الرئيس تبون رسم للأئمة يوما وطنيا عرفانا بأدوارهم
تدعيم المرجعية الدينية والهوية الوطنية

- 384

❊ من رحاب المساجد والزوايا انطلقت قوافل المجاهدين والشهداء
❊ الأئمة ساهموا في إطفاء نيران الفتنة كلما أراد أعداء الوطن إشعالها
❊ مساعي سادتنا الأئمة أفشلت مخطّطات تمزيق الوحدة الوطنية
أحيا الأئمة، أمس، يومهم الوطني المصادف لـ15 سبتمبر من كل سنة، والذي كان قد أقره رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، تقديرا وعرفانا للدور الذي يضطلع به هذا السلك في تدعيم قواعد المرجعية الدينية وتعزيز الهوية الوطنية.
واحتضنت ولاية غرداية، هذه السنة، الاحتفالات الرسمية المنظمة تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، تحت شعار: "الإمامة...رسالة وأمانة".
وكان رئيس الجمهورية قد رسم، منذ سنتين، تاريخ 15 سبتمبر يوما وطنيا للأئمة، تزامنا مع الذكرى السنوية لوفاة الشيخ سيدي محمد بلكبير، تقديرا لمقام الإمام ومكانته ودوره العلمي والثقافي والاجتماعي.
وفي رسالة وجهها للمشاركين في الملتقى الوطني 19 لإحياء ذكرى وفاة هذا العلامة، ثمّن الرئيس تبون الدور متعدد الأبعاد المنوط بالأئمة الذين "يساهمون اليوم في تنوير المجتمع تعزيزا لمنهج الوسطية وصونا للهوية الوطنية والدفاع عنها"، بعد أن شاركوا بالأمس في تحرير الوطن من براثن الاستعمار.
وقال رئيس الجمهورية في هذا السياق، "من رحاب المساجد والزوايا، انطلقت قوافل المجاهدين والشهداء، بدء من الثورات الشعبية المباركة، إلى ثورة نوفمبر الخالدة، كما أفشلت جهود ومساعي سادتنا الأئمة مخططات تمزيق وحدته، بتصديهم للمؤامرات والمكائد".
وأضاف أنه بعد استرجاع السيادة الوطنية، واصل الأئمة أداء مهامهم، بانتقالهم من معركة التحرير إلى التنوير، من خلال "بسط الوسطية والاعتدال ونبذ المغالاة والتطرف" و"التفاني في أخلقة الحياة الاجتماعية ونشر الفضيلة ومواجهة المحن الطارئة والمساهمة في إطفاء نيران الفتنة كلما أراد أعداء الوطن إشعال فتيلها".
كما لفت الرئيس تبون في رسالته إلى أن الإمام يضطلع في الجزائر بأدوار علمية وثقافية واجتماعية، فضلا عن "تجسيده لمعاني المواطنة ومساهماته في التربية والتعليم"، مشيرا إلى ما يقوم به في تنفيذ البرامج الوقائية الرامية إلى الحفاظ على الصحة العمومية.
وبالفعل، لطالما كان الأئمة حاضرون في حملات التوعية بمخاطر الآفات الاجتماعية التي تهدّد الشباب خاصة، كان آخرها الحملة الوطنية لمكافحة المخدرات، محذرين في خطبهم من تعاطي هذه السموم والوقوع في شراكها.
وقد لاقى ترسيم هذا اليوم الوطني استحسان الأئمة وأسرة الزوايا والمساجد، الذين عبروا عن امتنانهم للرئيس تبون وإشادته بدور الإمام في الحفاظ على مقومات الأمة وتماسك الوطن.
يذكر أن الشيخ سيدي محمد بلكبير الذي يعد من صفوة العلماء والمصلحين، كان متخصصا في المذهب المالكي. وكان الإمام الراحل قد ولد سنة 1911 بقصر لغمارة ببلدية بودة (ولاية أدرار)، حيث نشأ وسط أسرة علم ودين، وساهم في تعليم القرآن الكريم وأصول الفقه لمئات الطلبة الذين قدموا من داخل الوطن وخارجه، كما نال وسام الاستحقاق سنة 1999، ليواصل مسيرته التعليمية إلى أن وافته المنية يوم 15 سبتمبر سنة 2000.