زيارة ببعدين تاريخي وتنموي للوزير الأول إلى قسنطينة

تخليد ذكرى يوم المجاهد وبعث مشاريع حيوية للولاية والوطن

تخليد ذكرى يوم المجاهد وبعث مشاريع حيوية للولاية والوطن
  • القراءات: 2201
الزبير . ز الزبير . ز
اكتست زيارة الوزير الاول، عبد المالك سلال، إلى قسنطينة، أول أمس، طابعين تاريخي وتنموي، وذلك لتزامنها مع إحياء الذكرى المزدوجة ليوم المجاهد المخلدة لهجمات الشمال القسنطيني في 20 أوت 1955 وانعقاد مؤتمر الصومام التاريخي في 20 أوت 1956، وكذا لثراء برنامجها من المشاربع التنموية الهامة التي أشرف السيد سلال على تدشين بعضها وإطلاق بعضها الآخر.
فقد استهل السيد سلال الذي كان مرفوقا بوفد وزاري هام يضم وزراء: المجاهدين، الداخلية والجماعات المحلية، الصناعة والمناجم، التربية الوطنية، الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، الثقافة والتعليم العالي والبحث العلمي، زيارته إلى عاصمة الشرق الجزائري من مقبرة الشهداء لبلدية زيغود يوسف، حيث وقف أمام قبر الشهيد البطل زيغود يوسف، قائد الولاية التاريخية الثانية ومهندس هجمات الشمال القسنطيني في 20 أوت 1955، حيث ترحم على روحه الزكية، وأرواح شهداء الثورة التحريرية المجيدة، قبل أن يتوجه إلى مقر الولاية الثانية التاريخية، ببوكركر، حيث وقف أمام النصب التذكاري الذي يخلد معركة وادي بوكركر بدوار الصوادق بين قسنطينة وسكيكدة، وهي المنطقة التي سقط فيها قائد الناحية العسكرية الثانية إبان الثورة، ديدوش مراد شهيدا في يوم 18 جانفي 1955.
بعدها، توجه الوفد الوزاري إلى دار الثقافة مالك حداد، حيث أشرف الوزير الأول على افتتاح معرض للنوبة الذي يحكي تاريخ فن المالوف والذي تم تنظيمه بمناسبة تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، كما أشرف على افتتاح الملتقى التاريخي حول ”دور الحركة الإصلاحية في نجاح الثورة التحريرية” والذي تم خلاله تلاوة رسالة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة الذكرى المزدوجة ليوم المجاهد، من قبل وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي، ليتم بعدها عرض فيلم وثائقي حول هجمات 20 أوت 1955 تم إعداده من طرف وزارة المجاهدين، تقديم محاضرة حول نفس الموضوع بعنوان ”أبعاد هجومات 20 أوت 1955 على الصعيد الدولي والداخلي”، ألقاها الدكتور بن يوسف تلمساني، ليشرف عقب ذلك الوزير الاول على تكريم عدد من عائلات الشهداء على غرار شقيقة الشهيد زيغود يوسف وشقيقة الشهيدتين فضيلة ومريم سعدان وكذا شقيق الشهيد داودي المدعو حملاوي سليمان.   ومن دار الثقافة مالك حداد، توجه السيد سلال إلى منطقة زواغي، حيث دشن معلما تذكاريا وسط نافورة ماء، أطلق عليه اسم ساحة 20 أوت 1955، لينتقل عقب ذلك إلى شارع العيادات، حيث عاين عيادة خاصة متخصصة في علاج أورام السرطان بالأشعة والعلاج الكيميائي، واستمع إلى انشغالات صاحب المستشفى الذي التمس من الوزير الاول تمكين عيادته من اتفاقيات مع مؤسسات عمومية من أجل استفادتها من مداخيل تسمح لها بالاستمرار والمحافظة على هذا الاستثمار الذي يعد الأول من نوعه على المستوى الوطني، مشيرا إلى أن مؤسسته التي تتسع لـ36 سريرا، بإمكانها تقديم حصص للعلاج بالأشعة لحوالي 1800 مريض في السنة، ووعد الوزير الأول صاحب هذه العيادة الخاصة بدراسة القضية وطالب القائمين عليها في المقابل بتحسين الخدمات وتقديم علاج نوعي من أجل أن تكون قدوة للاستثمار الصحي الموجه لطبقة معينة من المجتمع.
وتنقل الوزير الأول بعدها إلى المركب الرياضي الشهيد حملاوي ليدشن المسبح الأولمبي، وهو المشروع الذي انطلقت الأشغال به سنة 2010 والذي رصدت له الدولة غلافا ماليا بأكثر من 597 مليون دينار، حيث طالب الوزير الاول بتقسيم وقت استغلال المسبح على 3 حصص يومية من الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة العاشرة ليلا، يتم توزيعها بين الرياضيين وبالجمعيات الرياضية والعائلات القسنطينية، حاثا بالمناسبة على ضرورة إكمال عمليات تجهيز المسبح والتي رصد لها غلاف مالي مقدر بـ150 مليون دينار.
كما عاين السيد سلال بالمنطقة الصناعية ”بالما”، مشروع التوسع الاستثماري لمجمع ”صيدال” المتضمن إنجاز مصنع جديد للبيوتكنولوجيا، ودعا المسؤول الاول عن المؤسسة إلى لإشراك الشباب المقاول في إطار آليات دعم التشغيل في ترقية مجال إنتاج هذا النوع الحيوي من الأدوية، وذلك من خلال إبرام اتفاقيات مع هذه المقاولات والإشراف على مرافقتها في العمل على دعم إنتاج المجمع.
كما طالب الوزير الأول القائمين على هذه المؤسسة بالعمل على رفع مستوى تغطيتها للسوق الجزائرية بالنسبة للأدوية الباهظة لعلاج الأمراض المستعصية على غرار السرطان من 15 بالمائة حاليا إلى 30 بالمائة مع تبني سياسة التصدير واكتساب حصص من السوق الخارجية، خاصة على المستويين العربي والإفريقي، مبرزا في هذا السياق ضرورة تشجيع التصدير خارج المحروقات والتوجه نحو الصناعة البيوتكنولوجيا في الأدوية التي وصفها بالصناعة المستقبلية في العالم.
وبنفس المنطقة وضع الوزير الأول حجر الأساس لمشروع وحدة إنتاج الأنسولين، والذي  يعد ثمرة شراكة بين مجمع صيدال والمجمع الدانماركي ”نوفو نورديسك” تم توقيع اتفاقيتها في 2012، وتحدث السيد سلال بالمناسبة عن قرار الدولة منح 600 وحدة صيدلانية عبر الوطن للشباب من أصحاب الشهادات أو إدماجها في مشاريع وكالة دعم تشغيل الشباب.
وكان لقطاع الصناعة قسطا من زيارة الوزير الاول على ولاية قسنطينة، حيث وقف الوزير مطولا بمصنع صناعة الجرارات الفلاحية بواد حميميم، وطاف بورشات تركيب الجرارات وتحدث مع العمال عن ظروف العمل، كما استمع إلى شروحات المدير العام للوحدة الصناعية، حول أهداف هذه المؤسسة العمومية التي تنتج حوالي 4500 ألف آلية سنويا من نوع ”ماسي فرغيسون” الأمريكية، وكذا أهدافها المتمثلة في رفع قدرة إنتاجها إلى 8 ألاف جرار في أفاق 2018 مع صناعة أجزاء كثيرة من الجرارات محليا. وأشار نفس المسؤول إلى أن نسبة اندماج المنتوج الوطني في هذا المشروع بلغت في العام الجاري حوالي 32 بالمائة فيما تصبو المؤسسة على بلوغ 60 بالمائة في أفاق 2018.
وشملت أخر محطة في زيارة الوزير الاول إلى قسنطينة، تدشين ثانوية ”حسين بولشفار” تتسع لـ1000 مقعد بيداغوجي بالمدينة الجديد علي منجلي، وهي المؤسسة التي تم انجازها بغلاف مالي مقدر بـ459 مليون دينار وستفتح أبوابها شهر سبتمبر المقبل لاستقبال التلاميذ.