بعد أن حاصر نفسه بتصريحاته العدائية ضد الجزائر وموريتانيا

سقوط مثير الفتنة

سقوط مثير الفتنة
المغربي أحمد الريسوني
  • 342
إيمان بلعمري إيمان بلعمري

قرّر مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الاستجابة لاستقالة المغربي أحمد الريسوني من رئاسة الاتحاد مع إحالتها على الجمعية العمومية الاستثنائية للبت فيها، وجاءت استقالة الريسوني جاءت بعد حملة استنكار واسعة طالته بعد تصريحاته العدائية ضد الجزائر وموريتانيا. وأشار بيان لذات المنظمة، أمس، إلى أن "مجلس الأمناء للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوافق على الاستجابة لرغبة أحمد الريسوني بالاستقالة من رئاسة الاتحاد، وذلك تغليبا للمصلحة وبناء على ما نص عليه النظام الأساسي للاتحاد".

كما أفاد أيضا بأن هذه الاستقالة "تمت إحالتها على الجمعية العمومية الاستثنائية، كونها جهة الاختصاص للبت فيها في مدة أقصاها شهر". وكان الريسوني قد قدم استقالته من منصبه كرئيس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، حيث قبلها أعضاء الأمانة العامة للاتحاد، حسبما أكده، أمس، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عبد الرزاق قسوم. استقالة أحمد الريسوني كانت متوقعة بعد تصريحاته العدائية تجاه الجزائر وموريتانيا الشقيقة لا سيما وأنها تدعو للتطرف والعدوان على شعوب مسلمة، من لسان شخص يمثل هيئة عالمية منوط بها بعث رسالة السلم والسلام والتضامن باسم الدين الإسلامي الحنيف.

التصريحات الاستفزازية للرسيوني والتي أثارت حملة استنكار واسعة دفعت بالأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي محيي الدين القرة داغي، للتبرّؤ منها مباشرة، حيث قال "بأنها لا تلزم سوى المعني فحسب". وأشار الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في تدخل له عبر القناة الدولية "الجي 24" في وقت سابق، إلى عقد اجتماع طارئ للرئاسة والأمانة العامة، أسفر عن اتفاق يلزم فيه الريسوني، بإصدار بيان يعتذر فيه عن كل ما فهم منه بأنه إساءة تجاه الشعب الجزائري.

تصريحات الرسيوني أثارت ردودا ساخطة، بالجزائر استنكرتها الطبقة السياسية بكل أطيافها على غرار حركة البناء الوطني التي وصفتها بالمثيرة للفتن بين الشعوب وتطاول على سيادة دول وكرامة شعوبها. وقال رئيس الحركة عبد القادر بن قرينة "إن ترؤس مثل هذه الشخصية لهذه الهيئة سوف يضرب بمصداقيتها عندنا"، داعيا العلماء المنضوين تحتها إلى أن يبعدوا عن مؤسستهم مثل هذه الشخصيات التي لا تقدر معنى الكلمة ولا مسؤوليتها في إثارة الفتن".

من جهته حمل عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، الريسوني مسؤولية تبعات تصريحه هذا، ضمن الظروف الدولية والإقليمية المتوترة التي لا تتحمل مثل هذه الخرجات التي تلهب نيران الفتنة. وقال مقري "كان الأولى بالريسوني أن يدعو إلى مسيرات حاشدة في مختلف مدن المغرب ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني، وكسر التحالف الاستراتيجي بين بلاده وهذا الكيان المحتل لفلسطين، لا سيما وأن حزبه هو أحد عرابي هذا التطبيع، وكان أمينه العام هو الموقع عليه رسميا"، وتابع بقوله "بدل الدعوة إلى الفتنة وإلى سفك الدماء بين المسلمين كان الأولى له أن يدعو إلى الجهاد بالمال والنفس من أجل تحرير سبتة ومليلة المغربيتين".

من جهتها استنكرت جبهة التحرير الوطني تحول الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى أداة سياسية في أيدي دول تستعمله من أجل تجسيد دورها ضمن استراتيجيات دولها، وهو ما جعل رئيس هذه الهيئة العالمية لا يجد أي حرج في جعل الإتحاد في خدمة مليكه وسياساته التوسعية. ووصف الأفلان تصريحات الريسوني بـ«غير المسؤولة"، معتبرا إياها لا تأتي إلا من حاقد جهول متنكر لقيم الإسلام ومتجاوز لطموحات الأمة ومستغل لمنصبه في الدعوة للفتنة والاقتتال بين المسلمين والاستعداء على سيادة دول وكرامة شعوبها.

وكان رئيس جمعية علماء المسلمين عبد الرزاق قسوم،  قد تلقى اتصالات من بعض العلماء المسلمين من أجل التهدئة وضبط النفس، حيث أكد قسوم أن رده تمثل في أن الجزائر خط أحمر وقضية الوطن فوق كل اعتبار وأن تصريحات الريسوني عدوان على الإسلام نفسه معتبرا أن الريسوني حوّل الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين إلى أداة لتفريق المسلمين وتشتيتهم بل وسفك دمائهم، ما دام يدعو إلى الزحف على تندوف وموريتانيا وهذا عدوان على المواطنين في البلدين الجزائر وموريتانيا.