لعمامرة يستقبل المبعوث الأممي في الصحراء الغربية

رسائل قوية للمخزن ومدريد

رسائل قوية للمخزن ومدريد
وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة- المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا
  • القراءات: 566
مليكة. خ مليكة. خ

❊ الخبير سليماني: تأكيد على أن القضية الصحراوية مصنفة أمميا ضمن قضايا تصفية الاستعمار

❊ الزيارة مهمة كونها تحمل إشارات إيجابية للصحراويين

استقبل وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، أمس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، بحضور السفير عمار بلاني، المبعوث الخاص المكلف بقضية الصحراء الغربية وبلدان المغرب العربي. وأوضح بيان وزارة الشؤون الخارجية، تلقت "المساء" نسخة منه، أن الطرفين ناقشا آخر التطورات السياسية المتعلقة بالقضية الصحراوية وآفاق تعزيز الجهود الأممية لاستئناف المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع، المملكة المغربية وجبهة البوليزاريو، بهدف التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين، يضمن تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف أو التقادم في تقرير مصيره، وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وعقيدتها في مجال تصفية الاستعمار.

وأكد الخبير الإستراتيجي، عبد القادر سليماني، في اتصال مع "المساء"، أنه رغم كون زيارة، ستافان دي ميستورا، طغى عليها الطابع التقني، إلا أنها حملت رسائل قوية لم تعجب النظام المغربي ولا حتى حليفه الإسباني، مضيفا أن المبعوث الأممي صفع نظام المخزن وحكومة رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، على السواء بتأكيده على أن القضية الصحراوية مصنفة أمميا ضمن قضايا تصفية الاستعمار. وقال الخبير، إن المبعوث الأممي وجه رسالة قوية لحكومة سانشيز بعد رفضه استخدام طائرة إسبانية في تنقله إلى المنطقة، بعد الانقلاب المشين لمدريد على القضية الصحراوية، خصوصا وأن إسبانيا تعد مسؤولة قانونيا وتاريخيا وإنسانيا على تحرير شعب مقهور.

وأضاف أن هذه الزيارة سمحت لدي ميستورا بلقاء مسؤولين صحراويين بمخيمات اللاجئين، فضلا عن تواصله مع الشباب الصحراوي والوقوف، عن كثب، على نشاط مؤسسات الدولة الصحراوية ومشاريعها، مشيرا إلى أن ذلك يدخل في إطار المجهودات الأممية لإحياء عملية السلام التي توقفت  بسبب الحرب التي فجّرها المخزن بعد اعتدائه على الصحراويين في منطقة القرقرات في نوفمبر 2020. وأوضح أن هذه الزيارة مهمة، كونها حملت إشارات إيجابية للصحراويين، من خلال التأكيد على موقف الامم المتحدة المتمسك بالحل السياسي للقضية، باعتبارها المشرف الوحيد على هذه العملية وأن أي حل لن يكون خارج إطار الأمم المتحدة ومجلس الأمن، في الوقت الذي يحاول فيه النظام المغربي القفز عليه بطرح حلول تخدم رؤيته بدعم من حلفائه.

وقال إن النظام المخزني مازال يصر على تعقيد الأمور ويظهر، في كل مرة، محدودية خياراته التي طرحت حلا وحيدا للنزاع بدعم من حليفه إسبانيا. وأشار إلى أن الزيارة تأتي أيضا بعد تأكيد وزيرة الدبلوماسية الألمانية، خلال زيارتها الأخيرة إلى المغرب، أن القضية الصحراوية قضية أممية، إضافة إلى تصريح منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل،  الذي اعتبر القضية الصحراوية قضية تصفية استعمار، مع التمسك بضرورة أن يكون هناك تشاور مع الصحراويين حول النزاع الصحراوي.

وأضاف الخبير سليماني، أن بوريل، أكد أيضا، أن الموقف الإسباني لم يغير الموقف الأوروبي الداعم لحق تقرير مصير الشعب الصحراوي، مشيرا إلى أن هذه التصريحات أغضبت المغرب ما أدى إلى إلغاء زيارة بوريل إلى الرباط. كما أوضح، أن الزيارة تأتي بعد تصريحات الملك محمد السادس، الذي قال إن بلاده تبني علاقاتها مع الدول، بناء على موقفها إزاء قضية الصحراء الغربية، في الوقت الذي أكدت فيه العديد من الدول تمسكها بعدالة هذه القضية. وأشار إلى أن الاستقبال الباهر لتونس الشقيقة للرئيس الصحراوي خلال قمة "تيكاد 8"، أظهرت الحجم الحقيقي للمغرب إفريقيا ودوليا، مضيفا أن الاتحاد الإفريقي يعترف بالجمهورية العربية الصحراوية، التي تعد من مؤسّسي الاتحاد الإفريقي.

واعتبر الخبير الإستراتيجي، أن استقبال وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، للمبعوث الأممي، يؤكد على  الموقف الثابت للجزائر بخصوص القضية الصحراوية التي تبقى مسجلة لدى الأمم المتحدة كقضية تصفية استعمار، مشيرا إلى أن ذلك يتزامن مع قرار مجلس الأمن بتمديد مهمة بعثة "مينورسو" وأعطى أوامر باستئناف المفاوضات بين جبهة البوليزاريو والمغرب المعتدي على أراضي الشعب الصحراوي.

من جهته، قال أستاذ العلاقات السياسية، قوي بوحنية، إن زيارة دي ميستورا، إلى الجزائر حملت بُعدا أمميا واعترافا بدور الجزائر، خاصة في  مجال حلحلة الملف والذي تزامن مع تجديد عهدة بعثة "مينورسو". وأضاف أن الزيارة عكست مدى تمسك الدبلوماسية الدولية بالحياد الإيجابي من خلال عدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، لكن في الوقت ذاته تبني المواقف العادلة.