برمجت الشركة الوطنية الجزائرية للملاحة "كنان- ماد" رحلة بحرية جديدة نحو موريتانيا تنطلق من الجزائر في 28 جانفي الجاري، لنقل 10 آلاف طن من السلع المحلية الموجهة للتصدير نحو السوق الموريتانية. وتستهدف الشركة تغطية كل إفريقيا عبر خطوط مباشرة تستجيب لطلب المتعاملين الاقتصاديين. كشف المدير العام للشركة نور الدين كوديل، أمس، في اتصال هاتفي مع "المساء"، أن هذه الرحلة التي تعد الرابعة من نوعها منذ فيفري 2022، ستتم لأول مرة عبر باخرة "التيطري" بدل باخرة "قوراية" التي خصصت للرحلات الماضية، بسبب ارتفاع حجم السلع المبرمج نقلها الى موريتانيا هذه المرة.

وقال المتحدث إن اللجوء إلى تغيير الباخرة تم استجابة لطلب المتعاملين الاقتصاديين، حيث تبلغ حمولة “التيطري” 10 آلاف طن بزيادة قدرها 3000 طن مقارنة بـ«قوراية”، وهو ما يدل، حسبه، على تزايد الإقبال على النقل البحري للسلع عبر الخط المباشر المفتوح للشركة الوطنية. وأرجع محدثنا ذلك إلى عدة عوامل، أهمها ربح الوقت وتكاليف الرحلة، حيث أوضح أن المدة التي يستغرقها تصدير سلع إلى موريتانيا عبر مؤسسات النقل البحري المنافسة كانت تصل الى 40 يوما، مع عناء المرور عبر عدة موانئ، بينما تمكن الرحلة المباشرة التي تقترحها “كنان – ماد” من وصول السلع المصدرة إلى وجهتها خلال أسبوع فقط وبأسعار تنافسية تدفع بالدينار وليس بالعملة الأجنبية.

وحسب محدثنا فإن الإقبال على هذه الرحلات يعكس كذلك قدرة المتعاملين على تسويق منتجاتهم في السوق الموريتانية والإفريقية عموما، لافتا الى تسجيل ارتفاع في حجم السلع المشحونة من رحلة إلى أخرى، وهو ما دفع الشركة إلى تخصيص باخرة أكبر لرحلة السبت المقبل. ولم يستبعد كوديل اللجوء الى تخصيص باخرتين لرحلة بحرية واحدة في اقرب الآجال، بالنظر إلى الإقبال المتزايد على شحن السلع بوتيرة سريعة. وتتنوع الصادرات التي تم نقلها لغاية الآن، وفق نفس المسؤول، الذي أكد تسجيل حجم هام من مواد البناء ولاسيما الاسمنت والخرسانة والجير، إضافة إلى بعض المشتقات البترولية والمواد الصيدلانية، وبدرجة أقل المواد الغذائية.

وأوضح أن "كنان – ماد" مستعدة لنقل كل المواد المسموح تصديرها مهما كانت أحجامها ونوعيتها، معربا عن أمله في أن يدوم هذا الخط البحري ويصبح منتظما، للتعريف أكثر بمنتجاتنا الوطنية عبر كل القارة الإفريقية، حيث أعلن عن رغبة الشركة في فتح خطوط بحرية نحو كل الدول الإفريقية، قائلا، “حالما يجد المتعاملون أي منفذ لمنتجاتهم، ستقوم المؤسسة بإعداد الدراسات اللازمة لفتح خطوط بحرية جديدة، لأن هدفنا هو تغطية كل إفريقيا".