فيما تنجح الوزارة في " تحصين" اليوم الأول من البكالوريا الجزئية

رواد الانترنت يبحرون عبر "في بي أن" بعد حجب الفايسبوك وتويتر

رواد الانترنت يبحرون عبر "في بي أن" بعد حجب الفايسبوك وتويتر
  • القراءات: 573
حسينة.ل /تصوير: أ.ياسين حسينة.ل /تصوير: أ.ياسين

كما كان متوقعا أقدمت الحكومة أمس ومع بداية الامتحانات الجزئية للبكالوريا دورة 2016 على حجب مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها "فايسبوك" و"تويتر"سعيا منها لإحباط أي محاولة لتسريب مواضيع الامتحانات، وبالتالي تكرار سيناريو الدورة الأولى التي جرت من 29 ماي إلى 02 جوان الجاري. وقد نجحت السلطات في تحقيق الهدف إذ لم يتم تسجيل أي تسريب إلا أن توقف العديد من المواقع عن الخدمة أثار موجة من الانتقادات والتذمر لدى مستعملي الشبكة العنكبوتية واعتبروا أن هذا الإجراء غير مجد بدليل أن الإبحار تم هذه المرة على النت باعتماد تطبيقات الـ"في بي أن".  

الاضطرابات التي سجلت منذ سهرة السبت بسبب صعوبة الولوج إلى الانترنيت استمرت أمس إلى غاية الساعة الثالثة زوالا مع اليوم الأول للامتحانات الجزئية وخصت الشبكات الاجتماعية "الفيس بوك" و"تويتر" التي تعد الأكثر شيوعا في الجزائر لتتوسع لتشمل كل الخدمات. هو ما شكل ضررا لآلاف المستعملين فيما تحفظت سلطة ضبط البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية  عن تقديم أي توضيح أو تعليق بخصوص هذه الانقطاعات الجزئية. 

وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال من جهتها أكدت على لسان أحد المسؤولين بها أن هذا الانقطاع لمواقع التواصل الاجتماعي له علاقة مباشرة بالامتحانات الجزئية للباكالوريا التي انطلقت أمس، وأنه تم اتخاذ هذا الإجراء الاحترازي من أجل حماية المترشحين للبكالوريا من احتمال تسرب المواضيع على هذه الشبكات. موضحا أن خدمة الانترنيت تعمل بشكل عادي  وأن مواقع التواصل الاجتماعي هي الوحيدة المعنية بهذا الانقطاع. 

الملاحظ أمس هو تمكن رواد مواقع التواصل الاجتماعي من تفكيك الشفرة والولوج إلى المواقع التي مسها إجراء الحجب باستخدام عدة تطبيقات الـ"في بي أن" المتاحة على الانترنت التي تم استعمالها بشكل واسع أمس، الأمر الذي يؤكد مرة أخرى أن الشباب الجزائري حقق قفزة نوعية في مجال استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة بفضل مواكبته لكل الابتكارات وكل جديد يصدر في هذا المجال بينما لا تزال الهيئات والقطاعات العمومية تسجل تأخرا كبيرا في هذا المجال. 

الخبراء يقترحون تنظيما الكترونيا للامتحانات

ويقترح بعض الخبراء ضرورة الشروع في اعتماد التنظيم الالكتروني للامتحانات الرسمية وعلى الخصوص الباكالوريا قصد التخلص نهائيا من هاجس تسريب المواضيع والغش معتبرين قرار الحكومة اللجوء لحظر مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت أسلوبا كلاسيكيا وحلا لا جدوى منه.

وتحدث يونس قرار الخبير في تكنوليجات الإعلام والاتصال عن معركة غير متكافئة بين الحكومة ونشطاء الفايسبوك الذين اثبتوا كفاءة عليا لم يكن يتوقعها هو نفسه داعيا إلى إعادة النظر في تنظيم الامتحانات والمضي تدريجيا بعد سنوات نحو اعتماد طرق حديثة ومبتكرة كإعداد وطبع وتوزيع الأسئلة والمواضيع على المترشحين إلكترونيا بتوفير شاشات داخل أقسام الإجراء وتخصيص أسئلة مختلفة لكل شعبة مشيرا إلى وصول بعض الدول إلى تخصيص سؤال مختلف لكل مترشح يكتشفه عبر لوحة رقمية منصبة على طاولة الامتحان، فضلا عن طريقة الانتقاء الالكتروني للأسئلة آنيا دقائق قبل انطلاق الامتحان. 

وكانت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت قد توجهت عشية انطلاق الامتحانات الجزئية  بكلمة للمترشحين، أشادت فيها بسلوك المترشحين خلال فترة الإمتحانات معلنة مساندتها لكل المترشحين الذين لا ذنب لهم ولا مسؤولية لهم في الضائقة التي عاشتها الجزائر كلها على خلفية تسريب المواضيع، كما حذرت الوزيرة من محاولات الغش التي ستكون عواقبها وخيمة.