رئيس الجمهورية يستقبل وزير الخارجية الإيراني

تكثيف التعاون الاستراتيجي

تكثيف التعاون الاستراتيجي
  • القراءات: 856
استقبل رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أمس، وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الذي يقوم بزيارة عمل إلى الجزائر. وقد جرى الاستقبال بحضور وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، ووزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل.  وعقب الاستقبال أكد وزير الخارجية الإيراني، أن الجزائر وإيران اتفقتا على تكثيف التعاون الاستراتيجي بينهما، فضلا عن عقد الاجتماعات التحضيرية للجنة العليا المشتركة الجزائرية-الإيرانية. وقال السيد ظريف، في تصريح له، أنه تم التطرق خلال هذا اللقاء إلى مجالات التعاون الثنائي، حيث تم التوصل إلى ”قرار ثنائي بعقد الاجتماعات التي تندرج في إطار التحضير للجنة العليا المشتركة الجزائرية-الإيرانية”.
وأضاف بأن اللقاء شكّل بالنسبة إليه فرصة ”للاستماع إلى آراء الرئيس بوتفليقة” في عدة مجالات، من بينها تلك المتصلة بالمحادثات النووية. وأوضح بهذا الخصوص: ”لقد كانت هناك آراء ومواقف مماثلة فيما يتعلق بحق الدول النامية في استخدام الطاقة النووية السلمية”. منوها بـ"الدعم الذي تبديه الجزائر حكومة وشعبا” في هذا المنحى.  من جهة أخرى، تطرق الجانبان إلى المساعي التي يجري بذلها من أجل استعادة الهدوء في المنطقة العربية، خاصة في سوريا واليمن، حيث سجل وزير الخارجية الإيراني، أن الجزائر وبلاده يتبنيان ”مواقف مماثلة” و"يؤمنان بضرورة البحث عن حل سياسي يسمح بوقف إراقة الدماء دون تدخل أجنبي مع الأخذ بعين الاعتبار ما يريده الشعبان فيما يتعلق بتقرير مصيرهما”.
وأشار في هذا السياق إلى أن الرئيس بوتفليقة ”قد أكد على ضرورة إيجاد خطوات عملية في هذا الاتجاه”. مضيفا بأن إيران ”موافقة تماما على هذه الفكرة الحكيمة”. وكان الوزير الأول عبد المالك سلال، قد تحادث قبل ذلك أمس، مع وزير الشؤون الخارجية الإيراني، الذي يجري زيارة عمل إلى الجزائر، حيث شملت المحادثات أساسا تقييم واقع العلاقات الثنائية. وأعرب الطرفان عن رغبة البلدين في العمل على تعزيز هذه العلاقات وتوطيدها في ظل انعقاد الدورة الثانية للجنة التعاون المشتركة العليا قبل نهاية السنة”.
وحسبما أفاد به بيان لمصالح الوزير الأول، فقد ”قدم الوزير الإيراني عرضا حول الوضع في بلده لا سيما بعد التوقيع على الاتفاق حول النووي يوم 14 جويلية 2015 بفيينا”. وسمح اللقاء الذي جرى بحضور وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، بتبادل الرؤى حول المسائل الدولية ذات الاهتمام المشترك”. وكان الوزير الإيراني قد أكد في تصريح للصحافة لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي، أن البلدين يبديان ”مواقف مماثلة” بخصوص احترام السيادة الترابية للدول وتؤيدان ”عدم التدخل الأجنبي”.  واستطرد ظريف قائلا ”إننا (الجزائر وإيران) بحاجة إلى العمل سويا لأنه لدينا مواقف مماثلة بخصوص احترام السيادة الترابية للدول، كما أننا نؤيد عدم استعمال القوة وتسوية المشاكل عبر الحوار”. مضيفا أن ”الشعوب هي التي يجب أن تقرر مصيرها بنفسها بعيدا عن أي تدخل أجنبي”.  وفي هذا السياق أكد رئيس الدبلوماسية الإيرانية، أن الجزائر وإيران يجمعهما تعاون ”وثيق” في العديد من القطاعات وأن زيارته للجزائر التي تدوم يومين، ستكون أيضا فرصة لتكثيفه في المجالات الاقتصادية والثقافية والتجارية.
وأوضح السيد ظريف، أنه سيدرس مع المسؤولين السامين الجزائريين المسائل ذات الاهتمام المشترك، مشيرا إلى ضرورة العمل معا خاصة في ”منطقتنا التي تعرف العديد من المشاكل منها القضاء على العنف والتطرّف”.  وكان في استقبال رئيس الدبلوماسية الإيرانية لدى وصوله إلى الجزائر العاصمة، نظيره الجزائري رمطان لعمامرة، الذي أجرى معه محادثات فور وصوله. وجاء السيد ظريف، حاملا لرسالة من الرئيس الإيراني حسن روحاني، إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.
وتندرج هذه الزيارة في إطار المشاورات المنتظمة بين البلدين، حيث ستسمح ”للطرفين بتبادل الرؤى حول الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط والمسائل ذات الاهتمام المشترك، وكذا التطرق إلى سبل ووسائل تعزيز مكافحة الإرهاب”.
كما ستسمح بدراسة رزنامة اللقاءات المقبلة المدرجة في إطار تعزيز التعاون والتشاور بين البلدين.