افتتح الدورة الـ 20 للصالون الدولي للكتاب

سلال يحث على الترجمة والنشر المشترك

سلال يحث على الترجمة والنشر المشترك
  • القراءات: 721
دليلة مالك دليلة مالك

دعا الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، أمس، الناشرين الوطنيين والأجانب معا إلى الاهتمام بالكتاب، وجعله سفيرا للجزائر في العالم، بالاستعانة على عاملي النشر المشترك والترجمة، كما حثّ مؤسسات الدولة المشتغلة في مجال الكتاب على السعي لتنوير التلاميذ بأعمال الأدباء الجزائريين الذين يكتبون بغير العربية لتكون بلغة الضاد ويتعلمونها في المدارس. 

وخلال إشرافه على الافتتاح الرسمي للصالون الدولي العشرين للكتاب بقصر المعارض الصنوبر البحري بالجزائر العاصمة، حرص السيد سلال على إيلاء الأهمية اللازمة للنشر المشترك والترجمة عند كل جناح يقف عنده، ليكون الكتاب الجزائري في أكبر مساحة جغرافية ممكنة في العالم، وهو ما يعكس بحق اهتمام الدولة بصناعة الكتاب، وإدراكها العميق بأن الكتاب وسيلة لنشر الثقافة الجزائرية بمختلف الألسنة.  

وحضر مراسم الافتتاح أعضاء من الحكومة وأعضاء من السلك الديبلوماسي المعتمد بالجزائر، واستهل الوزير الأول جولته في المعرض بالجناح المركزي، حيث وقف عند فضاء ضيف الشرف وهو فرنسا،  وتعرف على بعض إنجازاتها، وشرح أعضاء من الوفد الفرنسي البرنامج المسطر لأيام الصالون الذي سيضم نقاشات وتقديم كتب وسلسلة بيع بالتوقيع وندوات لأدباء حاصلين على جوائز الغونكور الفرنسية الشهيرة، وهي أنشطة ستكون كذلك بالمعهد الفرنسي، كما أشاروا إلى التغطية الإعلامية التي سترافقهم من خلال بث حصص تلفزيونية وإذاعية بإذاعة فرنسا الدولية وقناة "فرانس24" وإذاعة مونتي كارلو.

كما تحدث سلال عن ضرورة العمل مع الشريك الفرنسي على النشر المشترك خاصة في المجال التربوي والترجمة من الفرنسية إلى العربية والعكس، وهو ما أكده ممثلو الجناح الفرنسي، إذ تم توقيع اتفاقية في باريس العام الماضي مع المركز الفرنسي للكتاب، حيث سيكون مديره حاضرا الأسبوع المقبل بالجزائر العاصمة لتعميق التعاون وبالتحديد التطرق لأسئلة الترجمة والنشر المشترك. كما طلب سلال أن يتم خفض أسعار الكتب، لتعميم المطالعة، ونبه الوزير الأول إلى أهمية الروائية الراحلة آسيا جبار، وقال "يجب أن نفعل شيئا لأسيا جبار ورد الاعتبار لها، إنها قيمة أدبية كبيرة، ونحن بحاجة لأسيا جبار أخرى".

وفي جناح المؤسسة الوطنية للاتصال، والنشر والإشهار، اطلع الوزير الأول على جديدها، المقدر بـ23 عنوانا، وحث مسؤوليها على الاهتمام بالترجمة من العربية إلى لغات أخرى والعكس، خاصة كتب الناشئة والشباب، كما تعرف الوزير الأول على فضاء جديد للمؤسسة حمل اسم "دار الكُتاب" وضع خصيصا للشباب المؤلفين للقائهم والأخذ بيدهم. وقال عبد المالك سلال إنه أعطى تعليمات صارمة بخصوص المصحف الشريف لكي يطبع في الجزائر بنسبة تفوق الـ90 بالمائة، خاصة وأن الإمكانيات متوفرة، عسى أن تكون الأسعار مناسبة كذلك، وذلك في رده على ممثل جناح المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية بخصوص استيراد المصحف.

وتصفح عددا من العناوين منها الأعمال الكاملة لرضا حوحو والروائي واسيني الأعرج وعناوين من التراث الروسي، وهنا توقف سلال ليؤكد على ضرورة بذل جهد كبير لترجمة أعمال الكتاب الجزائريين من العربية إلى الفرنسية والعكس حتى تعرف بهم داخل وخارج الوطن لأن التلاميذ لا يعرفون كثيرا من الأدباء الجزائريين، لأنهم ينشرون بالفرنسية، ولا يمكن تلقينهم بالعربية وهذا إشكال كبير لابد من تجاوزه بالترجمة.

وعرج السيد سلال على الدار اللبنانية المصرية، حيث أكد بجناح المطبوعات الجامعية، أنه يجب الاعتناء بالكتاب الجزائريين الذين يكتبون بالفرنسية، إذ قال إن الكثير من المتمدرسين يجهلون هذه الأيقونات الأدبية، خاصة الذين يكتبون بلغة أجنبية، وطالب مسؤولي الديوان بالاشتغال على الترجمة إلى العربية والأمازيغية من أجل تفعيل هذه الأخيرة، على أن تكون الدورة المقبلة موعدا لقطف ثمار هذه المهمة.  وأهدي للوزير الأول كتاب فاخر وهو من أوائل القواميس التي ألفها محمد بن شنب أول أستاذ جزائري بجامعة الجزائر. وبدار الحكمة، سأل الوزير الأول عبد المالك سلال صاحبها إن كانت تقوم بالترجمة وليس النشر فقط، فكان الرد إيجابيا حيث قامت هذه الدار بالترجمة من الروسية والألمانية إلى العربية، لعزيز بوباكير وأبو العيد دودو، بالإضافة إلى الأمازيغية ومن الفرنسية كذلك.

من جهتها، شكرت وزيرة الثقافة الفرنسية فلور بيلران الحكومة الجزائرية على دعوة فرنسا لهذا الصالون، وأن للدعوة أهمية بالنسبة لها وللحكومة الفرنسية خاصة في هذه الفترة المتسمة بتبادل دبلوماسي وسياسي وثقافي ذي أهمية قصوى، وأكدت أنها فترة جد إيجابية بالنسبة للبلدين. وتسجل هذه الدورة مشاركة 910 دور نشر، منها 290 دار نشر جزائرية،  مع تقلص عدد الناشرين الأجانب، ذلك أن محافظة المهرجان أقصت 50 دار نشر بسبب عدم احترامها للقانون الداخلي، وأنه تم تعويض الغياب بدور نشر جزائرية، حيث قفز عددها من 265 في العام الماضي إلى 290 دار نشر لهذه الدورة.