المخطط الوطني لتهيئة الإقليم

تحويل البوصلة إلى الاقتصاد المنتج خارج المحروقات

تحويل البوصلة إلى الاقتصاد المنتج خارج المحروقات
  • القراءات: 1382

أكد وزير التهيئة العمرانية والسياحة والصناعة التقليدية،عمار غول، أمس، ببسكرة، أن ملف تهيئة الإقليم الذي سيكون موضوع جلسات وطنية كبرى في غضون ديسمبر المقبل، يندرج في إطار المخطط الوطني لتهيئة الإقليم من أجل تحويل بوصلة بناء الاقتصاد الوطني نحو اقتصاد متنوع خارج المحروقات. وأكد غول أن تحقيق هذه الغاية يكون من خلال الارتكاز على 5 قطاعات متمثلة في الفلاحة والصناعة والسياحة والخدمات والمعرفة، مشيرا إلى أن هذه الجلسات التي ستكون تحت رعاية رئيس الجمهورية وبإشراف الوزير الأول، سترسم آفاق الجزائر في إطار استشراف مستقبلي واعد وجاد حتى آفاق عام 2030.
وأوضح الوزير، لدى إشرافه على أشغال عرض حول توجيهات تهيئة وتنمية الإقليم لولاية بسكرة، احتضنته قاعة الاجتماعات بأحد فنادق المدينة، أن تجسيد ذلك سيكون أيضا من خلالها برامج خماسية خاصة بتهيئة الإقليم. ويتعلق الأمر في هذا الشأن بتنظيم الفضاء الجغرافي لكل التراب الوطني وتثمين كل القدرات التي تتوفر عليها الجزائر المادية واللامادية وكذا تهيئة بعض المناطق حتى تكون فيها حركية لأجل ضمان الأمن الاقتصادي المستدام، يضيف غول. واعتبر الوزير أن بناء اقتصاد مستدام يمكن من تفادي الهزات الناجمة عن تذبذب أسعار النفط أو التعرض إلى تأثيرات العلاقات الدولية على الجانبين التجاري والاقتصادي، مشددا بالقول أن تحقيق اقتصاد وطني مستدام يجب أن يكون في بعض جوانبه من خلال تثمين خاص لقدرات كل منطقة.
كما ينبغي أن يكون العنصر البشري، القلب النابض والمحور الأساسي في هذه الديناميكية الاقتصادية، حسبما أوضح غول معتبرا أن نشر ثقافة العمل وتقديس سلوك العمل مسألة في غاية الأهمية حتى يسهم الجميع في بناء الاقتصاد الوطني ومن دون ذلك لا يمكن أن نحلم ببناء اقتصاد وطني متنوع.
ولفت الوزير الانتباه إلى أن العقار سوف يوجه للقطاع الأكثر مردودية اقتصادية وبالتالي فإنه لن يكون هناك توزيع عشوائي للعقار، مشيرا من زاوية أخرى إلى أن الهياكل الفندقية ينبغي أن تفكر في جعل النشاط بها على مدار السنة وليس موسميا فقط. وألح غول في هذا السياق، على أهمية عدم جعل الفندق مجرد مرقد بل فضاء سياحي تتوفر فيه مختلف الخدمات التي يحتاج إليها الزبون وأيضا الحرص على تشييد مرافق فندقية بمواصفات دولية. وأفاد الوزير في معرض رده عن استفسارات الصحافة أثناء زيارته لمختلف الورشات بأن الجهود مبذولة لتحفيز السياحة بمختلف أنماطها في الآفاق المستقبلية، معلنا عن وجود مشروع وطني لتطوير 100 مركب سياحي حموي.
وفيما يخص تنشيط الوجهات السياحية بالجنوب، ذكر غول بأن الأمر يتطلب تهيئة الظروف الملائمة لاستقبال السائح على اعتبار -كما قال- أن عدم توفير الخدمات بالنوعية المطلوبة يؤدي إلى تكسير السياحة، مبرزا بشأن تشجيع السياحة نحو الوجهة الجزائرية عموما بأن التحضيرات جارية لإنجاز "الشباك الوحيد" للسائح الذي يمكنه من تلقي كل الخدمات بما في ذلك تصريف العملة، مسجلا بخصوص هياكل الاستقبال وجود 105 ألف سرير والحاجة إلى نصف مليون سرير على المدى المتوسط. وسمحت الزيارة الميدانية للوزير بتدشين فندق بمدينة بسكرة ووضع حجر الأساس لمنشأتين مماثلتين الأولى ببسكرة والثانية ببلدية سيدي عقبة ومعاينة سلسلة من المنجزات والمشاريع منها عملية عصرنة فندق الزيبان ومشروع إنجاز مركب سياحي وآخر حموي وحظيرة مائية ومنتجع سياحي وذلك بعاصمة الولاية.