الرئيس بوتفليقة في برقية تعزية إلى عائلة الفقيدة:
جميلة عمران رمز خالد وقدوة للأجيال

- 1385

أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، في برقية تعزية بعث بها أمس، إلى عائلة المرحومة المجاهدة جميلة عمران، التي وافتها المنية أول أمس السبت، عن عمر ناهز 78 سنة، أن الفقيدة تبقى «رمزا خالدا» في سجل الثورة التحريرية و»قدوة للأجيال القادمة على مدى التاريخ».
وقال الرئيس بوتفليقة، في برقية التعزية إن «جميلة أخرى من جميلات الجزائر وبطلاتها ترحل عنّا اليوم، إنها إحدى إيقونات الثورة المباركة، المغفور لها بإذنه تعالى جميلة عمران، سليلة أسرة جهاد ونضال».
«إن الراحلة العزيزة - يضيف الرئيس بوتفليقة- آثرت، وهي لما تزل يافعة ركوب الخطوب على حياة الدعة في سبيل تحرير بلدها، فحملت السلاح مع رفيقاتها وخضن جميعا حربا ضروسا ضد عدو شرس، واستطعن ببراءتهن وحبهن للوطن وإيمانهن بدينهن وبقيمه السامية أن يصمدن أمام جحافل العدو».
وتابع رئيس الدولة أنه «لم تضعف لجميلة إرادة ولا لأن لها عزم في تأدية رسالتها الوطنية حتى حينما اعتقلت وسلّطت عليها كل أنواع التعذيب والقهر، لقد صمدت وقاومت فأدرك زبانيتها أنهم أمام طفلة بقلب أسد، فأصدروا في حقها حكما بالسجن وهي دون الثامنة عشرة من عمرها، وذلك دأب المحتلين مع كل الأحرار، غير أن يد الله فوق أيديهم، وبفضله كتب لها عمرا جديدا بعد طول اعتقال وزجر وتعذيب لتشهد حلمها يتحقق بجزائر سيدة مستقلة، تسهم في بنائها وتشييد مؤسساتها».
واستطرد رئيس الجمهورية قائلا: «إن غصنا وارفا انفصل اليوم عن دوحة رموز الجزائر، ليتبوأ مقاما كريما في جنّات النّعيم، بجوار رب غفور رحيم، ولا يحق لنا اليوم أن نبكيها، بل يجب أن نشيد بمآثرها وشمائلها كرمز خالد في سجل الثورة الكبرى، تبقى قدوة للأجيال القادمة على مدى التاريخ، تلهمها عزّة الوطن وسؤدده، والدفاع عن مثله العليا وعن الوحدة والسيادة والرقي».
وخلص الرئيس بوتفليقة إلى القول: «فبقلب خاشع راض بقضاء الله وقدره، أدعوه منيبا إليه جلت رحمته العالمين أن يعطر رمسها ويكرم وفادتها ويغمر روحها بأنعام جنات الخلد، وأدعو أهلها ورفاق دربها، نساء ورجالا، أن يعتصموا بالصبر، معربا لهم عن بالغ العزاء وصادق الدعاء، داعيا المولى عز وجل أن ينزل على قلوبهم صبرا جميلا وسلوانا عظيما، وأن يعوّضهم فيها خيرا وفيرا».
«وبشّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربّهم ورحمة وأولئك هم المهتدون».
للتذكير التحقت المجاهدة دانيال جميلة عمران مين المولودة في 13 اوت 1939 بنيلي سور سان (فرنسا) بصفوف جيش التحرير الوطني من 1956 إلى 1962 وكانت مناضلة ومدافعة عن القضية الوطنية.
وبعد الاستقلال اختارت دانيال جميلة عمران مين الجنسية الجزائرية وعملت بجامعة الجزائر وأصبحت سنة 1999 أستاذة التاريخ والدراسات الخاصة بالنساء بجامعة تولوز، كما كانت صاحبة العديد من الكتابات الأدبية والنصوص الشعرية ومن بين إصداراتها «النساء الجزائريات والحرب التحريرية (1989)».
وقد وورى جثمان دانيال جميلة عمران مين الثرى أمس، ببجاية، كما بعث وزير المجاهدين طيب زيتوني برقية تعزية لأسرة المرحومة.