قال إن من يقف وراء الاعتداءات متطرفون يحنّون إلى العشرية السوداء

سيدي سعيد يدعو لحماية الأئمة والمرجعيات الدينية

سيدي سعيد يدعو لحماية الأئمة والمرجعيات الدينية
  • 874
  حنان/ح  حنان/ح

عبّر الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي سعيد، عن تضامنه ودعمه لعمل ونشاط ومهام جميع الأئمة ومعلّمي القرآن الكريم وشيوخ الزوايا وإطارات وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، مطمئنا إيّاهم بالتكفل بكل قضاياهم «الشرعية المشروعة والقانونية المادية منها والمعنوية».

ودعا سيدي سعيد، في بيان أصدره أمس، هؤلاء إلى «الحيطة والحذر واليقظة القصوى» وذلك لتفويت الفرصة لكل من تسوّل له نفسه المساس بأمن واستقرار وسيادة ووحدة البلاد وتماسك الشعب الجزائري، ودعاهم لمواصلة «مهامهم وأعمالهم النبيلة».

كما دعا باسم القيادة الوطنية للمركزية النقابية السلطات العمومية المختصة والتي لها صلة بقطاع الشؤون الدينية والأوقاف، من أجل اتخاذ كل الإجراءات القانونية الضرورية لحماية وصيانة وحفظ كرامة ومكانة وأمن ومهام الأئمة. واعتبر في البيان أن الوقوف والتضامن مع هذه الفئة يعد «واجبا وطنيا وأخلاقيا وضروريا» على كل مخلص، معبّرا عن رفضه لكل الحملات الممنهجة ضد «فئة المثقفين والعلماء ورجال الدين».

ولم يتردد في الاشارة إلى أن هذه الحملات يقودها «متطرفون» وصفهم بـ«أعداء المرجعية الدينية الوطنية» ممن يحنّون إلى العشرية السوداء، يحاولون الاعتداء على «حراس القيم الوطنية والضمير الديني للأمة الجزائرية».

وأشاد بقوة بالدور الذي يلعبه الأئمة وشيوخ الزوايا والعلماء، معتبرا أن «المتطرفين» لن ينالوا من عزيمتهم في إصلاح النفوس وذات البين داخل مجتمعنا لاسيما منه الشباب، وذلك حفاظا على «جو الاستقرار والأمن الاجتماعي المنبثقين عن روح المصالحة الوطنية المهندسة من طرف رئيس الجمهورية».

وأضاف أنهم يبقون «سندا قويا وفعّالا وحصنا متينا لكل أنواع التوتر والانحراف والتغليط والتلاعبات والانزلاقات التي من شأنها أن تمس باستقرار وأمن ووحدة وسيادة بلدنا»، لاسيما في «هذه الظروف والمناخ السائد على المستويات الاقليمية والجهوية والدولية وما تشهده من صراعات مختلفة».

للتذكير فإن وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، أعلنت مؤخرا عن اتخاذها «بصورة آنية» الإجراءات اللازمة لمواجهة الاعتداءات التي تعرض لها بعض الأئمة، بالرغم من اعتبار مثل هذه الاعتداءات «معزولة».   وقالت الوزارة إنها «واعية» بالانشغالات الأخيرة لأئمتنا بخصوص الاعتداءات التي تعرضوا لها مؤخرا بالضرب والشتم.

وأكدت إسداءها أوامر مستعجلة للسيدات والسادة الولاة وكذا مصالح الأمن الوطني قصد ضمان أمن وسكينة أئمتنا وتوفير الحماية والظروف المواتية لهم لممارسة مهامهم.  وكان الأئمة قد احتجوا في مناسبات سابقة على توالي الاعتداءات اللفظية والجسدية عليهم، ومنها وضع كفن عند مدخل مسجد عمر الفاروق بوهران، وكتابات حائطية تصف الإمام بـ«الكافر»، واعتداء على إمام بحي بئر الجير في وهران بالضرب المبرح من قبل متشدّدين، كما تم تسجيل اعتداء على إمام بسكيكدة وهي أمثلة فقط.

وكان الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية، الشيخ جلول حجيمي، قد صرح مؤخرا لوسائل الإعلام أن هذه الحوادث المتكررة التي وصفها بـ«الظاهرة الغريبة والدخيلة»، تعود إلى «خلافات شكلية واختلاف في القناعات والمرجعية الدينية بين الإمام والمصلين»، مرجّحا وجود أياد خفية تسعى للتحريض وضرب المرجعية الوطنية.