الألة العسكرية الإيرانية تبعث رسائل جادّة لم تشهدها اسرائيل منذ 48 سنة

صواريخ إيران تزرع الرعب.. وتل أبيب تتوجّع

صواريخ إيران تزرع الرعب.. وتل أبيب تتوجّع
  • 275
مليكة. خ مليكة. خ

مدير مركز الاعتماد للدراسات العسكرية والاستراتيجية العراقي لـ"المساء":

الرد الإيراني على العدوان الصهيوني أظهر تطورا في الصواريخ الباليستية

تمكنت إيران من توجيه ضربات موجعة للكيان الصهيوني، وجعلت تل أبيب تشرب من الكأس الذي شربت منه غزّة الجريحة، وذهبت قراءات خبراء إلى أن ما تشهده تل أبيب وباقي مدن الكيان لم تشهده منذ 48 سنة، فيما قال اللواء الركن المتقاعد العراقي الدكتور عماد علو، مدير مركز الاعتماد للدراسات العسكرية والاستراتيجية، أن الرد الإيراني على الضربات الاسرائيلية خلال اليومين الماضيين، يؤكد استيعاب طهران لها بشكل جيّد ما جعلها ترتّب أوراقها والرد عبر منظومة من الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية، التي استهدفت منشآت حيوية وعسكرية ومدنية في الجغرافيا الاسرائيلية.                                                               

قال اللواء العسكري، في اتصال مع "المساء" أمس، إنه في اليوم الثالث من الحرب الإيرانية الاسرائيلية تم تسجيل تنوّع في الأسلحة الإيرانية التي تبدو أكثر تطورا من خلال القيام بهجمات مرتّبة ومركّبة من الصواريخ الباليستية، فضلا عن هجمات بالطائرات المسيّرة بكل أنواعها و أحجامها، و التي ألحقت أضرارا كبيرة بمنشآت الطاقة والكهرباء والمساحات السكنية، إلى جانب أهداف عسكرية عديدة في أماكن مختلفة لاسيما  من خلال اختراق القبة الحديدية الاسرائيلية  المكونة من 5 أقواس يفترض أن تتصدّى لمثل هذه الهجمات. 

وأشار الدكتور عماد علو، إلى أن الاسرائيليين يقومون في نفس الوقت بتوسيع نطاق أهدافهم باستهداف منظومات القيادة والسيطرة والدفاع الجوي، والمصافي وأماكن تتعلق بمنشآت البرنامج النّووي الإيراني، مضيفا أن الطرف الاسرائيلي أصدر قبل ساعات إنذارا حول اعتزامه استهداف مفاعلات نووية ودعا المدنيين للابتعاد عنها، مضيفا أن هذا المشهد يؤشّر إلى أن الأمور لا تسير في مسار التهدئة وإنما في إطار تصاعدي، حيث تزعم اسرائيل القضاء على البرنامج النّووي الإيراني، في حين أن إيران تسعى لتحقيق نوع من  توازن الردع في مواجهة الهجمة واعتراض الهجومات الجوية الاسرائيلية في العمق الإيراني.

وفي قراءته لتطورات الوضع قال اللواء الركن المتقاعد، إن الألة العسكرية الإيرانية قد أرسلت رسائل جادّة إلى القيادات العسكرية والسياسية  الاسرائيلية، أبرزها التأكيد على قدراتها العسكرية، في الوقت الذي تسجل فيه تحركات دبلوماسية أوروبية وأمريكية للسيطرة على مسار هذه المواجهة بشكل يمكن التحكم بنهاياتها مثلما ذكر بذلك الرئيس الأمريكي ترامب، إلا أن هذا  الانحياز الغربي إلى جانب اسرائيل سيكون عاملا سلبيا ومؤثرا في إعادة إيران إلى استراتيجية عسكرية جديدة تأخذ المسار قدما لتطوير البرنامج النّووي، وهذا ما يخشاه الأمريكيون ودول عربية حليفة للولايات المتحدة تشعر بالارتياب والخطر من تداعيات هذه الحرب، وأيضا من  تعاظم قدرات إيران بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، علاوة على احتمال امتلاكها للسلاح النّووي. 

ولا يستبعد الدكتور عماد علو، أن تتوسع الحرب في منطقة الشرق الأوسط في حال ما إذا تدخلت فصائل المقاومة الإسلامية المرتبطة بإيران سواء في العراق أو في مناطق أخرى في هذه الحرب، ليكون ذلك بمثابة مبرر للإدارة الأمريكية لتقديم دعم مباشر للعمليات الاسرائيلية. كما أن القيادة الإيرانية لن تتغاضى عن مشاركة الولايات المتحدة في هذه العمليات العسكرية، وقد يدفعها ذلك إلى توجيه هجمات على المصالح والقواعد العسكرية الأمريكية، فضلا عن مصالح حلفاء أمريكا في منطقة الشرق الأوسط لاسيما في منطقة الخليج العربي والبحر الأحمر. 

 وذكر محدثنا، أن العمليات الاسرائيلية ضد إيران تأتي بعد سلسلة من النّشاطات العسكرية التي قامت بها اسرائيل في غزّة وفي جنوب لبنان،  اليمن وفي سوريا وأيضا ضد إيران في أوقات سابقة، بحجّة إنهاء البرنامج النّووي الإيراني، إلا أن طهران ترفض هذا المسار مؤكدة أن برنامجها  سلمي، ما جعل الولايات المتحدة تنخرط في مفاوضات من خلال 5 جولات عقدت في سلطنة عمان، وكان من المقرر أن تعقد الجولة السادسة  أمس، إلا أن العملية العسكرية القائمة أدّت إلى تعليق هذه المفاوضات.