيزي وزو عن قصيدته بالأمازيغية "الليل طويل"، وكانت الثالثة من نصيب فاطمة الزهراء بودن، من سكيكدة. لتتوزع جوائز العمل المسرحي المكتوب على التوالي على عبد الوهاب رمضان، من أدرار عن "الأغنية الأخيرة"، أسماء بن أحمد، من سكيكدة عن "ميم. نون" ومسعود عتمة، من ميلة عن "لوحة الدم". وافتك الجائزة الأولى في فئة الأعمال الموسيقية محمد رمزي بن حراث، من مستغانم عن عمل "ألم وأمل"، وعادت الثانية لأحمد رامي حسونات، من قالمة عن "العزف على مقام الوطن"، والثالثة لعماد عبد العزيز فلاح، من الجزائر العاصمة عن "جزائرية". واقتنص جوائز الفنون الغنائية والرقص كل من ريان بوكاري، من تيزي وزو بعمل "النّظرة الأخيرة"، عبد الباري كروم، من تيارت عن "جزائر يا بلادي يا شعلة الكون"، وإيمان مامي، من الجزائر العاصمة عن "انفصام".وفي فئة الفنون السينمائية والسمعية البصرية، عادت الجائزة الأولى لأحمد بلمومن، من مستغانم عن "أمواج الصمت"، والثانية لعز الدين سفيان بن يوسف، من سيدي بلعباس عن "موعد" أما الثالثة فعادت لشرف الدين فرحات حجاج، من الجزائر العاصمة عن "العلجة"، ليفسح المجال لجوائز الفنون المسرحية التي حازها كل من لونيس فخر الدين، من قالمة عن عمل "كاسيت"، أيمن عبد الحميد فيطس، من الجلفة عن "لير" وشهيناز دربال، من أم البواقي عن "اليوم الأخير"، وامتاز في فئة الفنون التشكيلية بلال شريط، من تيارت عن عمله "من أجل إرث جديد"، ثم وليد خلخال، من تلمسان عن "الأصالة والمعاصرة" ومحمد عز العرب بن مواز، من الأغواط عن "رأس المال".

أما فئة القصة القصيرة التي استحدثت خلال هذه الدورة من الجائزة، فعادت جوائزها لعباس عبد الرزاق، من برج بوعريريج عن عمله "شمس في عين الظلام"، عبد الرحيم بلغنمي، من بشار عن "حكايات الغيلان" ونبيل بن دحو، من تلمسان عن "الوجه الأخير لشهرزاد".

وبالمناسبة وجّه رئيس لجنة التحكيم الدكتور السعيد بن زرقة، الشكر والتقدير لرئيس الجمهورية السيّد عبد المجيد تبون، على دعمه للمبدعين الشباب في مختلف المجالات الإبداعية، خاصة وأنّ الجائزة "مخبر لاكتشاف المواهب والمقدرات الإبداعية المتميّزة وكانت ولازالت جسرا لتألق الكثير من الأسماء وطنيا وعربيا ودوليا".

وأوضح الدكتور، أنّ اللجنة احتكمت إلى معايير موضوعية في مقاربة الأعمال، حيث بذلت مجهودات مهمة في عملية التقييم ووجدت صعوبات في الفصل بين المتوجين لتقارب الكثير من الأعمال المرشحة جماليا. وأشار إلى أنّ لجنة التحكيم قدّمت دراسة وصفية تحليلية في نوعية الأعمال المرشحة، ورصدت الظواهر الفنّية لدى المشاركين الشباب، مقترحة إدراج أجناس أدبية وفنّية جديدة في طبعات الجائزة مستقبلا.

وشهد حفل توزيع الجوائز تكريم لجنة التحكيم التي أشرفت على اختيار فرسان "علي معاشي" المبدعين، برئاسة السعيد بن زرقة.

بللو: الإنجازات المحقّقة نقطة تحوّل تاريخية

عدّد وزير الثقافة والفنون زهير بللو، الإنجازات المحقّقة لفائدة الفنّانين وقال إنّها تعدّ نقطة تحوّل تاريخية، على غرار قانون الفنّان الذي يمثل أحد أهم المكاسب، وقانون السينما والنّصوص التنظيمية المنبثقة عنه وعودة صندوق الدعم السينمائي ابتداء من هذه السنة، والذي يعتبر ـ حسبه ـ خطوة عملاقة نحو النّهوض بالصناعة السينمائية الجزائرية، بما يضمن دعم الإبداع السينمائي وتطوير البنى التحتية، وتوفير فرص للفنّانين في هذا المجال الحيوي. وأوضح بللو، في كلمته خلال حفل تسليم جوائز "علي معاشي" للمبدعين الشباب"، أن الإصلاحات تتجاوز القوانين لتشمل آليات الدعم والتمكين، بهدف تفعيل دور المؤسسات الثقافية، وتسهيل عمل الفنّانين، وفتح آفاق جديدة للإبداع من خلال إنشاء مؤسسات ثقافية جديدة كقصور الثقافة والمدارس الجهوية للتكوين الموسيقي وغيرها من الهياكل والمؤسّسات المستحدثة.  كما توقف عند مساعي تحسين الجانب الاجتماعي للفنّان، الذي لم يغفله رئيس الجمهورية، وذكر مشروع المركز الطبي والاجتماعي الخاص بالفنّانين.

كما أثنى بللو، على أهمية الفنّان في حياة الأمم والتي أكد أنها "لا تُقدّر بثمن"، مشيرا إلى أن الفنّان يضمن بقاء الخصوصية الثقافية للأمة في وجه التحدّيات والمتغيرات، ويعزّز مكانة الوطن بين الأمم "فهو حارس الذّاكرة الجماعية ومرآة تعكس هوية المجتمع.