الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الساحل لـ«المساء»:

تعيين لعمامرة اعتراف بدور الجزائر في حل النزاعات الدولية

تعيين لعمامرة اعتراف بدور الجزائر في حل النزاعات الدولية
  • القراءات: 904
 حاورته: مليكة خلاف حاورته: مليكة خلاف

أكد ميشيل دي مينتو ريفيراند، الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة الساحل الإفريقي، أن تعيين وزير الخارجية السابق، رمطان لعمامرة، ضمن مجلس استشاري رفيع المستوى معني بالوساطة الدولية على مستوى الأمم المتحدة، يعد بمثابة تقدير للدور الفاعل للجزائر على المستوى الدولي في حلحلة النزاعات الدولية التي يشهدها العالم اليوم، كما أنها تشكل شهادة اعتراف  لخبرة السيد لعمامرة في إدارة الملفات الثقيلة، على ضوء تجربته الطويلة في معالجة القضايا الإفريقية والتي كان  آخرها تسوية أزمة مالي عبر مفاوضات صعبة أفضت إلى إبرام اتفاق للسلم و المصالحة.

في إجابته على أسئلة «المساء» حول هذا التعيين، قال الدبلوماسي الفرنسي إنه لم يتفاجأ لاختيار وزير الخارجية  الجزائري السابق ضمن أعضاء المجلس الاستشاري الأممي بحكم المسار الدبلوماسي الثري للسيد لعمامرة الذي سبق أن اشتغل لسنوات في الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، مما مكنه من الغوص في خبايا الأزمات الدولية انطلاقا من مسبباتها ووصولا إلى إفرازاتها الخطيرة على السلم العالمي.

ريفيراند الذي سبق له أن حضر جولات مفاوضات أزمة مالي التي احتضنتها الجزائر لقرابة 9 أشهر، أكد أن هذه الاجتماعات التي اتسمت بوتيرة شاقة سمحت له بالتقرب من شخصية السيد لعمامرة عن قرب، والتي تتسم بالكثير من الجدية والمثابرة وطول النفس من أجل إرساء رؤى توافقية بين أطراف النزاع مما جعله يحظى بالكثير من الاحترام على المستويين الإفريقي والدولي على السواء.

الممثل الأوروبي أكد، من جهة أخرى، أن الدبلوماسية الجزائرية أثبتت في الكثير من المناسبات فعاليتها في إدارة الأزمات، مشيرا إلى أنها تزخر بالكثير من الدبلوماسيين الذين تركوا جليا بصماتهم على المستوى الدولي سواء بقيادتهم لجهود الوساطة باسم الجزائر أو في إطار عملهم  في منظمات دولية وإقليمية.  عن مغزى تشكيل الأمين العام للأمم المتحدة لمجلس استشاري معني بالوساطة الدولية، أوضح ريفيراند أن الأمين العام غوتيريس يسعى من خلال هذه المبادرة لتفعيل الجانب الوقائي في معالجة الأزمات وبؤر التوتر المتفشية في العالم، علاوة على وضع نظرة استشرافية تتسم بالطابع ألاستباقي لتفادي انزلاقات اكبر عند اندلاع الازمات التي تشهد للأسف تصاعدا خطيرا في المدة الأخيرة، مما يشكل فرصة سانحة  -كما يقول –لمظاهر الإرهاب والإجرام التي تتعشش في الفوضى.

الدبلوماسي الأوروبي ضرب في هذا الصدد مثالا عن منطقة الساحل التي يشرف على ملفها، مشيرا إلى أن الجماعات الإرهابية كثيرا ما تجد ضالتها في هذه البقعة من العالم من خلال تنفيذ مخططاتها في وقت تنغمس الحكومات والأطراف المعارضة لها في تبادل التهم والدخول في مواجهات عسكرية تديم الأزمة، وفي المقابل يزداد نشاط الإرهابيين والمنظمات الإجرامية التي تزرع الرعب وسط السكان الذين يزدادون فقرا في ظل غياب التنمية الاقتصادية.

من هذا المنطلق، يرى ريفيراند أن رهان المنظمة الأممية يتركز على محاولة الحد من انتشار النزاعات عند حدوثها، من خلال  تشجيع الحوار والتوصل إلى حلول توافقية وتسوية التوترات بالوسائل السلمية.

بالنسبة للمسؤول الأوروبي فإن إدارة الشؤون السياسية  للمجلس الاستشاري يعد هيكل الدعم الرئيسي للجهود من خلال تحليل النزاع ودعم عمل مبعوثي السلام والإشراف على البعثات الميدانية. غير أن نجاح الوساطة -يضيف ريفيراند- يتطلب وجود منظومة ملائمة للدعم من أجل تزويد المبعوثين بما يلزم من الموظفين المساعدين والمشورة السليمة، فضلا عن موارد لوجستية ومالية لإجراء المحادثات.

لعمامرة: التعيين اعتراف بقدرة الجزائر على التواصل في تسوية النزاعات

من جهة أخرى، أكد السيد لعمامرة، أن اختياره في هذا المجلس الاستشاري الأممي، يعد اعترافا بدور الجزائر وقدرتها على التواصل والوساطة في تسوية النزاعات الإقليمية والعربية.

لعمامرة  قال في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط بالجزائر أن الدبلوماسية الجزائرية صنعت تميزها من خلال تمسكها بمبادئ ثابتة، على غرار عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ووقوفها الدائم مع حق الشعوب في تقرير مصيرها، ودفاعها من أجل القضايا العادلة في العالم والقيام بدور فاعل في الأزمات الدولية.

الدبلوماسي المخضرم أكد أنه سيبذل قصارى جهده لتعزيز دور المنظمة الدولية لتحقيق أهدافها على أرض الواقع المتمثلة في السلم والأمن الدوليين، معربا عن شكره للأمين العام للأمم المتحدة.

كما أوضح لعمامرة أنه عايش الدبلوماسية الجزائرية التي تمثل الصوت المعتدل وتتبنى الرؤى الأقرب إلى تحقيق الإجماع والقبول لدى المجموعة الدولية.

للإشارة كان الأمين العام للأمم المتحدة قد أعلن في إطار جهوده لإصلاح المنظمة الدولية من أجل تعزيز أدائها، مبادرة جديدة في مجال الوساطة حيث شكل مجلسا استشاريا رفيع المستوى معنى بالوساطة ويتكون من 18 شخصية دولية معروفة بخبراتها ومهاراتها العميقة ومعرفتها الدقيقة لهذه المهمة بالغة الأهمية، حيث تم اختيار وزير الشؤون الخارجية السابق السيد رمطان لعمامرة.