في أربعينية الراحل حسين آيت أحمد

شهادات عن مبادئ ومواقف الزعيم

شهادات عن مبادئ ومواقف الزعيم
  • القراءات: 530
جميلة. أ جميلة. أ

“باراكات من اليأس والتشاؤم، معا لبناء دولة القانون.."، هي آخر الكلمات التي رددها الراحل حسين آيت أحمد في رسالته التي وجهها لمناضلي حزب جبهة القوى الاشتراكية في مؤتمره الخامس الذي غاب عنه لأسباب صحية... اليوم وفي أربعينية رحيل "الدا الحسين" عن هذا العالم، تعود كلماته لتردَّد من جديد في وقت تستعد الجزائر لدخول عهد جديد، قوانينه مستلهَمة من مبادئ رسالة نوفمبر ومواقف ونضالات الزعماء ممن عبّدوا طريق الديمقراطية وأسّسوا لجزائر كلها أمل وتحدّ.

أربعينية الزعيم الراحل حسين آيت أحمد التي نُظمت أمس بقصر الثقافة مفدي زكرياء، وعلى بساطتها حملت الكثير من الرسائل والمعاني القوية التي ينشدها الشعب الجزائري في مثل هذه الظروف التي يطبعها الكثير من الخوف والتشاؤم؛ الزعيم وإن تركنا جسدا إلا أن مواقفه الثابتة وكلماته ستظل تذكّر الجزائريين بعظمة هذا الوطن، الذي تبقى مسيرة بنائه طويلة، ومن نصيب كل جيل أن يضع لبنة فيه بالروح والجهد أو بالفكر والقلم والنضال..

 وتحت عنوان "المسار، الفكر والمشروع.. حسين آيت أحمد: الأخلاقيات في قلب السياسة"، نظم قادة ومناضلو حزب جبهة القوى الاشتراكية بقصر الثقافة مفدي زكريا، تأبينية لأيقونة المعارضة الرمز الراحل "الدا الحسين" بحضور شخصيات وطنية ودولية عرفت الراحل عن قرب. المناسبة سمحت للعديد من الأسماء بالإدلاء بشهاداتهم عن فكر الراحل التحرري ومواقفه التي أرّخها في كتبه ومذكراته، التي أصبحت اليوم تدرَّس بأكبر الجامعات.

ستون شخصية من مجاهدين ومؤرخين وأحزاب سياسية وشخصيات وطنية، عرفت الراحل من قريب أو من بعيد إلى جانب أصدقائه من المغرب وتونس وفلسطين وغيرها، تقدموا للشهادة في حق الراحل، مفصحين عن حقائق ومواقف وأمور قام بها آيت أحمد خلال مسيرته النضالية، والتي لا يعلم بها الجميع، فاستحق لقب الزعامة لتعدد جوانبه الفكرية وعمله النابع عن حب الحرية والعدالة والكرامة والديمقراطية لشعبه.

وكثيرة هي الأفكار التي غذّت طيلة 70 عاما نشاط آيت أحمد السياسي والفكري، وقادت خطواته منذ التزاماته الأولى إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة، ولعل أبرزها الفكر التحرري الذي استلهمه من نضال جدته لالة فاطمة نسومر، وهو سليلها من أمه التي يرقد إلى جانبها وغذّته مبادئ وتعاليم ديننا الحنيف التي تشبّع بها الراحل، وهو ابن الولي الصالح محند والحسين، أفكار صنعت زعيما وقائدا لحركات التحرر بالعالم فعلا وفكرا..