زرواطي تبرز أهمية مشروع التثمين الطاقوي للنفايات
تخفيف التلوث بـ30 بالمائة بالعاصمة مطلع 2019

- 849

كشفت وزيرة البيئة والطاقات المتجددة فاطمة الزهراء زرواطي، أن الجزائر العاصمة، ستشهد إنجاز مشروع للتسيير والتثمين الطاقوي للنفايات مطلع 2019، قصد التقليل من النفايات بنسبة 30 بالمائة، مشيرة إلى أن هذا المشروع الضخم الذي ستستفيد منه الولايات الثلاث المجاورة، سيكلف 30 مليار دينار، «ويشكل نقلة نوعية في تسيير النفايات المنزلية، التي صارت مشكلة العصر».
وذكرت الوزيرة، في لقائها أول أمس، مع والي الجزائر عبد القادر زوخ، والسلطات المحلية بمقر الولاية، أن المشروع سيقضي على فوضى النفايات بأربع ولايات، هي العاصمة، البليدة، بومرداس وتيبازة، وسيتم إنجازه بشراكة أجنبية، مع إحدى الدول الرائدة في هذا المجال.
وأوضحت أن الطريقة التي يتم بها تسيير ومعالجة النفايات حاليا، «لا طائل من ورائها، فلا هي تقضي على مشكل التلوث، ولا هي تسهم في الاقتصاد الوطني»، مشيرة إلى أن صلب عمل القطاع سيتمحور حول التسيير المدمج للنفايات، وضرورة البحث عن «حلول وسيطة عملية وانتقالية» لنقل النفايات، كوضع مراكز انتقالية، خاصة بالنفايات القابلة للتثمين، بغية ربح عامل الوقت، والتقليل من حجم تحويلها إلى مراكز الردم النهائية.
وبعد أن ذكرت بأن التحضير جار لعقد «الجلسات الخاصة بالاقتصاد الدائري» والتي ستنطلق نهاية السنة الجارية، دعت الوزيرة إلى التقليل من التبذير وسوء الاستهلاك، من أجل تقليص إفراز النفايات وبالتالي المحافظة على البيئة.
ولتخفيف حجم الدوريات واستعمال الشاحنات، اقترحت الوزيرة نقل النفايات عن طريق السكك الحديدية، قائلة إن هذه الفكرة سيتم بحثها في «مشروع التثمين الطاقوي للنفايات» من أجل تسيير دقيق وفعّال لهذه الأخيرة، ملحة على ضرورة إدراج مخطط لتسيير النفايات بالنسبة للأحياء الجديدة لضمان إطار معيشي لائق للمواطنين والحفاظ على المحيط.
كما أكدت أهمية تحسيس المواطنين بالمشاركة في نظافة المحيط، وعدم الاكتفاء بما هو داخل المنزل، وكذا إشراك المجتمع المدني في الحفاظ على البيئة وإرساء ثقافة بيئية لدى الأجيال الصاعدة، مبرزة الدور الفعّال الذي يلعبه المواطن في القضايا البيئية والتأثير على المحيط الخارجي.
وبشأن مركز الردم التقني بمنطقة حميسي، في بلدية المعالمة غرب العاصمة، أعلنت السيدة زرواطي عن وضع خطة عمل على المدى القصير، بالنسبة للخندق الثالث للمركز التقني لمدة 10 سنوات، من أجل استغلاله بشكل جيد، مشيرة إلى أن كل الخنادق الموجودة صارت مشبعة بالنفايات، مما يستوجب البحث عن طرق أخرى لتثمينها.
من جهته، شدد والي الجزائر عبد القادر زوخ، خلال الاجتماع على ضرورة تضافر الجهود لإيجاد حلول لكل المشاكل المطروحة بالنسبة للوضع البيئي، واصفا الوضعية بكونها في «تحسن مستمر»، بالنظر إلى الجهود المبذولة من طرف المؤسسات الولائية المكلفة بالنظافة وتطهير المحيط.
وذكر بالمناسبة بتخصيص مبالغ مالية ضخمة، قصد التكفل بالقضايا البيئية، داعيا المواطنين إلى الاستهلاك العقلاني خاصة بالنسبة لمادة الخبز.
كما ذكر الوالي بالإنجازات التي تم تحقيقها بولاية الجزائر في مجال الحفاظ على البيئة، خاصة منها القضاء على 500 نقطة سوداء في العاصمة وتحويلها إلى فضاءات عمومية ومساحات خضراء.
وقد تم خلال اللقاء، عرض جملة هذه الإنجازات والتدابير المتخذة من طرف ولاية الجزائر من أجل التكفل بالمحيط، مع عرض تجربة بحيرة الرغاية وتهيئة وادي الحراش والقضاء على المفرغات العشوائية.