عقد أول حوار استراتيجي بين الجزائر والبرازيل

توطيد العلاقات الاقتصادية والسياسية

توطيد العلاقات الاقتصادية والسياسية
  • القراءات: 981
مليكة. خ مليكة. خ

أكد وزير الدولة وزير  الخارجية والتعاون الدولي السيد رمطان لعمامرة، أمس، أن الدورة الأولى المقنّنة لآليات الحوار الاستراتيجي الجزائري - البرازيلي، جاءت في وقتها، ومن شأنها فتح آفاق رحبة للسماح بتطوير وتوسيع وتوطيد العلاقات الاقتصادية والسياسية الثنائية، وكذا بلورة مواقف مشتركة إزاء المستجدات على الساحة الدولية.

جاء ذلك في ندوة صحافية مشتركة عقدها السيد لعمامرة بمعية نظيره البرازيلي، ماورو ليكر فييرا، بمقر وزارة الخارجية، بمناسبة عقد أول اجتماع للحوار الاستراتيجي بين الجزائر والبرازيل، حيث أوضح رئيس الدبلوماسية الجزائرية، أن هذا الاجتماع خُصص لوضع آليات كفيلة بدفع وتكثيف الحوار الاستراتيجي الجزائري - البرازيلي. وذكر السيد لعمامرة أن الحوار الإستراتيجي الذي تمت مباشرته بين الجزائر  والبرازيل، جاء ليعكس "الإرادة القوية" لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والرئيس البرازيلي السابق إيناثيو لولا دا سيلفا، بدفع العلاقات الجزائرية البرازيلية "الممتازة جدا" وتوسيعها إلى مجالات أخرى. 

وإذ أكد وزير الدولة أن الحوار قد قُنّن في سنة 2012 بالاتفاق على إبراز العلاقة "المتميزة" التي تربط البلدين، فقد أشار إلى أنه سيتم "الإسراع مستقبلا" في وتيرة عقد اجتماعات على جميع الأصعدة؛ قصد تعزيز التعاون الثاني أكثر فأكثر، قبل أن يستطرد في هذا الصدد بالقول إن هذا الحوار "كان دائما وأبدا يمارَس عن طريق تبادل الزيارات والتشاور الدائم".   كما تطرق السيد لعمامرة لمساندة البرازيل حكومة وشعبا، وتضامنه مع الثورة الجزائرية، مشيرا إلى وجود تمثيلية للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية بالبرازيل إبان حرب التحرير، قبل أن يضيف في هذا السياق: "بعد الاستقلال اتخذ العديد من الديمقراطيين البرازيليين من الجزائر ملجأ لهم". 

دعم حق الشعبين الفلسطيني والصحراوي في تقرير المصير

   من جهة أخرى، أبرز السيد لعمامرة المواقف المشتركة للجزائر والبرازيل في دعم حق الشعبين الفلسطيني والصحراوي في تقرير مصيرهما، موضحا أن الجزائر والبرازيل "متضامنتان في مواقفهما على الساحة الدولية بشأن مختلف المسائل؛ سياسية كانت أو اقتصادية". كما أشار إلى أن البرازيل رغم عدم انتمائها إلى حركة عدم الانحياز، "تتبع سياسة غير منحازة" في علاقاتها مع باقي دول العالم، وتحرص على احترام استقلال وسيادة الدول. من جهته، أكد وزير الشؤون الخارجية البرازيلي أن "العلاقات بين الجزائر والبرازيل ممتازة، كما لدينا اتصال وثيق جدا ورفيع المستوى"، مشيرا إلى وجود إمكانيات "ضخمة" في مجال الاستثمار، بالنظر إلى الثقل "الهام" لكل بلد في منطقته، في حين أوضح أن الجزائر تُعد ثاني بلد شريك للبرازيل في إفريقيا، قبل أن يصرح في هذا الصدد: "نريد العمل سويا ليصبح أول شريك تجاري".

وكشف ضيف الجزائر في هذا السياق، عن زيارة وفد تجاري برازيلي هام، للجزائر نهاية نوفمبر المقبل، لدراسة إمكانيات الاستثمار في مختلف المجالات. وفي الشق الأمني، أشار الوزير البرازيلي إلى أن البلدين "بصدد التوقيع على اتفاق للدفاع فيما بينهما، يوجد في طور المفاوضات"، مضيفا أن بلده يؤيد تماما الموقف الجزائري حيال آفة الإرهاب، ويدعّم كل الجهود في مجال مكافحة الآفة؛ من منطلق أن الجزائر تُعد شريكا هاما بالنسبة لكل الدول المعنية (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا). 

وإذ أوضح السيد فييرا أن الجزائر والبرازيل "تتقاسمان مواقف متطابقة وتصورا مشتركا حول المواضيع الإقليمية والدولية"، فقد أبرز في هذا الصدد "الإسهام الكبير" للجزائر في الحفاظ على استقرار المنطقة.   من جهة أخرى، أشار السيد فييرا إلى أنه تطرق مع رئيس الدبلوماسية الجزائرية، لإصلاح مجلس الأمن، الذي يكتسي "أهمية بالغة"، مؤكدا أنه "من الضروري مواصلة النقاش لتحقيق تقدم في مشروع الإصلاح، وإضفاء عليه المزيد من الديناميكية والشفافية حتى يكون أكثر تمثيلا للعالم العصري".