بوشوارب من معسكر وغليزان:

على السلطات المحلية والمنتخبين المساهمة في دعم الاستثمار

على السلطات المحلية والمنتخبين المساهمة في دعم الاستثمار
  • القراءات: 680
ق/و ق/و

دعا وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، السلطات المحلية والمنتخبين إلى دعم الاستثمار برفع العراقيل وتسهيل الإجراءات الإدارية والفنية أمام المستثمرين لتمكينهم من إنجاز مشاريعهم في أفضل الآجال، وذلك خلال زيارة ميدانية قادته أول أمس، لولايتي معسكر وغليزان، عاين ودشن ووضع خلالها حجر الأساس لعدد من المشاريع الصناعية الهامة.

وأبرز السيد بوشوارب، لدى تلقيه عرضا حول الحظيرة الصناعية ببلدية عقاز من طرف الوكالة الجهوية للوساطة والضبط العقاري، خلال زيارة قادته أول أمس، إلى ولاية معسكر، أن وزارته والحكومة قامتا بالعديد من الإجراءات لتسهيل الاستثمار بما في ذلك تعديل القوانين المنظمة للاستثمار وتوفير الحوافز الضرورية لجلب الاستثمارات، وعلى السلطات المحلية والمنتخبين المساهمة في هذه العملية بتقديم الدعم الكافي محليا للمستثمرين ومرافقتهم للتمكّن من إنجاز مشاريعهم في أفضل الآجال. 

ويشتكي العديد من المتعاملين الاقتصاديين من العراقيل في إنجاز مشاريعهم على المستوى المحلي، ويتهمون السلطات المحلية بالبيروقراطية في التعامل مع المشاريع المقدمة، لاسيما في منح العقار وكذا البطء في الاجراءات. 

وأكد الوزير لدى تلقيه شروحا حول ثلاثة مشاريع صناعية تقرر إنجازها بالحظيرة الصناعية لعقاز، وتخص إنتاج القارورات الزجاجية الخاصة بالأدوية والعطور وصناعة وتركيب لواحق السيارات الصناعية وملبنة، أن "الدولة لن تدّخر أي جهد لدعم المشاريع التي تساهم في تقليص الواردات وتعمل في مجال إحلال المنتجات الوطنية مكان المستوردة بما في ذلك توفير العقار وتسهيل الحصول على القروض وغيرها من أشكال الدعم". 

من جهة أخرى وضع وزير الصناعة والمناجم، خلال زيارته لولاية معسكر حجر الأساس لتوسعة مصنع الإسمنت لزهانة التابع للمجمّع الصناعي لإسمنت الجزائر "جيكا" بإقامة خط إنتاج جديد بطاقة 5ر1 مليون طن سنويا بتكلفة 38 مليار دج، حيث سيدخل الخدمة سنة 2018 وسيوفر 350 منصب عمل مباشر و1.500 غير مباشر. 

كما زار الشركة الجزائرية للتغليف بالورق الكائنة بالمنطقة الصناعية لزهانة والتي تطور إنتاجها من 5 ملايين كيس ورقي من مختلف الأحجام والاستعمالات في 1995 إلى 20 مليون كيس خلال السنة الموالية، ثم 170 مليون كيس خلال السنة الجارية. 

وتضم المؤسسة أربع وحدات إنتاجية ويعتزم القائمون عليها فتح وحدة جديدة السنة المقبلة ليرتفع إنتاجها إلى 270 مليون كيس سنويا. 

وببلدية الغمري إطلع الوزير على مشروع مركّب للصناعات الغذائية تابع لمؤسسة كوفيد الخاصة التي رصدت مبلغ 7ر11 مليار دج لإنجاز المركّب الذي سيدخل حيز الخدمة جزئيا بداية من السداسي الأول لسنة 2017. 

ويضم المركّب الصناعي الذي يوفر 718 منصب عمل مباشر 4 وحدات بينها مخازن للحبوب بطاقة تخزين تقدر بـ144 ألف طن سنويا ووحدة لصناعة أغذية الأنعام والحيوانات بطاقة 40 طنا في الساعة لتصل بعدها إلى 60 طنا في الساعة، ومصنع لمعالجة وتكوير البذور واستخلاص الزيوت منها ووحدة للصيانة والخدمات. 

وبولاية غليزان وضع الوزير حجر الأساس للمركّب المدمج لمهن النسيج الذي يجري إنجازه بالحظيرة الصناعية لسيدي خطاب بولاية غليزان في إطار شراكة جزائرية-تركية. 

واعتبر السيد بوشوارب هذا المركّب "مكسبا هاما" لولاية غليزان وللجزائر في الصناعة النسيجية، مضيفا بأن ولاية غليزان أضحت قطبا صناعيا بامتياز. وذكر بأن هذا المعمل الضخم سيساهم عند دخوله مرحلة الإنتاج في توفير المنتجات النسيجية والمادة الأولية من الخيوط، لافتا إلى أن 60 بالمائة من الإنتاج سيوجّه للسوق الخارجية. 

وأبرز أن هذا المشروع الذي  يندرج ضمن برنامج رئيس الجمهورية، في شقه الاقتصادي يهدف إلى تقليص الواردات وتنويع الاقتصاد الوطني، كما سيساهم في تكوين اليد العاملة المحلية  بمركز التكوين الذي ينجز على مستوى المركب. 

ويعتبر هذا المركّب الصناعي الأكبر من نوعه على المستوى الإفريقي، وهو ثمرة اتفاقية تم التوقيع عليها خلال الثلاثي الأخير من سنة 2015، وفقا للقاعدة 51/ 49 بين المجمّع الصناعي للنسيج والألبسة عن الجانب الجزائري والمجمّع التركي "تايبا" المتخصص في النسيج. وتتكفل بإنجازه الشركة التركية "أستاي" على مرحلتين تتضمن الأولى التي تمتد إلى غاية 2018 إنجاز ثماني وحدات لصناعة النسيج والتفصيل ومركز أعمال ومدرسة تكوين في مهن النسيج والتفصيل تتسع لـ400 متربص وقطب عقاري إقامي للمستخدمين (567 مسكنا) كما أشير إليه. 

وسيتم خلال المرحلة الثانية التي يشرع فيها قبل نهاية المرحلة الأولى (2016-2020) إنجاز 10 مصانع أخرى لإنتاج لوازم الألبسة الجاهزة والألياف الصناعية والقماش غير المطروز والقماش التقني وغيرها. 

وسيسمح هذا المركّب الذي حددت أجال استلامه بـ36 شهرا باستثمار قدره 58 مليار دج، بتوفير زهاء 25 ألف منصب شغل. وسيوفر المركّب الذي سيقام على مساحة 250 هكتارا احتياجات السوق الوطنية في مجال الألبسة النسائية والرجالية وخاصة للشباب، حيث سينتج حوالي 60 مليون متر من النسيج ونحو 30 مليون من سراويل "الجينز" سنويا ستخصص 40 بالمائة منها للسوق الوطنية و60 بالمائة للتصدير. 

من جهة أخرى قام وزير الصناعة بوضع مصنع للكوابل الكهربائية في الخدمة، بطاقة 12 ألف طن سنويا، ويوفر 500 منصب عمل. 

كما أشرف السيد بوشوارب، على انطلاق تزويد الحظيرة الصناعية لسيدي خطاب بالطاقة الكهربائية من خلال خطين متوسطي الضغط  ووحدة متنقلة بطاقة 40 ميغا فولط أمبير، حيث كلّف هذا المشروع الذي أنجز في ظرف 4 أشهر مبلغ 13 مليار دج. 

وأعطى من جهة أخرى إشارة انطلاق مشروع تزويد هذه الحظيرة التي تتسع لـ500 هكتار بالغاز الطبيعي. ويشمل هذا المشروع الذي رصد له مبلغ 495 مليون دج 8 كلم لنقل الغاز و32 كلم لجانب التوزيع. 

وكان الوزير استهل زيارته لولاية غليزان بتدشين مصنع لمواد الكتامة والزفت بمنطقة النشاطات لبلدية بلعسل تابع لأحد الخواص أنجز في إطار الشراكة الجزائرية الألمانية. وتبلغ طاقة هذا المصنع الذي يوظّف 100 عامل 100 طن سنويا من مختلف أصناف مادة الزفت.