قرين: الاحترافية تعني أيضا دعم ومرافقة الدبلوماسية الجزائرية

توقيف 17 قناة إسبانية مشوّشة على الجزائر

توقيف 17 قناة إسبانية مشوّشة على الجزائر
  • القراءات: 991
محمد. ب محمد. ب

كشف وزير الاتصال حميد قرين عن إيداع الجزائر لـ70 شكوى لدى الإدارة الاسبانية لحملها على وقف تشويش الإذاعات الاسبانية على فضاء البث الوطني. مشيرا إلى أن 55 بالمائة من هذه الشكاوى تمت الاستجابة لها من خلال إجراءات لتصحيح الوضع شملت توقيف بث 17 قناة اسبانية "غير شرعية"، وإذ جدد الوزير التأكيد على أهداف القطاع للقضاء على نقاط الظل مع نهاية 2016 وتوصيل بث الإذاعات الجزائرية إلى نحو 10 دول مجاورة في فيفري 2017، أكد بأن استراتيجية تطوير البث الإذاعي والتلفزي تهدف إلى تمكين الإذاعة الوطنية من إسماع الصوت القوي للدبلوماسية الجزائرية وتصدير النموذج الثقافي والاقتصادي والاجتماعي الجزائري إلى الخارج.

وزير الاتصال الذي اعتبر في تصريح للصحافة على هامش زيارته أمس لمركزي البث الإذاعي والتلفزي بكل من بوشاوي وأولاد فايت بالعاصمة، استجابة السلطات الإسبانية للشكاوى الجزائرية بمثابة الاعتراف بشرعية هذه الشكاوى، وأكد بأن عمل القطاع من أجل الوصول إلى القضاء على كافة عناصر التشويش على المستمعين الجزائريين متواصل إلى غاية الوصول إلى الانتهاء من هذا المشكل الذي يشكل اعتداء بالأمواج الإذاعية ويمس بالسيادة الوطنية.وشدد في هذا السياق على وفائه الشخصي للاستراتيجية التي سطرها منذ تنصيبه على رأس القطاع في 2014، والمتمثلة في تنفيذ مشروع احترافية الصحافة الجزائرية، موضحا بأن الحديث عن الاحترافية يعني أيضا تكريس السيادة الوطنية وتحقيق العصرنة".

المؤسسة الوطنية للبث الإذاعي والتلفزي التي تقدمت بالشكاوى المذكورة للسلطات الإسبانية خلال الفترة الممتدة بين 2011 و2014، تحضر حسب مسؤوليها لإيداع شكاوي مماثلة على مستوى الإدارة الايطالية، بخصوص تشويش بعض المحطات الإذاعية لهذا البلد على مناطق البث الوطني. من جانب آخر ذكر السيد قرين بأن قطاع الاتصال وضع منذ 2014 استراتيجية تهدف إلى دعم قنوات الإذاعة الوطنية ومؤسسة البث الإذاعي والتلفزي لتمكينها من مرافقة الدبلوماسية الجزائرية. وقال في هذا الخصوص "نعمل على جعل الإذاعة الجزائرية داعمة للصوت القوي للدبلوماسية الجزائرية حتى نتمكن من تصدير نموذجنا الثقافي الاقتصادي والاجتماعي إلى الخارج عبر الأمواج الإذاعية"، معتبرا "من غير المقبول أن يبقى الجزائريون في موقع المتلقي فقط في وقت يملكون فيه عدة مجالات ثرية بحاجة إلى تثمين عبر الأمواج الإذاعية".

الوزير ذكر بالمناسبة بالموعدين اللذين حددتهما الوزارة لاستكمال استراتيجية تطوير وعصرنة مجال البث السمعي البصري، ويخص الموعد الأول القضاء النهائي على نقاط الظل التي تعترض البث في نهاية 2016، لافتا في هذا الصدد إلى أن زيارته الأخيرة إلى ولاية بشار مكنته من الوقوف على التراجع المحسوس في مستوى تشويش إذاعات دول الجوار على المنطقة في وقت تحسن فيه بث إذاعة الساورة التي أصبحت تغطي كل المنطقة وحتى المناطق الخارجة عنها، على حد تعبيره. أما الموعد الثاني الذي تحدث عنه السيد قرين، فيخص الوصول إلى توسيع تغطية الإذاعة الوطنية لنحو 10 بلدان مجاورة بما فيها دول الساحل وإفريقيا وذلك في فيفري 2017. هذان الموعدان يؤكدان حسب الوزير بأن القطاع يعمل وفق نظرة استراتيجية شاملة، تندرج في إطارها مساعي إعادة تطوير الذبذبات الصغيرة والمتوسطة لإعادة تغطية الجنوب والساحل، وكذا الاستمرار في استراتيجية تعميم النظام الرقمي في مجال البث التلفزي والإذاعي والمقرر استكماله مع نهاية 2017.

في سياق ذي صلة ذكر السيد قرين بأن زيارته أمس إلى مركزي البث الإذاعي والتلفزي لبوشاوي وأولاد فايت، ترمي على الوقوف على التجهيزات الحديثة التي تعززت بها المؤسستان والتي ستمكن المستمعين الجزائريين للإذاعة من الحصول على جودة عالية في البث، مع دخول هذه التجهيزات حيز الخدمة في غضون شهرين. أما بخصوص البث التلفزي ذكر نفس المسؤول بأن مسار تعميم الرقمنة بلغ لحد الآن نسبة 85 بالمائة، وسيكتمل بشكل تام في غضون العامين القادمين، موضحا في رده عن سؤال حول إمكانية استفادة القنوات التلفزيونية الخاصة من هذه الأنظمة المتطورة للبث، بأن الأولوية بالنسبة للقطاع هي تنظيم عمل هذه القنوات التي لازال من حيث القانون قنوات أجنبية تمتلك مكاتب معتمدة في الجزائر، "وسيتم فيما بعد إصدار دفتر شروط ينظم عمل هذه القنوات من مختلف الجوانب، بما فيها الجانب التقني".

وزير الاتصال الذي بدأ زيارته الميدانية بمعاينة التجهيزات الجديدة المستعملة في مركز بث وتوزيع البرامج الإذاعية والتلفزية لبوشاوي، اطلع على سير المركز العربي لتبادل الأخبار والبرامج الذي تم إنشاؤه في إطار اتحاد هيئات الإذاعات والتلفزيونات العربية. ويعمل المركز على تبادل البرامج بين الدول العربية وتمكين المحطات العربية من إجراء بث مباشر انطلاقا من محطات متعددة مع ضمان سرعة وجودة عالية في البث وتكلفة أقل. وحسب الشروحات التي قدمت للوزير من قبل المشرفين على المركز فإن 60 بالمائة من الاخبار التي يتلقاها هذا الأخير في إطار التبادل والتنسيق العربي للبرامج تخص الاخبار السياسية، فيما تمثل الاخبار الأمنية نحو 20 بالمائة مما يتم تبادله عبر هذه المنشأة التي تعمل بالربط مع نحو 82 موقعا لتبادل البرامج على المستوى الوطني، منها 49 موقعا تخص البرامج الاذاعية.

ويجري حاليا تجهيز هذا المركز بعتاد ووسائل متطورة للاستقبال والبث والتوزيع، من أجل ضمان أحسن نوعية ودقة في ما يبث، مع توسيع طاقة استيعاب هذا المركز من 40 محطة إذاعية حاليا إلى 90 محطة ومن 4 قنوات تلفزيونية إلى 12 قناة. من جانبه يغطي مركز البث الإذاعي والتلفزي لأولاد فايت الذي وقف الوزير على تجهيزاته الحديثة كل الشمال الجزائري. ويعمل المركز الذي تدعم بمحطتي بث رقمي متطورتين  على ضمان تغطية نوعية لثلاث قنوات إذاعية هي القناة الوطنية الأولى القناة الوطنية الثانية، ومحطة البث المشترك لقناتي الثقافية والقرآن الكريم. وتمكن المحطتين الجديدتين التي استقدمهما المركز مؤخرا من تحويل نوعية البث من النظام التناظري إلى النظام الرقمي مباشرة بعد استكمال وضع تجهيزات الاستقبال المتطورة، وهو ما يرتقب استكماله مع نهاية عام 2017، طبقا للتصريحات التي أدلى بها الوزير حميد قرين خلال الزيارة.