مشهد آخر من إرادة المشاركة والتغيير
شباب يتطوع لمراقبة الانتخابات بالمكاتب المتنقلة

- 244

تطوّع مجموعة من الشباب بولاية الأغواط من أجل مرافقة مراقبة العملية الانتخابية بالمكاتب المتنقلة المتواجدة بإقليم بلدية سيدي مخلوف (ولاية الأغواط )، حسب ما أفاد أمس الجمعة رئيس المكتب المتنقل رقم 03 "القرارة الحمراء"، السيد مخلوف بريشي.
وحسب السيد بريشي، فان مجموعة من الشباب تقدموا بطلب للمندوبية المحلية للسلطة المستقلة للانتخابات ببلدية سيدي مخلوف من أجل تمكينهم من مرافقة العملية الانتخابية بالمكاتب المتنقلة بولاية الأغواط وهو ما لقي ردا إيجابيا من المندوبية المحلية.
وتحدث محمد صادقي احد الشباب المطوع لمراقبة العملية الانتخابية ان تواجده هنا "نابع من وعيه الوطني وواجب المساهمة في سبيل تقديم صورة كاملة عن واقع الانتخابات في ظل القانون الجديد للانتخابات الذي يتيح للمواطن متابعة ومراقبة حيثيات الاقتراع عن قرب والمساهمة في نقل المفهوم الحقيقي للمواطن المتدخل بشكل إيجابي في المسار الديمقراطي لبلاده".
وأضاف ذات المتحدث ان تزامن الانتخابات في المكاتب المتنقلة مع عطلة نهاية الأسبوع ساهم في إمكانية تواجده الميداني دون الغياب عن عمله، مؤكدا أنه التمس من خلال النقاط الأولى للعملية الانتخابية ‘’جدية في العمل’’ من طرف أعضاء المكتب الذي يرافقه و’’وعي’’ من طرف المواطنين القاطنين بمناطق بعيدة عن المدن، حيث شهدت العملية الانتخابية في الساعات الأولى منها "توافدا عدد لا بأس به" من الناخبين من أجل الإدلاء بأصواتهم فيما يخص الانتخابات التشريعية.
وتجدر الإشارة إلى أن الهيئة الناخبة بولاية الأغواط تبلغ 297034 مسجل تتوزع على 156 مركز و 761 مكتب من بينها 1849 ناخب يتوزعون على أربعة مكاتب متنقلة، اثنان ببلدية سيدي مخلوف (مكتب القرارة الحمراء ومكتب الرحال) ومكتبين آخرين ببلدية حاسي الرمل (مكتب بليل ومكتب بوزبير).
توافد كبير على المكاتب المتنقلة لولايات الجنوب الكبير
شعور بالاعتزاز،،، وآمال في تحقيق التنمية المرجوة
واصل الناخبون من البدو الرحل وساكنة المناطق النائية بولايات إيليزي وجانت وأدرار وتيميمون أداء واجبهم الانتخابي عبر المكاتب المتنقلة في إطار الانتخابات التشريعية وسط تفاؤل كبير بتحسين أوضاعهم المعيشية والتكفل بمشاكلهم من طرف نواب العهدة البرلمانية الجديدة.
وعرفت المكاتب المتنقلة التي جابت مختلف مناطق الولايات المذكورة توافدا للناخبين وسط إجراءات تنظيمية وصحية وأمنية محكمة إقبالا للناخبين الذين أبوا إلا أن يؤدوا واجبهم الانتخابي ضمن عملية متواصلة منذ الأربعاء الماضي.
وقال الحاج أمحمد وهو في العقد الثامن من عمره بعد أن أدى واجبه الانتخابي بالمكتب المتنقل بمنطقة واديهان على بعد 110 كلم عن مقر ولاية إيليزي أنه شعر بـ«فخر واعتزاز’’ وهو يشارك في هذا الحدث الانتخابي والذي يأمل في يكون فرصة للفت انتباه المنتخبين الجدد والمسؤولين والسلطات بوضعية ساكنة المناطق النائية في صحرائنا الشاسعة وتمكينها من عوامل التنمية والاستجابة لاحتياجاتها وخاصة فئة الشباب منهم.
وعبرت المواطنة "سامية. س« التي كانت من أوائل السيدات اللائي أدلين بأصواتهن في نفس المكتب أنها تأمل من خلال مشاركتها إلى ‘’ترقية ظروف حياة المرأة الريفية وإيلائها عناية خاصة من خلال الدعم والمرافقة الواسعة’’.
وكانت نفس الآمال تراود ناخبي المناطق البعيدة بولاية جانت الذين واصلوا عمليتهم الانتخابية على مستوى المكاتب المتنقلة، خاصة بمنطقة تينالكوم التي شهدت توافدا معتبرا للناخبين من كلا الجنسين.
وقال الشاب إبراهيم وهو في عقده الثالث إن الإقبال الواسع للناخبين على صناديق الاقتراع بهذه المنطقة الحدودية يعكس حجم الآمال التي يعقدها السكان من أجل تجسيدها من خلال اختيار ممثلين أكفاء يحملون على عاتقهم انشغالات واحتياجات هذه الجماعة المحلية ويعملون من أجل تجسيدها خاصة ما تعلق بترقية وتحسين ظروف التعليم والرعاية الصحية ومشاريع فك العزلة.وأعربت المندوبية المحلية للسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات عن ارتياحها للأجواء التي تسود العملية الانتخابية التي ‘’تجري بشكل عادي ووفق التزام تام من قبل المؤطرين وكذا الهيئة الناخبة لمجمل الإجراءات التنظيمية والقانونية، بما فيها تطبيق البرتوكول الصحي، على مستوى جميع المكاتب المتنقلة التي تتواصل فيها عملية الاقتراع إلى غاية يوم اليوم لتمكين 19.760 ناخب مسجل من أداء واجبهم الانتخابي عبر 18 مكتب متنقل بالمناطق النائية بولايتي إيليزي وجانت.
وفي نفس أجواء التفاؤل انطلقت أمس على مستوى المكاتب المتنقلة بولايتي أدرار وتيميمون عملية الاقتراع شملت 6 مكاتب متنقلة تضم 2.499 ناخب موزعة على خمس بلديات.
وقال عثماني توهامي، المنسق الولائي للسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات بأدرار أن الهيئة ا لناخبة بهذه الولاية تضم 164.988 ناخب موزعين على 180 مركز إنتخاب و 520 مكتب اقتراع.
بينما انطلقت العملية بولاية تيميمون عبر 7 مكاتب متنقلة تضم هيئة ناخبة تبلغ2.362 ناخب موزعة على خمس بلديات بإقليم قورارة حسب ما أكده عبدالسلام قدوري، المنسق الولائي للسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات بهذه الولاية الجنوبية التي تقدر هيئتها الناخبة74.637 ناخب موزعين على 116 مركز إجراء و 280 مكتب اقتراع. .
ق. س
لقاء تحسيسي حول مشاركة المجتمع المدني
الانتخابات ممرّ آمن نحو التغيير الحقيقي
أكد متدخلون في فعاليات اللقاء التحسيسي حول مشاركة المجتمع المدني في الانتخابات التشريعية، الذي احتضنته الخميس مدينة بسكرة، أن الاقتراع المزمع إجراؤه بعد غد السبت يعتبر "ممرا آمنا نحو التغيير الحقيقي".
وأوضح بالمناسبة المحافظ الولائي للكشافة الإسلامية الجزائرية، مصطفى جابر، أن الانتخابات التشريعية "ستفتح المجال أمام المواطن للمساهمة في التغيير الإيجابي وتعتبر محطة حاسمة لاختيار المرشحين ذوي الكفاءة القادرين على إيصال انشغالاتهم"، مشيرا إلى أن الواعين بالتحديات الجديدة التي تواجه البلاد يعلمون أن هذه التشريعيات "تعد بوابة للانتقال إلى جزائر يستظل تحتها كل أبناؤها وتسد الطريق أمام المتربصين به".في ذات السياق، أبرزت الناشطة الأستاذة بجامعة بسكرة، نعيمة سعدية، أن مشروع الجزائر الجديدة يعني "جعل صندوق الاقتراع الآلية الوحيدة للتغيير وعلى المجتمع المدني أن يدرك أن الإدلاء بالصوت في الانتخاب هو رسالة و أمانة ضمن ممارسة حق المواطنة لمن يريد الأفضل لوطنه عبر تزكية برلمان حقيقي يعبر عن الإرادة الشعبية".
كما اعتبرت أن التراجع عن هذه المسؤولية "سينعكس سلبا على الوطن وأي تقاعس عن أداء المهمة هو تأخر عن انتقاء الأصلح".
من جهته، أوضح الشيخ محمد شمار، إمام بأحد مساجد مدينة بسكرة أن مشاركة المواطن في الانتخابات والإدلاء بصوته هو "تعبير عن الانتماء لمجتمع مترابط موحد"، مردفا أن خروج المواطن والمواطنة يوم السبت هو مساهمة في اختيار قوائم وأشخاص بكل حرية لتمثيله في المجلس الشعبي الوطني.
أما رئيس جمعية "الوميض الثقافية"، محمد لنصب، فاعتبر أن الانتخابات المقبلة "ستؤسس لعهد جديد ومرحلة هامة في تاريخ الجزائر التي رغم أنها تمر من حين لآخر بمراحل هامة تجد أبناءها واعين بالتحديات وواثقين من أنفسهم في الوصول إلى بر الأمان"، معتبرا أن الجزائريين "يربطهم عقد اجتماعي مضمونه أن الجزائر تبنى بوحدة أبنائها".
هذا اليوم التحسيسي بادرت إلى تنظيمه المحافظة الولائية للكشافة الإسلامية الجزائرية بالتنسيق مع فعاليات المجتمع المدني والجمعيات المحلية على غرار جمعية "اليد في اليد" والهلال الأحمر الجزائري والمكتب الولائي للاتحاد العام للعمال الجزائريين وعدد من الوجوه الثقافية المحلية.
ر.ر