أشاد باحترافية الأمن في إحباط مخطط تسميم الجزائريين.. مبروك كاهي لـ”المساء”:

شبكات إجرامية تتآمر مع مخابرات أجنبية ضد الجزائر

شبكات إجرامية تتآمر مع مخابرات أجنبية ضد الجزائر
أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، بجامعة "قاصدي مرباح" بورقلة، مبروك كاهي
  • القراءات: 587
شريفة عابد شريفة عابد

❊ إستغلال الوضع الهش بالساحل لتمرير الشحنة من دولة مجاورة

❊ مخطط توزيع الشحنة يكشف عن خطة لتفجير الوضع الداخلي باستهداف الشباب

❊ التغطية الأمنية لمسار يمتد عبر 3 آلاف كلم يبين الاحترافية العالية للأمن الوطني

أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، بجامعة "قاصدي مرباح" بورقلة، مبروك كاهي، أن الشحنة الضخمة للمؤثرات العقلية التي حجزتها قوات الأمن الوطني عشية رمضان المبارك، والمقدرة بـ1,6 مليون كبسولة تبرز اليقظة والجاهزية والاحترافية العالية لقوات الأمن، وقدرتها على تتبع عناصر الشبكات الإجرامية على مساحة شاسعة تمتد على مسافة 3 آلاف كلم، مع كشف مخططات الشبكات المنظمة التي تتعاون مع المخابرات الإقليمية والدولية بمنطقة الساحل، على اعتبار أن الشحنة دخلت من دولة مجاورة من أجل تفجير الوضع بالجزائر مستهدفة الشباب بالدرجة الأولى.

اعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، في اتصال مع "المساء" أن العملية التي قامت بها قوات الأمن بتأطير من المديرية العامة للأمن الوطني، عشية حلول الشهر الكريم، تبرز في مضمونها مدى احترافية وخبرة وقدرة التنسيق بين القوات الأمنية في تتبع نشاط الشبكات الإجرامية عبر التراب الوطني، وهذا على الرغم من المسافة الكبيرة الفاصلة بين نقطة دخول السموم بتمنراست والمناطق التي كانت موجهة لتوزيعها على امتداد 3 آلاف كلم، بأقصى نقطة في الشمال وهي العاصمة، مع تغطية وجهات أخرى كانت موجهة إليها الشحنة كجنوب شرق ورقلة، ووهران بالغرب وعنابة بأقصى الشرق الجزائري.

وعن سبب إختيار ولاية تمنراست، لإدخال الشحنة الضخمة من دولة مجاورة، فربطه الأستاذ كاهي، بالعلاقة التي تربط عناصر الجماعة الإجرامية بشبكات الجريمة المنظمة الدولية بالساحل، وعلاقة هذه الأخيرة بأجهزة المخابرات الإقليمية والدولية، حيث تستغل هذه الأخيرة هشاشة الوضع بالساحل لتطبيق أجنداتها وتغذي شبكاتها بالأموال، عبر عائدات الجريمة المنظمة وفي مقدمتها المخدرات بمختلف أنواعها.

كما تكشف طبيعة خطة توزيع الشحنة التي وضعتها الشبكة الإجرامية، لإيصال المهلوسات إلى مختلف جهات الوطن ـ حسب الأستاذ كاهي ـ عن محاولة مفضوحة لتفجير الوضع الداخلي عبر هذه السموم من خلال استهداف أكبر شريحة بالمجتمع الجزائري ممثلة في الشباب.وأضاف أن الشحنة الضخمة تظهر أيضا أن الشبكة الإجرامية، لها أذرع وفروع كانت تعول عليها في التوزيع الداخلي للكمية المحجوزة على الشباب عبر إغرائهم بالأموال.وعن اختيار الشهر الفضيل لتنفيذ الخطة الإجرامية، فرد الأستاذ كاهي، إلى اعتقاد رؤوس الشبكة الاجرامية بأن قوات الأمن الوطني مشغولة بتأمين الشهر الفضيل، والتركيز على جوانب أخرى متصلة بالسهرات العائلية وحماية المواطنين والأسواق وغيرها من النشاطات التي تستنفر أجهزة الأمن في هذه المناسبة، بحكم الحركية غير العادية التي يشهدها الشهر الفضيل.

كما أرجع محدثنا اختيار هذه الفترة لإدخال تلك الشحنة الضخمة من السموم إلى الجزائر، من جهة أخرى إلى تركيز تجار المخدرات على السهرات الرمضانية للترويج للمخدرات، لاعتقادهم أن تردد الشباب على المقاهي والنوادي، يتيح الفرصة المثلى لتسويق السموم بكميات معتبرة.

وحول تزامن هذه العملية مع مناقشة البرلمان لمشروع قانون الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية وقمع الاستعمال والإتجار غير المشروعين بها،  أكد كاهي، أن الشبكات الإجرامية تتحدى دائما القوانين وتحاول الدوس عليها، واضعة نصب أعينها الربح السريع وتدمير المجتمع وفرض منطقها مالم تجد أجهزة أمنية يقظة ومحترفة، تجهض مخططاتها الرامية إلى ضرب الإستقرار الداخلي للجزائر باستعمال كل الطرق والوسائل.