إبراز كثافة العلاقات بين الجزائر وإسبانيا
بوطرفة يتباحث سبل تعزيز التعاون في المجال الطاقوي
- 1515
أجرى وزير الطاقة السيد نورالدين بوطرفة مباحثات مع وزير الشؤون الخارجية الإسباني السيد ألفانسو داستيسأمس بمدريد، تطرقا خلالها لكثافة العلاقات بين الجزائر وإسبانيا ومعاهدة حسن الجوار والتعاون التي سمحت بتحقيق مشاريع كبرى بدفع من رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. كما عبرا عن رغبة البلدين في تعزيز التعاون والاستثمار في مجالات تعود بالمنفعة على الطرفين وتكون خالقة للثروة ومناصب الشغل.
وأوضح السيد بوطرفة أن اللقاء تمحور حول هذه الشراكة التي تجسدت في مشاريع كبرى في قطاع الطاقة وقطاعات أخرى خاصة على صعيد العلاقات الثنائية.
وبخصوص قطاع الطاقة، أشار السيد بوطرفة إلى أنه بات اليوم من المهم بعث وتشجيع التعاون بين البلدين، علما أن الجزائر تعمل على تنويع اقتصادها والمؤسسات الإسبانية تملك مهارة كفيلة بتعزيز هذه الإرادة.
كما تطرق الوزيران إلى الطاقات المتجددة وبالخصوص المناقصة «أطلس1» والمشروع الضخم لإنتاج 0000ر4 ميغاواط عن طريق الطاقة الشمسية والذي يمثل فرصة بالنسبة للمؤسسات الإسبانية للظفر بمكانة في هذا القطاع الذي من شأنه السماح بتطوير صناعة الطاقات المتجددة في الجزائر.
وأضاف السيد بوطرفة أنه تم كذلك استعراض مسألة تسويق الغاز وكذا إعادة تقييم مشروع الربط الكهربائي بين الجزائر وإسبانيا وتدعيم شبكات الربط الغازي وتجديد عقود الغاز وآفاق تطوير وتنويع الشراكة والتعاون.
وبهذه المناسبة، أشاد السيد بوطرفة بدعم إسبانيا لمشروع أورفال للألياف البصرية الرابط بين وهران وفالنسيا.
ومن جهة أخرى، كانت للسيد بوطرفة مباحثات مع نظيره الإسباني السيد ألفارو نادال حول فرص الاستثمار في قطاع الطاقة ومدى تقدم مشاريع الشراكة القائمة بين البلدين وكذا آفاق التعاون والاستثمار بالخصوص في نشاط الاستكشاف والإنتاج وتحويل النفط وكذا الطاقات المتجددة.
وخلال لقاء احتضنه المعهد الملكي «ألكانو» بمدريد، جدّد السيد بوطرفة أمام ممثلي الشركات البترولية والطاقوية الإسبانية إرادة الجزائر في بناء علاقات شراكة وتعاون مع إسبانيا تعود بالفائدة على الطرفين.
كما عرض السيد بوطرفة بهذه المناسبة السياسة الطاقوية للجزائر وفرص الاستثمار المتاحة.
ولدى تطرقه لتأثيرات عدم استقرار الأسواق النفطية وانخفاض أسعار المحروقات على الاقتصاد الكلي للجزائر، أبرز الوزير الإصلاحات الهيكلية التي باشرتها الحكومة الجزائرية منذ سنوات من أجل إنجاح التحول الاقتصادي الوطني من خلال تنوعيه لتحريره من التبعية للمحروقات.
وذكر السيد بوطرفة بأن أوروبا هي أهم سوق بالنسبة للغاز الجزائري خاصة من خلال إسبانيا بالنظر إلى العلاقات التاريخية الوثيقة، مشيرا إلى أن السياسة الطاقوية للجزائر تندرج ضمن رؤية متوسطة وطويلة المدى لتحويل النفط والغاز الطبيعي.
وأضاف أن الهدف من تكثيف الجهود في مجال الاستكشاف هو تلبية حاجيات السوق الداخلية وكذا تعزيز مكانة الجزائر كطرف فاعل يعوّل عليه في الأسواق الإقليمية والدولية.
وبعد الإشارة إلى احتياطات الجزائر من المحروقات والتي قال إن جزء أكبر منها لم يستغل بعد، أكد الوزير أن فرص الاستثمار تبقى مفتوحة لشركائنا.
وبخصوص الموارد غير التقليدية، أوضح الوزير أن الجزائر تتمتع بأهم طاقات في العالم حسب التقديرات من الناحية التقنية والاقتصادية ومختلف تأثيرات استغلالها.
كما تحدث الوزير عن البرنامج البعيد المدى للشركة الوطنية سوناطراك بمبلغ 75 مليار دولار والذي خصص جزء كبير منه لأنشطة ما قبل الاستغلال النفطي قصد توسيع قاعدة الاحتياطات وضمان أمن الطاقة للبلاد على المدى البعيد.
ومن جهة أخرى، أكد السيد بوطرفة أن الجزائر تبقى منفتحة على الشراكة في ميادين التكرير والبتروكيمياء من أجل إنجاز مشترك، مشيرا إلى مختلف مشاريع مصانع التكرير والتقطير الهيدروجيني لزيوت الوقود وإنتاج الإيثلين والبروبان.
وفي الختام، أضاف الوزير أن الجزائر تتوفر على منشآت ذات نوعية وظروف استغلال مفيدة وموارد بشرية ذات مؤهلات، وأنها تطمح لأن تصبح طرفا فاعلا في مجال الطاقة الشمسية والذي سيشكل وسيلة لتحقيق التنمية على المستوى المحلي وحتى في إفريقيا.
كما التقى وزير الطاقة بالمسؤولين الرئيسيين لكبرى المؤسسات الطاقوية الإسبانية.
وكان السيد بوطرفة قد تحاور مع وزير الطاقة والسياحة والبرنامج الرقمي الإسباني السيد ألفارو نادال حيث تطرق الطرفان إلى فرص الاستثمار بقطاع الطاقة.