"المساء" ترصد أجواء الحملة الانتخابية بمقرات الأحزاب
تجنيد فرق عمل ومداومات تتبع كل النشاطات والتحركات

- 271

❊ الأحزاب تمنح صلاحيات واسعة للمترشحين لتفادي مقصلة "السلطة"
❊ عنصر الشباب حاضر بقوة ترشحا وتأطيرا
تعرف المقرات الوطنية لمختلف الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات التشريعية تحركات استثنائية تزامنا مع انطلاق الحملة الانتخابية يتم خلالها تتبع كل صغيرة وكبيرة يتوقف عليها، تقييم نشاط رؤسائها وإطاراتها في مختلف التجمّعات والخرجات الميدانية، ضمن حركية ستتواصل إلى غاية الثامن من الشهر القادم.
وللوقوف عن كثب على هذه الأجواء ارتأت "المساء" القيام بجولة إلى بعض هذه المقرات، حيث لجان مدوماتها التي كانت تعج بمناضلين يتحركن ذهابا وايابا وكأنهم خلية نحل غايتهم السهر على سير الحملة الانتخابية وهدفهم النهائي إنجاحها والمقصد الكبير الفوز بأكبر قدر من مقاعد قصر زيغود يوسف. فالبعض مكلف بتعليق الملصقات الدعائية، وآخرون يتابعون صفحات التواصل الاجتماعي، وينشرون عبارات الترغيب في اختيار مرشحيهم، في وقت تتابع فيه أفواج أخرى البرامج الدعائية في الإذاعة والتلفزيون ضمن حركية ستتواصل إلى آخر لحظة من حملة انتخابية ستكون ماراطونية وشاقة ولكنها حلوة وشيقة.
مداومات تراقب كل النشاطات والتحركات
وهي مشاهد وقفنا عليها في مقر حركة مجتمع السلم، حيث استقبلنا أحمد صادوق عضو المكتب الوطني الذي استقبلنا بمقر الحزب بحي المرادية شارحا لنا أجواء الحملة واستعدادات الحزب الذي جند فريقا للدعاية الإعلامية مهمته السهر على تعليق الملصقات الإشهارية، والقيام بمتابعة تقييمية حول كل ما يذاع من خطابات في مختلف الوسائط، وتقديم بث مباشر موجه للجمهور ضمن خطة مدروسة لاستمالة الناخبين إقناعهم بضرورة الذهاب إلى صناديق الاقتراع، تحقيقا لمطالبا لحراك الشعبي.
وأضاف أحمد صادوق، أن محركنا في كل ذلك أن الانتخابات القادمة تكتسي ميزة خاصة بعد أن تم تحييد أصحاب "الشكارة" الذين "قتلوا" روح النزاهة وأفسدوا كل الأعراس الانتخابية في الجزائر طيلة العشريات الأخيرة. ولم يخرج المقر المركزي لحزب جبهة التحرير الوطني بحي حيدرة هو الآخر عن هذه الديناميكية، حيث التقينا فيه بأسامة عماني، مدير حملة الحزب بولاية الجزائر، حيث وضعنا هو الآخر في صورة ما يبذل من جهد ونشاط أعضاء المديرية ولجنة المداومة، سواء على المستوي المركزي، أو عبر مختلف الولايات.
وأكد عماني، أن خلية متابعة مجريات الحملة تراقب وتوثق تحركات ولقاءات إطارات الحزب وتروج لبرنامج الحزب، عبر مختلف الوسائط الإعلامية، بفضل مناضليها، خاصة فئة الشباب التي قال إنها صنعت التميز استعدادا للاستحقاق الانتخابي القادم وتجسد ذلك من خلال الإقبال الكبير على الترشح في قوائم الحزب في مختلف الولايات، حيث بلغ مجمل المترشحين نحو 3 آلاف مترشح يمثل الجامعيون منهم، نسبة 85%.
وأضاف أن ما شجع مناضلي الحزب على الترشح، وخاصة الشباب منهم قطع الصلة مع الممارسات التسلطية والوصاية التي كانت تطبع مثل هذه الاقتراعات. وأشار في ذلك إلى عملية غربلة ملفات المترشحين والتصديق على القوائم النهائية، تم خلالها الأخذ باقتراحات اللجان الولائية والتي احترمت بنسبة 95%، ضمن رؤية مستقبلية اعتمدها الحزب لتجديد صفوفه وإبطال دعوات تبديده وإدخاله المتحف كما يطالب بذلك المعادون له.
عنصر الشباب حاضر بقوة ترشحا وتأطيرا..
وكانت الحركة دؤوبة داخل المقر المركزي لحزب التجمّع الوطني الديمقراطي "الأرندي" ببن عكنون، وخاصة على مستوى قاعة مديرية الحملة الانتخابية، التي كان إطاراتها يتابعون نشاط الأمين العام ومساعديه في لقاءاتهم مع مناضلي الزب والمتعاطفين معه. وأطلعنا الأستاذ محمد فادن مقرر مديرية الحملة، على أجواء العمل برفقة إطارات آخرين، حيث يسهر أعضاء لجنة المداومة على متابعة كل كبيرة وصغيرة من أجل تنفيذ البرنامج الدعائي، وضمان تواصلهم مع السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات واسداء توجيهات لمسؤولي مكاتب الحزب على مستوى الولايات خاصة ما تعلق بمراقبة مكاتب التصويت يوم الاقتراع.
تكوين مراقبي صناديق الاقتراع
وأضاف فادن أن الحزب يحضر لتكوين مراقبي مكاتب التصويت، وتزويدهم بدليل توجيهي مفصل حول كيفية ممارسة حق الرقابة على الصناديق، إلى جانب تكوين مشرفين على تنفيذ برنامج التواصل الاجتماعي من الشباب المناضلين الذين لهم خبرة في هذا المجال. ولم ينف محدثنا أن مقص اللجنة الوطنية المستقلة لانتخابات رفضت 50 قائمة للحزب، لعدة أسباب، 80% منها تخص المادة 200 الفقرة 07المتعلقة بشبهة المال الفاسد، وأخرى بسبب عدم دفع الضرائب وغيرها.
وقال فادن إن قيادة الحزب أعطت صلاحيات لمسؤولي المكاتب الولائية لاختيار مترشحي الحزب وغربلة ملفاتهم، وترك مهمة التدقيق للمكتب الوطني، في تراجع عن"مركزية اختيار المترشحين بالولايات" المكرسة منذ سنوات، حيث كان الأمين العام يشرف عليها، وبيده الحل والعقد.
ولم تخرج الأجواء التي وقفنا عليها بمقر حركة النهضة عن تلك السائدة في مقار الأحزاب الأخرى، حيث يعكف مناضلو الحركة والمداومون بمكتبها الوطني، على ضمان التواصل والاتصال مع المكاتب الولائية، وتتبع نشاطاتها واحدة بواحدة ضمن عملية تقييم يومية. وأكد الأستاذ بلال نايت عاشور، العضو في مديرية الحملة الانتخابية، أن اللجنة الوطنية للانتخابات للحزب تجتمع يوميا من الظهر إلى الفترة الليلية لتقييم النشاطات وتقديم التوجيهات، فيما يقوم فريق الاتصال بصب كل المعلومات قصد إنجاح الحملة الدعائية.
وأضاف أن الطرق الجديدة التي تم اعتمادها لإتمام عمليات الترشح والتصويت والتي وضعت حدا لعهد امتيازات "رؤوس القوائم"، زادت في حماس المترشحين وتشجيعهم على فرض وجودهم وإبراز قوة تأثيرهم في المشهد الدعائي، بهدف إنجاح الحزب، حتى لا تتقهقر نتائجه تحت عتبة 5% من مقاعد البرلمان، وأيضا لأجل الترويج لأسمائهم الشخصية، والسعي لإقناع الناخبين للتصويت عليهم.