الصالون الوطني الأول للإعلام حول السرطان

طبعة أولى مميزة في انتظار تكثيف العمل الجمعوي

طبعة أولى مميزة في انتظار تكثيف العمل الجمعوي
  • القراءات: 502
حنان. س حنان. س

عرف الصالون الوطني الأول للإعلام حول السرطان مشاركة مميزة لجمعيات مساعدة مرضى السرطان، حيث سعت كل جمعية إلى إبراز تجربتها في مجال دعم المرضى بالرغم من التحديات الكثيرة التي تواجهها، ولعل هذا ما جعل وزير القطاع السيد عبد المالك بوضياف يعترف بالجهود التي تقدمها الحركة الجمعوية الفاعلة في الحقل الصحي، كاشفا عن لقاء سيجمعه بممثليها نهاية فيفري الجاري لإثراء العمل المشترك في مجال ترقية الإعلام حول هذا الداء.

أضحت الجمعيات المهتمة بملف السرطان اليوم مطالبة أكثر بالتجند التام ليس فقط من أجل تقديم المساعدة للمصابين بهذا الداء وإنما أيضا لإنجاح العمل المشترك مع الوصاية. في السياق، دعا بوضياف الحركة الجمعوية إلى تكثيف العمل الجواري لاسيما في مجال التحسيس بمخاطر التدخين والأكل غير الصحي وإيجابية ممارسة الرياضة، وكذا التوعية بأهمية التشخيص المبكر الذي يجنّب ما نسبته 30% من مجموع الإصابات بالسرطان. وقال بوضياف إن ملف السرطان لم يعد يخص مصالح وزارته فحسب، بل أصبح اليوم ورشة حكومية تعكس التعهد التام للسلطات العمومية لمكافحة هذا الداء، وعليه فقد طالب الجمعيات بتكثيف عملها الجواري في مجال التوعية والتحسيس، "كونه ملف ينطوي على العمل، وهو العمل المنوط بالجمعيات في إطار الإشراك الفعلي للمجتمع المدني تحقيقا للنفع العام"، يقول الوزير.

إيصال صوت المرضى رغم التحديات

في السياق، أبرز بعض ممثلي جمعيات مساعدة مرضى السرطان ـ تحدثوا إلى "المساء" ـ أنهم يسهرون على إيصال صوت المرضى بكل جد ومصداقية حتى يشعروا بأنهم يعيشون في مجتمع يحس بمعاناتهم مع الأخذ بعين الاعتبار كرامة هؤلاء المرضى. في هذا المقام، أبرزت الجمعيات المشاركة كيف أنها رفعت التحدي من أجل مرافقة مرضى أثقلهم الداء نفسيا وأعياهم ماديا بسبب تكاليفه الكبيرة من الاستشارة المتخصصة إلى إجراء التحاليل والتصوير بالرنين المغناطيسي وغيرها. وقد شكل الصالون، فرصة ثمينة بالنسبة للمرضى وعائلاتهم وحتى للزوار لمتابعة محاضرات نشطها أطباء ومختصون حول السرطان ومختلف المراحل المتبعة في مكافحته ومنها الوقاية، الفحص والتشخيص المبكر، كما سمح لهم أيضا بالتعرف على أنواع العلاجات ومنها الكيميائي، الإشعاعي والهرموني، إلى جانب المرافقة الطبية والنفسية وحتى العلاج في المنزل.

قهروا السرطان.. ويعملون في مجالات التحسيس

من جهة أخرى، شكلت العينات التي استطاعت قهر إصابتها بالسرطان محور اهتمام خاص سواء من طرف الإعلام أو زوار الصالون، ومنها السيدة صليحة فرطاس، مديرة فرعية بالمديرية العامة للغابات بولاية الجزائر، التي تحدثت عن تجربتها المريرة في التغلب على إصابتها بسرطان الثدي فقالت إنها قد تركت لها جروحا عميقة. وبلهجة تخنقها الدموع، تحدثت صليحة لـ"المساء" عن اللحظة التي عرفت فيها أمر إصابتها بسرطان الثدي وكان ذلك في عام 2010 في إطار حملة أكتوبر الوردي للتحسيس بهذا السرطان، حيث تقدمت كغيرها من زميلاتها في العمل لإجراء فحص طبي لتتفاجأ بأمر إصابتها بسرطان الثدي وفي مرحلته المتقدمة، "أخبرتني الطبيبة المعالجة أنه لا بد من استئصال الثدي فورا، فلم أدر من أن وقع علي البلاء.. دخلت في هستيريا من البكاء والصراخ.. فكرت في مصير أسرتي خاصة أطفالي، اضطررت للكذب عليهم خاصة بعد فقدان شعري، قلت لهم أني وضعت صبغة شعر منتهية الصلاحية فسقط على أثره شعري، وطوال سنتين من العلاج، ذقت فيهما الألم على نفسي وعلى أطفالي وعلى أمي التي بسببي أصيبت بمرض القلب، اليوم الحمد لله تخطيت تلك المرحلة وأعمل بنفسي على التحسيس بأهمية التشخيص المبكر لسرطان الثدي".

من جهتها، قالت الطفلة تسنيم بنت 14 سنة، أنها أصيبت بسرطان في المخ في تسعة أشهر من عمرها، وكان والداها يصطحبانها لتلقي العلاج، تقول: "لم أكن أدري لماذا أذهب في كل مرة إلى الطبيب، ولماذا كان علي التغيب عن مدرستي.. لما كبرت قيل لي بأنني مصابة بمرض السرطان وأنه علي مواصلة العلاج.. والأهم من ذلك التحلي بالشجاعة لأنها نصف العلاج، ومن أجل والديّ ومن أجل دراستي.. تغلبت على السرطان وأريد أن أكون طبيبة مختصة في السرطان في كبري حتى أساعد الأطفال المصابين بهذا الداء"، تقول البنت التي تبنت الشعار العالمي الذي اختارته المنظمة العالمية للصحة في إحياء اليوم العالمي لمكافحة الداء وهي تردد "السرطان.. أستطيع، نستطيع التغلب عليه".