ثمّنوا دعم العلاقات بين البلدين بقرار سيادي.. محللون موريتانيون:

تندوف - الزويرات.. ممر حيوي نحو العمق الإفريقي

تندوف - الزويرات.. ممر حيوي نحو العمق الإفريقي
تندوف - الزويرات.. ممر حيوي نحو العمق الإفريقي
  • 387
ق. س ق. س

❊ تسهيل التبادل التجاري وحركة رؤوس الأموال وتنقل المواطنين

❊ الجزائر تتطلع إلى الاستفادة من الأسواق الناشئة في موريتانيا

❊ حرص موريتاني على دعم الاستثمار إقليميا وبناء جسور التعاون التجاري

أكد أساتذة ومحللون سياسيون موريتانيون أن تدشين المعبرين الحدوديين تندوف (الجزائر) والزويرات (موريتانيا) خطوة كبيرة في طريق تحقيق التكامل الافريقي، مشددين على أن هذا الطريق سيعزز من مكانة الجزائر نحو تحقيق التنمية الاقتصادية في المنطقة وتعزيز التعاون الأمني بين دول الجوار لتحقيق الاستقرار في شمال إفريقيا.

أبرز الكاتب والمحلل السياسي الموريتاني، بون ولد باهي، في تصريح لوكالة الأنباء الأهمية “الاستراتيجية الكبيرة” لفتح المعبر بين البلدين، كونه يجسد “رؤية جدية جزائرية - موريتانية لتعزيز مستوى العلاقات الثنائية العميقة والتعاون في البعدين الاقتصادي والاستراتيجي”.

وأوضح المتحدث أنه من شأن المعبر بين البلدين أن “يفتح للجزائر ممرا حيويا نوعيا إلى العمق الإفريقي ويربط كذلك موريتانيا بالسوق الجزائرية النوعية وأسواق العالم عبر الأبيض المتوسط”.

وأبرز الكاتب الموريتاني أن إشراف رئيسي البلدين على تدشين المعبر له “رمزية سياسية خاصة”، تؤكد رسوخ الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، كما يشكل رسالة واضحة بأن التعاون الجزائري - الموريتاني قرار “سيادي وسياسي” يبرهن على وجود نية صادقة لدى قادة البلدين من أجل المضي قدما نحو التكامل الإفريقي.

وبالنظر إلى التحوّلات والتطوّرات التي تعيشها منطقة شمال إفريقيا والساحل على وجه التحديد، يرى بون ولد باهي بأنه “بات لهذا المعبر أهمية كبيرة لتعزيز التعاون بين دول الجوار للتصدي للتحديات التي تفرضها الفترة الراهنة، في ظل عدم استقرار المنطقة مع انتشار الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية والهجرة غير الشرعية، إلى جانب تأثير التحوّلات الدولية الراهنة التي لم تتضح خيوطها إلى الآن”.

وتابع المحلل السياسي بأن “الجزائر باعتبارها دولة محورية في المنطقة، يمكنها اليوم أن تستغل هذه المكانة الاستراتيجية والمهمة جدا للقضاء على المعوقات التنموية في المنطقة، من خلال تسهيل التبادل التجاري وحركة رؤوس الأموال وكذا تنقل المواطنين”.

من جهته، ركز المحلل السياسي الموريتاني المختص في الشأن الافريقي سلطان البان، على عمق العلاقات الجزائرية - الموريتانية والتي تجسّدت في الاهتمام الكبير الذي يوليه الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني للجزائر منذ استلامه السلطة.

واعتبر البان إشراف الرئيسين على انطلاق عدد من المشاريع الجديدة من ضمنها الافتتاح الرسمي لمنشآت المعبر الحدودي وتدشين بناء طريق بين مدينتي تندوف بالجزائر والزويرات بموريتانيا على مسافة 750 كلم، هو “تأكيد من أعلى هرم في السلطة على أهمية المحافظة على تنمية العلاقات الثنائية بين الطرفين، حفاظا على الاستقرار وتعزيزا للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجارتين من خلال انطلاق مشروع منطقة التجارة الحرة”.

كما أبرز أهمية المشروع في تنمية العلاقات بين الجانبين، فبالنسبة لموريتانيا التي تحرص على بناء جسور التعاون التجاري وتعزيز فرص الاستثمار اقليميا، فهي بحاجة اليوم الى “شركاء اقتصاديين لتصدير الثروة البحرية الهائلة التي لديها والتي تقدر طاقة تصديرها السنوية بـ 1.8 مليون طن، غير أنها لم تصدر في الفترة الاخيرة سوى 1.2 مليون طن منها”.

واعتبر أن الجزائر تتطلع بدورها إلى “الاستفادة من الأسواق الناشئة في موريتانيا التي تعتبر بوابة عامة واستراتيجية للشركات الجزائرية لولوج منطقة غرب إفريقيا، حيث قيمة المبادلات التجارية في تزايد، مع توقعات بارتفاعها مع افتتاح المعبر الحدودي الجديد والذي سيذلل الكثير من المعوقات بين المؤسسات الناشطة أبرزها معضلة التحويلات المالية.أما الكاتب والمحامي الموريتاني، محمد ولد أمين، فيعتبر ما قام به الرئيس تبون “قرارا تضامنيا عظيما، إذ أن تمويل الجزائر لطريق مكلفة تشق الصحراء لتربط شبكة الجزائر بشبكة طرق موريتانيا وإلغاء الحقوق الجمركية على مواد موريتانية المنشأ في نفس الوقت، سيساعد على فتح أبواب سوق كبيرة وزاخرة”.