اعتبروا الأمن شرطا رئيسيا لتحقيق التنمية.. خبراء لـ"المساء":

دور استراتيجي للجيش في مرافقة التطور الاقتصادي

دور استراتيجي للجيش في مرافقة التطور الاقتصادي
  • 134
 حنان. ح حنان. ح

❊ مبتول: هناك صلة جدلية بين الأمن والتنمية الاقتصادية

❊ سيني: ضرورة توفر إطار أمني لتعزيز التطور الاقتصادي للبلاد

أجمع الخبيران عبد الرحمان مبتول، ونزيم سيني، على أن تحقيق أمن واستقرار البلاد شرط رئيسي لتحقيق التنمية الاقتصادية، مشيران إلى أن إشادة رئيس الجمهورية، بمساهمة الجيش الوطني الشعبي والقوات الأمنية في توفير الأمن والاستقرار ومن ثمة تعزيز الجاذبية الاقتصادية للجزائر وجلب المستثمرين الوطنيين والأجانب، يعد إعترافا مباشرا بالدور الاستراتيجي للأسلاك الأمنية في التطور الاقتصادي.     

قال الخبير الاقتصادي عبد الرحمان مبتول، أن هناك صلة جدلية بين الأمن والتنمية الاقتصادية للبلاد، موضحا في تصريح لـ"المساء" أمس، أن "هناك مؤسستين استراتيجيتين تبقيان البلاد متماسكة هما سوناطراك من جهة، والجيش الوطني الشعبي وقوات الأمن من جهة أخرى"، مبرزا الدور الذي تقوم به الأخيرة في الحفاظ على الأمن الوطني والدفاع عن الإقليم، لاسيما في ظل الوضع الراهن الذي يشهد توترات جيواستراتيجية على الحدود الوطنية خاصة في الجنوب، وأضاف محدثنا، بأن القول بوجود صلة جدلية بين الأمن والتنمية الاقتصادية "يعني أنه بدون أمن لا يمكن أن يكون هناك تنمية أو إزدهار إقتصادي، خاصة وأن العالم يعيش على وقع تغيرات تنبئ بالتوجه نحو نظام عالمي جديد، وهو ما أشار إليه رئيس الجمهورية، وكذا الوزير المنتدب للدفاع رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، عندما تحدثا عن اعتماد الصراعات الراهنة على التقنيات الجديدة والتي سيلعب فيها الذكاء الاصطناعي دورا حاسما".

في هذا السياق، يندرج تحديث الجيش الوطني الشعبي وقوات الأمن والصناعة العسكرية ـ حسب الخبير ـ الذي شدّد على أنه "فضلا عن فضل المؤسسة العسكرية والمصالح الأمنية في تحقيق الاستقرار الذي يحتاجه الاقتصاد، فإن الصناعة العسكرية التي عرفت تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، يمكنها أن تسهم من خلال التدريب المكيّف في التنمية الاقتصادية الوطنية عن طريق تقليل الواردات".

وأشار إلى تجارب أجهزة الاستخبارات حول العالم، التي تظهر أنها تمثل دعما قويا لاختراق الأسواق الخارجية، بما توفره من معلومات اقتصادية استراتيجية عن المنافسة في القطاعات الاقتصادية والتطورات الحاصلة في المجال الاقتصادي. وأكد مبتول، أن الجزائر "وباعتراف المجتمع الدولي بأكمله، تعد لاعبا استراتيجيا في استقرار المنطقة الأورومتوسطية وكذا القارة الإفريقية التي ستكون التحدّي الأكبر في القرن الحادي والعشرين، حيث تنوي الجزائر لعب دور رئيسي في هذا المسار".

من جهته قال الأستاذ الجامعي والخبير نزيم سيني، في تصريح لـ"المساء" إن الرئيس تبون، ذكّر في خطابه الذي ألقاه بوزارة الدفاع الوطني بالدور الهام الذي تلعبه قوات الجيش الوطني الشعبي ومصالح الأمن الوطني، في حماية الحدود الوطنية وحماية الفاعلين الاقتصاديين سواء كانوا أشخاصا أو مؤسسات. واعتبر بدوره أنه "في ظل التوترات الجيواستراتيجية والصراعات المسلّحة ومحاولات زعزعة استقرار الدول التي يشهدها العالم حاليا، من المهم للجزائر أن تحقق أمنها الوطني الذي لن يتم إلا بوجود جيش قوي ومصالح أمنية تعمل لصالح مصلحة البلاد والمواطنين". 

وشدّد سيني، على ضرورة توفر "إطار أمني" من أجل تعزيز التطور الاقتصادي للبلاد، من خلال حماية الحدود الوطنية والدّفاع عن المصالح الوطنية داخل وخارج البلاد، مؤكدا أن "الحديث عن المكانة التي يجب أن تحتلها قوات جيشنا والمصالح الأمنية "أمر حيوي"، وخطاب رئيس الجمهورية، كان فرصة للتذكير والتركيز على أن أمن أي دولة هو الشرط الأساسي لتحقيق التنمية الاقتصادية".