قايد صالح يعتبرها الضمانة الأكيدة لمستقبل الجزائر ويشدد على:

ترسيخ قيم الثورة في النفوس والعقول

ترسيخ قيم الثورة في النفوس والعقول
  • القراءات: 1543
محمد. ب محمد. ب

شدد نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح أمس، على أهمية تدوين التاريخ الوطني، وتسليط الضوء على النقاط والمحطات المضيئة للثورة الجزائرية "الشعبية والعالمية"، مشددا في السياق نفسه، على ضرورة العمل على غرس قيم هذه الثورة ومبادئها السامية في النفوس وترسيخها في العقول، "لتكون الضمانة الأكيدة لحاضر بلادنا ومستقبلها". الفريق قايد صالح أكد في الكلمة التي افتتح بها أمس أشغال الندوة التاريخية "انتصارات استراتيجية لثورة نوفمبر 1954" في إطار الاحتفال بالذكرى الـ 71 لمجازر 8 ماي 1945، أن ترسيخ مبادئ الثورة التحريرية الغراء، يُعتبر "مسؤولية ثقيلة، يتعين على أبناء الجزائر جيلا بعد جيل أن يتحملوها بكل مثابرة ووفاء وإخلاص"، مشيرا إلى أن هذه القيم هي التي حررت الجزائر بالأمس، وجعلت ثورتها المباركة نصرا استراتيجيا لكل الشعوب، "لتبقى هذه الثورة مرجعا تُستوحى منه القيم النبيلة؛ من تضحية ووفاء ووطنية".

نائب وزير الدفاع الوطني أشار أمام الحضور في الندوة التي احتضنها نادي الجيش بالعاصمة بحضور وزراء ومجاهدين وإطارات سامية في الجيش الوطني الشعبي، إلى أن عظمة الثورة الجزائرية وأبعادها المتعددة لا يمكن إيفاؤها حقها في عجالة، "ولا يمكن أبدا أن نحيط بعظمة الشعب الجزائري الذي أنجبها واحتضنها وضحّى من أجل انتصارها"، مؤكدا أن "ثورة بهذه العظمة وشعبا بهذه المواصفات، هما جديران بكل التقدير وبكل العناية". وإذ شدد في هذا الخصوص على ضرورة تدوين التاريخ الوطني الذي ينبغي، حسبه، أن يولى له الاهتمام "ويسلط الضوء على النقاط والمحطات المضيئة لهذه الثورة الشعبية والعالمية"، نوّه الفريق قايد صالح بجهود كل من ساهم من قريب أو من بعيد، في كتابة التاريخ الوطني، معتبرا في سياق متصل، أن عظمة الثورة التحريرية وغزارة وثراء التاريخ الوطني في عمومه، تستوجب المزيد من الجهد والمزيد من الرعاية المخلصة.

كما اعتبر رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي استحضار الذكرى 71 لمجازر الثامن من ماي 1945، مناسبة لاستقراء بواعث ومدلولات تلك الفترة العصيبة من التاريخ الوطني، واستعادة الروح الانتقامية الهمجية، التي كشفت عن الوجه الحقيقي البشع للاستعمار الفرنسي. ودعا إلى التمعن والتدبر في معاني هذه المحطة البارزة لاستقاء العبر والدروس، والترحم على أرواح كل ضحايا الجرائم الاستعمارية، واستذكار "بكل فخر واعتزاز، قدرة شعبنا على جعل هذه الشدائد والمحن على غير ما كان ينتظره الاستعمار الفرنسي، محفزا حقيقيا لبزوغ شمس مرحلة جديدة لاحت في أفق الجزائر في الفاتح من نوفمبر 1954، مبشرة بميلاد أعظم ثورة شعبية تحريرية عرفها عالمنا المعاصر.

وأبرز الفريق قايد صالح مناقب جيل الثورة، "الذي عرف كيف يروّض المستحيل، ويتشبث بتجسيد قناعته العميقة في خيار وقرار العمل المسلح، باعتباره السبيل الوحيد لانتزاع حريته. واستطاع هذا الجيل، حسبه، أن يكيّف انتصاراته الاستراتيجية مع سياقها التاريخي، ويسهم في بروز ونضج الكثير من حركات التحرر في العالم، وتقويض الظاهرة الاستعمارية، والتمهيد لإرساء علاقات دولية مبنية على أسس جديدة، "وهو ما أضفى على ثورتنا التحريرية المباركة طابعها العالمي المستحق"، مؤكدا أن الثورة المباركة ستبقى تشكل مصدر فخر الشعب الجزائري، ومنبع تاريخه الوطني المجيد، وحضنه الدافئ الذي تسمو عبره المصلحة العليا للجزائر فوق كل الاعتبارات، وتتقوى الإرادات وتشحذ العزائم في سبيل مواصلة المسيرة على درب الأوفياء والشهداء الأبرار.

وشدد في هذا الخصوص على تقدير الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، للمبادئ التي خلدتها هذه الثورة، وحرصه الدائم على الرجوع إلى منابعها والتسلح بقيمها النبيلة، مع العمل دون هوادة "في ظل قيادة المجاهد فخامة رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، على ترسيخ مبادئها الخالدة في عقول أفراد قواتنا المسلحة، حتى تسمو بنفوسهم وهمتهم إلى ما تستحقه الجزائر من مقام عال ومراتب رفيعة بين الأمم والشعوب، مذكرا بالعناية الخاصة التي توليها قيادة الجيش الوطني الشعبي لتلقين مختلف فئاته ولاسيما فئة الشباب منهم، قيم ثورة نوفمبر المجيدة.