فيما يعلن مخبر وطني عدم تحديد تركيبته

بوضياف يؤكد عدم تسجيل دواء زعيبط لكن تمّت تجربته على مرضى

بوضياف يؤكد عدم تسجيل دواء زعيبط لكن تمّت تجربته على مرضى
  • القراءات: 2235
حسينة. ل حسينة. ل

جدّد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، السيد عبد المالك بوضياف، التأكيد على أن دواء توفيق زعيبط، الذي يدّعي هذا الأخير أنه يعالج مضاعفات داء  السكري غير مسجل، وهو يوجد حاليا على مستوى الخبراء للبحث فيه والنظر في مدى نجاعته. وقال وزير الصحة الذي جدد تشجيعه لزعيبط كما يشجع جميع المبادرات أن هذا الدواء لقي استحسان المرضى وقلّص من المضاعفات المعروفة الناجمة عن السكري لدى بعضهم. وقال بوضياف خلال نزوله أمس، ضيفا على منتدى القناة الأولى ردا على تساؤل العديد من المواطنين حول ما إذا كان هذا الدواء موجودا بالصيدليات، إن اختراع زعيبط لا يوجد بالصيدليات بما أنّه غير مسجل، داعيا إلى انتظار نتيجة عمل لجنة الخبراء التي تعكف على دراسة المنتوج الجديد على أن تعلن الوزارة عنها في الوقت اللازم.

وأكد الوزير بالمناسبة أن المدعو توفيق زعيبط، طبيب وباحث غير معروف لدى الناس مارس مهنته منذ قرابة 12 سنة، وسبق أن اخترع أدوية مبديا أسفه لما أسماها هجمة ضد هذا الطبيب الذي قال إنه لولا والده لكان اليوم يمارس في الخارج. "هذا السيد ليس مشعوذا كما تصفه بعض الجهات، وهو طبيب ومن عائلة ثورية وسبق له أن عمل بمخابر مجمع صيدال المعترف بها حتى دوليا " ـ يضيف عبد المالك بوضياف ـ الذي أوضح في هذا السياق أن الوزارة تعتمد إجراءات صارمة قبل تسجيل أي دواء، كما أنها حريصة على إتباع كل المراحل العلمية المعمول بها قبل قبول أي طلب تسجيل.

وجدد وزير الصحة وقوفه مع زعيبط بالقول "سأشجع هذا الباحث كما سبق لي وأن شجعت الكثيرين حتى من خارج إطار قطاع الصحة، وسأقف معه ليس كوزير وإنما كمواطن يرى في هذا الرجل الصلاح والخير للبلاد".  من جهة أخرى أكد مصدر من أحد المخابر الوطنية أن تركيبة توفيق زعيبط، خضعت لتحليل معمّق وخلصت إلى أن صاحب هذا الدواء لم يفصح ولم يحدّد المادة الفاعلة لاختراعه كما هو مطلوب في أي دواء أو مادة صيدلانية.  ويتواصل الجدل حول هذا الاختراع المعجزة الذي أثار جدلا واسعا سواء على الساحة الإعلامية أو عائلة المنظومة الصحية من أطباء وصيادلة وباحثين وحتى المرضى الذين يرون في صحة خبر هذا الاختراع بصيص أمل في الشفاء أو على الأقل إنهاء معاناتهم الناجمة أساسا عن المضاعفات الثقيلة لداء السكري. 

إجراءات للحد من ظاهرة الاعتداءات في المستشفيات قريبا 

كشف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد عبد المالك بوضياف عن لقاء مرتقب مع الوزير الأول لدراسة ملف الشروط الأمنية والسلامة في المستشفيات والاعتداءات التي يتعرض لها الأطباء والممارسون الصحيون لا سيما في الفترات الليلية قبل الخروج بتدابير لمواجهة هذه الظاهرة.. وأوضح بوضياف أنه تناول الملف في اجتماع سابق على مستوى الوزارة متعهدا بتوفير الحماية اللازمة لجميع مهنيي القطاع دون استثناء.  كما كشف وزير الصحة عن اجتماع للحكومة سينعقد هذا الخميس ويخصص للتحضيرات الخاصة بموسم الاصطياف وشهر رمضان، مشيرا إلى أن وزارته سطرت برنامجا طموحا يتم من خلاله توفير عدة خدمات، وذكر على سبيل المثال توفير أجهزة  تصفية الدم "دياليز"  للمصطافين المحليين والقادمين من الخارج بالإضافة إلى مرافقة الامتحانات المدرسية النهائية المقبلة التي ستجري هذه السنة خلال شهري ماي وجوان. وتوجه الوزير بالمناسبة بنداء إلى التجار بالامتناع عن عرض المنتجات خارج المحلات لا سيما المشروبات، كما دعا المواطنين إلى عدم اقتناء المواد التي تحفظ بعيدا عن الشروط المعمول بها لتجنيب الأمراض والتسممات. بوضياف أعلن من جهة أخرى أن مشروع قانون الصحة الجديد ثري وتوافقي ويتواجد على مستوى رئاسة الجمهورية على أن يتم عرضه على مجلس الوزراء خلال الأسابيع المقبلة مشيرا إلى إن المقاطعات الصحية الجديدة التي يتضمنها نص مشروع قانون الصحة ودخلت حيز التنفيذ مؤخرا ساهمت في تخفيف الضغط على المستشفيات ومصالح الاستعجالات.

وأكد وزير الصحة أن الجزائر حظيت باعتراف منظمة الصحة العالمية فيما يتعلق بمحاربة الأمراض المتنقلة وأضحت تعد نموذجا في الوقاية منها بفضل خلايا اليقظة التي تم إنشاؤها على مستوى المطارات والمراكز الحدودية والتي حققت نجاحا في التصدي لفيروسي إيبولا وزيكا، مبرزا بخصوص الأمراض غير المتنقلة والمستعصية كداء السرطان والسكري والتوحد والأمراض القلبية، أن الجزائر بذلت جهودا معتبرة لتمكين المواطنين من العلاج اللازم وكذا الوقاية منها. وأكد أن الرئيس بوتفليقة جعل من مرض السرطان ورشة رئاسية وأمر جميع الوزراء بالتنسيق مع وزارة الصحة لمكافحة هذا الداء. مشيرا إلى مراكز معالجة السرطان التي تم افتتاحها بعديد ولايات الوطن وتزويدها بالمسرعات التي تعد من أحدث التقنيات في معالجة هذا المرض وقال إن جميع المصابين بداء السرطان في الجزائر يتلقون العلاج بأحدث التقنيات والتجهيزات فضلا عن توفير الأدوية مجانا.

بوضياف شكك في الأرقام التي تتداولها بعض الهيئات غير الرسمية عن عدد مرضى السكري، داعيا إلى التقرب من أرقام عدد المنخرطين بمراكز الضمان الاجتماعي التي تمتلك الأرقام الحقيقية باعتبارها الجهة المانحة لبطاقات الشفاء الالكترونية. وعن دور القطاع الخاص في تقديم الخدمات الصحية للمواطن قال بوضياف أنه موجود على أرض الواقع بتوفيره لما يقارب العشرة آلاف سرير ووتوظيفه أكثر من 34 ألف عامل، مشددا على ضرورة تنظيم العيادات الخاصة وإدراجها ضمن الخارطة الصحية الجديدة للقضاء على ظاهرة المريض المتجول وأبرز تركيز القطاع على الطب الجواري والمراكز الصحية الجوارية التي ساهمت في تخفيض الضغط على مصالح الاستعجالات بكبرى المستشفيات.