أكد وزير الري، طه دربال، أول أمس، بعين تموشنت، على أهمية تعدد مصادر المياه الصالحة للشرب كونه عاملا أساسيا لتأمين التموين بهذه المادة الحيوية، داعيا إلى بلورة رؤية استشرافية من خلال وضع مخططات طوارئ لضمان التموين بانتظام، دون انقطاع.

أبرز دربال خلال زيارة عمل وتفقد إلى الولاية أنه يتعين عدم الاعتماد على مصدر واحد في عملية التموين بالمياه الصالحة للشرب، "لأنه في حال تسجيل أي عطب استثنائي لا يجب توقيف تموين المواطنين". وشدد على تنفيذ تعليمات رئيس الجمهورية لضمان وصول المياه المواطنين بتوفير عامل التأمين بالإضافة إلى التدعيم والاستغلال الأمثل لكل المنشآت والهياكل التابعة للقطاع. وخلال معاينته للحاجز المائي لسد "دزيوة" ببلدية عين طلبة صرح الوزير أن هذا السد الذي يتوفر على طاقة استيعاب تقدر بـ13 مليون متر مكعب، يكتسي أهمية كبيرة في حال تسجيل أي طارئ أو توقف لأي منشأة حيث يتم استغلال مياهه لتعويض النقص المسجل.

وأشار إلى أنه يتم الإعتماد على مياه سد دزيوة "كمخزون إستراتيجي" للولايتين ومستقبلا لولاية سيدي بلعباس أيضا، معلنا عن مشروع مهم لهذه الولاية تجري به الأشغال لتزويدها بالمياه الصالحة للشرب انطلاقا من محطة تحلية مياه البحر بشاطئ الهلال بعين تموشنت. وأوضح في هذا الإطار، أنه بعد دخول حيز الخدمة لمصنع تحلية مياه البحر للرأس الأبيض بوهران، تم تسجيل مشروع لربط ولاية سيدي بلعباس بمحطة تحلية مياه البحر لشاطئ الهلال والذي شرع في تجسيده وهي نفس القناة التي تستعمل لتحويل المياه إلى ذات الولاية إنطلاقا من الحاجز المائي لسد "دزيوة" ضمن العمل على تأمين التزود بالمياه الصالحة للشرب إنطلاقا من ذات المصدر المائي لأكثر من ولاية. كما وقف السيد دربال بالمناسبة على عملية تزويد الحاجز المائي لسد "دزيوة" انطلاقا من سد "السكاك" بتلمسان ضمن عملية الربط البيني لهذه المنشآت حيث يرتقب ضخ 1,5 مليون متر مكعب حسب الشروحات المقدمة للوزير.

مخططات طوارئ لتوزيع المياه بانتظام بوهران 

قبل ذلك قام وزير الري بزيارة عمل إلى ولاية وهران، حيث أكد على ضرورة ضمان توفير المياه الصالحة للشرب للسكان بشكل منتظم، داعيا إلى تعزيز التنسيق بين مختلف المصالح التقنية بهدف تحسين نوعية الخدمة العمومية و وضع مخططات طوارئ استباقية لتفادي أي اضطراب قد يؤثر على الحياة اليومية للمواطنين والالتزام بتنفيذ المشاريع في أجالها.

وخلال استعراضه لوضعية التزوّد بالماء بالولاية بمركز العمليات لمؤسسة "سيور"، أكد دربال أن الدولة استثمرت أموالا ضخمة في مشاريع توفير الماء لضمان تأمين هذا المورد الحيوي، مشيرا إلى أن الجهود تبقى متواصلة لإيصال الماء للمواطنين في أفضل الظروف. كما اعتبر تنويع مصادر المياه عاملا أساسيا لتعزيز الأمن المائي من خلال نقل وتحويل المياه و الربط بين الأنظمة، مبرزا في نفس السياق أهمية القيام بعمليات الصيانة الدورية ووضع سيناريوهات مسبقة لمجابهة أي طارئ قد يؤثر على التموين. ووجه وزير الري تحية تقدير لعمال وإطارات القطاع وشركة "سيور"، داعيا إلى مواصلة الالتزام والتفاعل لضمان مستوى خدمة عمومية يرقى لتطلعات المواطنين.