أبرز جهود الجزائر لتحقيق التكامل القاري وترقية المبادلات.. رزيق:
خطوات هامة لدعم التجارة البينية الإفريقية

- 151

❊ أوباسنجو: حان الوقت لتعتمد القارة على نفسها باستغلال ثرواتها وإمكانياتها
أكد وزير التجارة الخارجية وترقية الصادرات كمال رزيق، أمس، أن الحكومة سطرت خطة عمل لتحسين مناخ الاستثمار تم خلالها التركيز على تطوير عدة قطاعات هامة، وترقية الصادرات بالتعاون مع الشركاء في القارة الإفريقية في إطار اتفاقية منطقة التجارة الحرّة القارية الإفريقية.
أبرز رزيق، خلال افتتاح الحملة الترويجية للطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية الذي تحتضنه الجزائر في سبتمبر القادم، جهود الدولة لتحسين مناخ الأعمال والتي شملت ـ حسبه ـ الحرص على ضمان بيئة اقتصادية ومؤسساتية مستقرة وشفّافة ومحفّزة وجاذبة للاستثمار، بالإضافة إلى العمل على تحقيق استقرار التشريع المنظم للاستثمار المحلي والأجنبي، وتبسيط الإجراءات الإدارية، وكذا تطوير وتدعيم الجهاز البنكي وسوق رأس المال وقطاع التأمين والعمل على تنمية قدرات ومهارات الموارد البشرية وذلك بهدف تكييف الاقتصاد الجزائري مع التحوّلات العالمية.
وأشار الوزير، إلى المشاريع الهيكلية ذات البعد القاري كمشروع الطريق العابر للصحراء ومشروع طريق تندوف ـ الزويرات بموريتانيا وكذا خط أنابيب الغاز الرابط بين نيجيريا والجزائر، والمضاعف بواسطة كابل الألياف البصرية، مبرزا الخطوات التي تبنّتها الجزائر في سبيل تعزيز التجارة البينية الإفريقية، على غرار إطلاقها للمبادلات التجارية في إطار منطقة التجارة الحرّة القارية الإفريقية في الفاتح من نوفمبر 2024، وكذا تطوير البنى التحتية من خلال توفير موانئ حديثة ومطارات دولية وشبكة للخطوط الحديدية وتوسيع شبكة النّقل البري.
وبخصوص معرض التجارة البينية الإفريقية الذي تستضيفه الجزائر من 4 إلى 10 سبتمبر 2025، أكد رزيق، أنه يعد حدثا مميّزا يجسّد روح التعاون والتكامل الاقتصادي والتجاري بين دول القارة الإفريقية، معتبرا استضافته من قبل الجزائر يعبّر عن التزام الحكومة وإيمانها الراسخ بأهمية تحقيق التكامل الاقتصادي الإفريقي، وتعزيز المبادلات التجارية البينية في إطار منطقة التجارة الحرّة القارية الإفريقية، التي تعتبر أحد المشاريع الرئيسية للمخطط العشري لتنفيذ أجندة 2063 للاتحاد الإفريقي تحت شعار "إفريقيا التي نريد"، وأوضح أن هذا الفضاء يوفر إطارا مشتركا للنّمو الشامل والتنمية المستدامة للقارة.
كما أشار الوزير، إلى أن هذه الحملة الترويجية لمعرض التجارة البينية الإفريقية، من شأنها التعريف بمقومات القارة لتعزيز التجارة البينية وعرض فرص الاستثمار وتقديم منصة للقطاع العام والخاص لعقد شراكات عمل وتوسيع نطاق الأعمال في إفريقيا، معتبرا إياها سانحة لتعزيز الشراكات بين المؤسسات الإفريقية وجذب الاستثمارات للقارة، وزيادة التجارة البينية الإفريقية ودعم خطط التصنيع في القارة لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة "لأن مستقبل إفريقيا المزدهر يبنى من الداخل".
أوباسانجو يدعو إلى تعاون إفريقي للتقليص من التبعية
من جهته، ثمّن الرئيس النيجيري الأسبق ورئيس المجلس الاستشاري لمعرض التجارة البينية الإفريقية، أولوسيجون أوباسانجو، جهود الجزائر الرامية إلى ترقية التجارة البينية الإفريقية وتجسيدها لمشاريع داعمة لهذا الهدف. ودعا إلى جعل التظاهرة أحسن طبعة لدعم المبادلات التجارية البينية في إفريقيا، مؤكدا أن التجارة الإفريقية هي أساس تعزيز مرونة اقتصادات الدول الإفريقية في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها العالم.
وأكد أوباسنجو، أن الوقت حان لتعتمد الدول الإفريقية على نفسها باستغلال ثرواتها وإمكانياتها عن طريق تعزيز التعاون فيما بينها من أجل التقليص من تبعيتها للخارج، مشيرا إلى أن منطقة التبادل التجاري الحر الإفريقي تتيح فرصة لتحقيق التحرّر الاقتصادي وبناء إفريقيا التي يريدها ويحتاجها الأفارقة، من خلال تسريع التصنيع واستغلال الإمكانيات القارية لخلق الثروات وتوفير مناصب الشغل.
هذا الطرح دعمته نائب الرئيس التنفيذي للتجارة البينية الإفريقية وتنمية الصادرات كانايو أواني، التي أشادت بجهود الجزائر في مجال دعم التعاون الاقتصادي من أجل تنمية إفريقيا، مؤكدة أنه "حان الوقت لتقوية هذا التعاون من خلال إبرام الاتفاقيات الاقتصادية بين الدول الإفريقية للرفع من حجم المبادلات التجارية وإقامة استثمارات كبرى". كما ذكرت المتحدثة، بأن تنظيم معرض التجارة البينية الإفريقية سيمكّن من الخروج من التبعية.