أكدوا أنّ فرنسا لا تزال تسيّر بعقلية استعمارية.. محلّلون سياسيون لـ"المساء":

خطوات الجزائر العملاقة وتعدّد شركائها ينغّص على باريس

خطوات الجزائر العملاقة وتعدّد شركائها ينغّص على باريس
  • 203
مليكة. خ مليكة. خ

أكد محللون سياسيون أنّ ردّ الجزائر إزاء الاستفزازات الفرنسية كان حازما وصارما، خاصة بعد أن اتضح تمسّك باريس بعقليتها الاستعمارية في تعاملها مع دول القارة الإفريقية، في الوقت الذي تتمسك فيه الجزائر بالندّية والتعامل في إطار السيادة، علاوة على الخطوات العملاقة التي حققتها في سبيل التطوّر والنماء وتعدّد شركائها.

أوضح المحلّل السياسي سيف الدين قداش أنّ موقف الجزائر كان حازما وواضحا، كونه لا يتحدث فقط عن مراجعة استعمال جوازات السفر بالنسبة للإطارات السامية وغيرها، بل يتحدث عن نقض هذا الاتفاق، وبالتالي فإنّ الجزائر كانت مدركة تماما بأنها ليست بحاجة لهذا الموضوع بل تتعامل في إطار سيادتها الوطنية بكل حزم وصرامة وثبات. 

وبعد أن أكد بأن باريس اختارت الطريق الأسوأ المتمثل في رفع الاستفزاز والصراع مع الجزائر، أوضح المحلّل السياسي، أنّ الفرنسيين اليوم بحاجة لهذا التصعيد والتوتر وبحاجة إلى ناخبين في الانتخابات، فضلا عن أن فرنسا اليوم تريد بعقلية استعمارية متقادمة فرض أجندتها على الجزائر بعيدا عن الاحترام المتبادل، وهو ما ترفضه الجزائر ووضعت حدا له بدبلوماسية واعية ومسؤولة. وأضاف قداش أن الصراع بدأ مع قضية الصحراء الغربية، لكن الموضوع أخذ أبعادا تتجاوز الاختلاف إلى التجني الفرنسي ضد المواقف الجزائرية، ما يدل بشكل واضح وفاضح عن الذهنية الاستعمارية وأن التغوّل الفرنسي وبحث فرنسا عن مصالحها بطرق استفزازية قد بلغ حدا فاحشا وستتصدى له الجزائر كما كانت دئما بشكل حازم وحاسم .

وعلاوة على هذا التصعيد، يرى المحلل السياسي أن موقف الجزائر كان بشكل أو بآخر يدل بوضوح عن إرادة حماية السيادة واحترام المبادئ الوطنية وصيانة موقفها إزاء فرنسا. 

كما أشار إلى أن الرسالة التي وجهها ماكرون إلى وزيره الأول هي التي دفعت الجزائر بشكل أو بآخر إلى الرد الحازم، مبرزا في هذا الصدد الحاجة إلى دراسة وتقييم طرق الرد بشكل عميق جدا إزاء هجمة صهيو فرنسية مخزنية ثلاثية، تحاول التضييق على الجزائر نتيجة مواقفها المشرّفة إزاء القضيتين الفلسطينية والصحراوية ونتيجة بعدها السيادي والندي إزاء النموذج الاستعماري المتجدد لبعض الدوائر الفرنسية.

من جانبه قال المحلل السياسي موسى بودهان، إنّ فرنسا كعادتها تقوم دائما باستفزازات متكرّرة وتجاوزات سياسية ودبلوماسية وقانونية في حقّ الجزائر، وحتى ضد القانون الدولي، مضيفا أنه يجب البحث عن خلفيات هذه التجاوزات، خاصة بعد أنه اتضح جليا أنه موقف وزير الداخلية الفرنسي هو نفسه موقف الرئيس ماكرون. 

وأوعز بودهان هذا التصعيد، إلى الخطوات العملاقة التي حققتها الجزائر في سبيل التطوّر والنماء وتعدّد شركائها، فضلا عن الندية التي تتعامل بها الجزائر وعدم رضوخها بأي شكل من الأشكال لسياسة الاستفزاز والابتزاز الفرنسية.