رئيس الجمهورية يستقبل السفير الأمريكي إثر انتهاء مهامه

علاقات متميزة بين الجزائر وواشنطن

علاقات متميزة بين الجزائر وواشنطن
رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون - سفير الولايات المتحدة الامريكية، السيد جون ديروشير
  • القراءات: 778
مليكة. خ مليكة. خ

استقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس، سفير الولايات المتحدة الامريكية، السيد جون ديروشير، الذي أدى له زيارة وداع إثر انتهاء مهامه في الجزائر. وحضر اللقاء الذي جرى بمقر رئاسة الجمهورية مدير ديوان الرئاسة السيد نور الدين بغداد دايج.

وفي تصريح للصحافة عقب اللقاء الذي خصه به الرئيس تبون، أوضح السيد ديروشر أنه تم التطرق إلى العلاقات الثنائية، فضلا عن المسائل التي تخص المنطقة. واستطرد الدبلوماسي الامريكي قائلا "أتيحت لي الفرصة للقاء الرئيس تبون وقد سررت كثيرا بهذا الاجتماع وهذا اللقاء وفي نفس الوقت أنا حزين لأنها زيارة وداع، لكوني سأغادر الجزائر".

وأضاف السفير الأمريكي "قبل كل شيء، يجب أن أشكر وأعبر عن امتناني للشعب الجزائري، الذي جعل إقامتي هنا ممتعة لدرجة أنني شعرت بأنني في وطني، كما أود أن أعبر لجميع الجزائريين عن أصدق مشاعري لأنهم كانوا كرماء ومضيافين اتجاه زوجتي وشخصي"، معبرا عن ثقته بأنه قام بزيارة جزء كبير من الجزائر، خلال السنوات التي قضاها في البلاد، كما وعد السفير المغادر قائلا "سأحظى بفرصة العودة إلى هنا لزيارة ما تبقى".

وقبل ذلك، كان السفير الأمريكي قد استقبل الأسبوع الماضي من قبل الوزير الأول، عبد العزيز جراد، حيث أوضح ديروشير في تغريدة له "تطرقنا إلى التعاون الثنائي والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ولقد جددت التزام الولايات المتحدة الأمريكية بتعزيز العلاقات مع الشعب الجزائري والحكومة الجزائرية".

وكان سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر، جون ديروشر، قد أعلن الاسبوع الماضي، عن انتهاء مهامه الدبلوماسية رسميا يوم 24 أوت الجاري، مشيدا بتطور العلاقات الثنائية بين البلدين خلال السنوات التي قضاها في الجزائر، حيث شهدت تطورا في مجالات "الأمن والتجارة والثقافة والتعليم"، فضلا عن عقد الحوار الاستراتيجي بين البلدين السنة الماضية وكذا "إعادة بعث نشاط الغرفة الأمريكية للتجارة" واستقرار عدة شركات أمريكية بالجزائر ناشطة في مجالات "المحروقات والصحة والإعلام الآلي والفلاحة" وغيرها.

وقد شهدت العلاقات بين الجزائر وواشنطن منحى تصاعديا منذ سنوات الاستقلال، حيث لا يزال الأمريكيون يشيدون بالأدوار الدبلوماسية التي قامت بها الجزائر من أجل تسوية الأزمات سلميا، كما حدث مع الإفراج عن الرهائن الأمريكيين الذين احتجزوا في طهران عام 1979، حيث لعبت الجزائر دورا رائدا من أجل الإفراج عنهم في 20 جانفي 1981.

كما عرف التعاون الثنائي تقاربا كبيرا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، حيث وضعت الإدارة الامريكية الجزائر في قلب استراتيجيتها بالنظر الى التجربة الكبيرة للجزائر في مكافحة الظاهرة العابرة للحدود.

وتكمن أهمية الجزائر الاستراتيجية والأمنية بالنسبة لواشنطن في المحاور المتعددة والمتقاطعة التي تقودها بلادنا على مستويات إقليمية متنوعة، وتعاملها مع الظاهرة بشكليها الأمني والسياسي، حيث انتقلت من مرحلة المأساة الوطنية إلى مرحلة السلم والمصالحة الوطنية، إلى جانب احتضانها للمركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول ظاهرة الإرهاب، ما جعلها تكون محل تقارب أمني لفهم الظاهرة بالدراسات والتشاور المشترك، فضلا عن دورها المتميز داخل منظمة المؤتمر الإسلامي بفضل تجربة دبلوماسيتها المتوازنة، التي تمتد ما بين الوساطة في الحرب العراقية - الإيرانية في السبعينيات إلى الوساطة لإطلاق سراح الرهائن الأمريكيين بطهران، مرورا بالحل السلمي لقضية الطائرة الكويتية المختطفة التي حطت بمطار الجزائر في منتصف الثمانينيات، وكلها تجارب تأمل الكثير من القوى استغلالها في أزماتها الدولية، خصوصا مع الملف النووي الإيراني، الأزمة العراقية والقضية الفلسطينية التي أعلن عن قيام دولتها بالجزائر.

كما يمكن أن يراهن صانعو القرار الأمريكيين على الجزائر للعب أدوار الوساطة بين القوى الإقليمية والدولية، فمتوسطيا تعد الجزائر شريكا استراتيجيا هاما مع الحلف الأطلسي، لامتداداتها البحرية على البحر المتوسط وكحلقة بين جنوب أوروبا وشمال إفريقيا وباعتبارها أيضا بوابة إستراتيجية نحو دول الساحل الأفريقي.

ويراهن الطرف الامريكي أيضا على دور الجزائر في حل الأزمة الليبية، حيث يتقاسم البلدان نفس وجهة النظر بالنسبة لضرورة دعم مسار الأمم المتحدة لإحلال السلم والاستقرار في هذا البلد. وفي هذا الصدد، أكد السفير ديروشير، أن بلاده تتفهم الأهمية التي توليها الجزائر للوضع في ليبيا، منوها بمعرفة الجزائر الدقيقة لتفاصيل الملف الليبي وبقيمة "الاستشارات" التي تتم بين البلدين بخصوص الأزمة الليبية.