عطاف يجري محادثات مع نظيره المجري ببودابست

"توافق تام" بين الجزائر والمجر حول القضايا الإقليمية والدولية

"توافق تام" بين الجزائر والمجر حول القضايا الإقليمية والدولية
  • 303
عادل. م عادل. م

❊ زيارة مهمة لرئيسة المجر إلى الجزائر قريبا

أجرى وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد أحمد عطاف، مساء أمس الجمعة، ببودابست، في إطار زيارة العمل التي يقوم بها إلى المجر بتكليف من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، محادثات ثنائية مع نظيره المجري، السيد بيتر سيارتو، تلتها جلسة عمل موسعة بمشاركة وفدي البلدين.

أشار بيان لوزارة الخارجي، إلى أن المحادثات التي جمعت الوزيرين، تركزت حول سبل إضفاء ديناميكية جديدة على علاقات التعاون والصداقة بين البلدين، إلى جانب القضايا الدولية والاقليمية التي تقع في صلب اهتمامات سياستيهما الخارجية، حيث أكد السيد عطاف في هذا السياق، أن زيارته تهدف أساسا إلى تأكيد التزام الجزائر بتوطيد العلاقات التي تربطها بالمجر والعمل على توفير عوامل وظروف نمو وتطور هذه العلاقات.  وفي كلمته أمام الصحافة في ختام المشاورات، ذكر عطاف بعمق علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين التي تمتد جذورها إلى أيام الثورة التحريرية المجيدة وما لاقته من تضامن ودعم كبيرين من قبل دولة وشعب المجر.

وفيما يخص نتائج المشاورات التي جمعته مع نظيره المجري، أكد عطاف أنه "تم التوافق حول جملة من الخطوات العملية التي من شأنها تكثيف التواصل على مختلف المستويات الرسمية وبين أوساط رجال الأعمال وكذا تنشيط مختلف آليات التعاون الثنائي والعمل على الرفع من قيمة المبادلات التجارية والاستثمارات البينية". وأشار الى أن هناك مشاريع عديدة بين البلدين، منها ما هو في طور الانجاز ومنها ما هو قيد الدراسة، وذلك في مجالات هامة على غرار الطاقات التقليدية والطاقات المتجددة والتكوين والتعاون الأمني والزراعة والصيد البحري والنقل الجوي.  من  جانبه، أشاد وزير خارجية المجر بما يجمع البلدين من "عديد القواسم المشتركة، على غرار حبهما  للسلام والحرية وتمسكهما بسيادتهما واستقلالية سياستيهما الخارجية"، مؤكدا أن بلاده ترغب في استيراد الغاز الجزائري، وذلك ضمن استراتيجيتها الهادفة لتنويع مصادر تمويلها. من جانب آخر، بالخارج، أكد عطاف، على أهمية الزيارة التي ستقوم بها رئيسة المجر، السيدة كاتالين نوفاك، إلى الجزائر مستقبلا، بدعوة من رئيس الجمهورية، مشددا في كلمة له أمام الصحافة عقب المحادثات الثنائية التي جمعته بنظيره المجري، على ضرورة التحضير الأمثل لهذا الاستحقاق الهام بغية الوصول إلى مخرجات ونتائج نوعية تدشن عهدا جديدا في تاريخ العلاقات الجزائرية-المجرية.

دعم جهود الجزائر لتشجيع الحلول السلمية للأزمات

وأكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أنه أطلع نظيره المجري على الجهود التي تبذلها الجزائر، تحت قيادة الرئيس عبد المجيد تبون، للمساهمة في تهدئة الأوضاع وتغليب الحوار والتفاوض لتشجيع الحلول السلمية للأزمات، لاسيما في النيجر ومالي وليبيا. كما تم التطرق إلى قضية الصحراء الغربية وضرورة دعم الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة عبر المبعوث الشخصي للأمين العام، السيد ستافان دي ميستورا، لإحياء المسار السياسي بغية تمكين طرفي النزاع من الوصول إلى حل عادل ودائم يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، طبقا لما كرسته الشرعية الدولية. وأتاحت المحادثات فرصة لتبادل الرؤى والتحاليل حول عديد القضايا، كالأزمة الروسية – الأوكرانية.

من جانبه، أكد رئيس الدبلوماسية المجرية أن بلاده "تدعم بقوة جهود الجزائر ومبادرتها الرامية لحل الأزمة في النيجر، مشيرا إلى أهمية البعد الإقليمي لمبادرة الرئيس عبد المجيد تبون، كونها تسلط الضوء على معالجة اشكالية التنمية الاقتصادية في الساحل.

في الختام، أكد عطاف أنه طلب من نظيره المجري تسهيل حضور الجزائر لاجتماع من اجتماعات مجموعة "فيسيغراد" لاطلاعها على الأوضاع في الساحل وعلى مساعيها لنشر الأمن والاستقرار والتنمية في هذا الفضاء الاقليمي. كما أعرب عن تأسفه للانسداد والجمود التي آلت إليه علاقات الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، آملا أن يكون للمجر التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد خلال السداسي الثاني من العام المقبل، دور وإسهام في تجاوز هذه الوضعية المضرة بالمصالح الرئيسية للطرفين.