في الذكرى 40 لاستشهاد شهيد الدبلوماسية الجزائرية.. لعمامرة:

بن يحيى شخصية نموذجية لرجل دولة ومجاهد ومفاوض بارع

بن يحيى شخصية نموذجية لرجل دولة ومجاهد ومفاوض بارع
وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة
  • القراءات: 498
س. س س. س

❊ بوسليماني: بصمة فارقة تركها الشهيد أثناء تقلده لمنصب وزير الثقافة والإعلام

❊ ربيقة: إحياء ذكرى الرحيل تعد تكريسا لرسالة الفقيد ونضالاته وعرفانا برمزيته

❊ بن زيان: الشهيد بمهندس الإصلاح في التعليم العالي عن جدارة

استعرض وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، أول أمس، خصال الفقيد المجاهد والدبلوماسي ووزير الخارجية الأسبق، محمد الصديق بن يحيى، داعيا الشباب إلى الاقتداء بهذه الشخصية "النموذجية". وقال لعمامرة، خلال ندوة نظمت بمناسبة الذكرى 40 لاستشهاد الفقيد، إن هذه المحطة تعد "ذكرى مهمة للجزائر ولكل الشعوب التواقة للسلام، ومناسبة عزيزة لوزارة الشؤون الخارجية والأسرة الدبلوماسية الجزائرية ، خاصة وأنها تقام بمقر وزارة الشؤون الخارجية الذي يحمل اسم شهيد الواجب محمد الصديق بن يحيى". وأضاف رئيس الدبلوماسية الجزائرية، "نقف اليوم وقفة إكبار وإجلال على روح شهيد الواجب والدبلوماسية الجزائرية والعالمية، الشهيد الذي كرس حياته لخدمة الجزائر كمناضل ومجاهد ومفاوض بارع إبان الثورة التحريرية المجيدة، فكان رجل ثورة قبل أن يكون رجل الدولة".

وأبرز لعمامرة، أن الفقيد "ساهم في كل مراحل البناء والتشييد، وأدى أدوارا حاسمة في مراحل عديدة في حياته، فبالإضافة إلى تقلده مناصب دبلوماسية مهمة شارك كذلك في تصور ووضع المناهج والأفكار والخطط التي طبقت أيام الرئيس الراحل، هواري بومدين، حيث أدى دورا في السياسات الداخلية بكل جدارة واقتدار". وذكر  لعمامرة، أن الشهيد "مارس الدبلوماسية قبل ميلاد الدبلوماسية الجزائرية العصرية، حيث مارسها عندما بذل قصارى جهده لجمع شمل الشباب الجزائري على مقاعد الجامعات، حيث كان دوره أساسيا في إنشاء الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين"، الذي  وفر للكفاح المسلح مجموعة هائلة من الإطارات الكفأة والملتزمة الذين انتشروا عبر العالم، وقاموا بأعمال جبارة من أجل حشد الدعم للثورة التحريرية. وتلا لعمامرة، خلال هذه الندوة التي حضرها مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالثقافة والسمعي البصري، أحمد راشدي، وأعضاء من الحكومة وممثلون عن الأسرة الثورية والمجتمع المدني، قائمة البعثة التي رافقت الفقيد بن يحيى، في مهة المساعي الحميدة لإيقاف الحرب بين العراق وإيران، واصفا إياها "برحلة السلام ورحلة نهاية الحياة".

وأعرب وزير الاتصال، محمد بوسليماني، عن فخره واعتزازه "بالانتماء إلى وطن أنجب عظماء أمثال الفقيد بن يحيى"، الذي كان "رجل ثورة ورجل دولة ورجل سلام". وذكر بوسليماني، بـ "البصمة الفارقة التي تركها الشهيد أثناء تقلده لمنصب وزير الثقافة والإعلام، ودوره في تنظيم القطاع من خلال إصدار أول القوانين الأساسية لوسائل الإعلام الجزائرية، ومساهمته الفعّالة في فتح باب التفكير حول سن القانون الأساسي للصحفي الذي نتكلم عنه حاليا".

واعتبر وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، أن إحياء ذكرى رحيل محمد الصديق بن يحيى، تعد "تكريسا لرسالة الفقيد ونضالاته وعرفانا برمزيته لأجيال الأمس واليوم، وفي الوقت نفسه تعد وقفة إكبار إزاء النجاحات المنشودة التي تحصدها الدبلوماسية الجزائرية اليوم تحت قيادة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، ومساهمته الفعّالة في استتباب الأمن والسلم في المحيط الاقليمي والدولي، وتعزيز فرص الحوار والتعاون في العالم الذي تتسم أحداثه بالتسارع والتشابك والتعقيد خدمة للوطن". أما عبد الباقي بن زيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، فوصف الشهيد بـ "مهندس الإصلاح في التعليم العالي عن جدارة"، مذكرا بمساهمته الفعّالة في هيكلة القطاع التي ارتكزت على عدة مبادئ منها الالتزام بالطابع الديمقراطي للولوج إلى الجامعة، ومجانية التعليم والاستفادة من الخدمات الجامعية.

أما وزير المالية عبد الرحمان راوية، فأشار خلال مداخلته إلى المساهمة القيمة" للفقيد بن يحيى، خلال تقلده منصب وزير المالية ودوره في بناء أسس متينة للاقتصاد الوطني الرامية إلى تحسين الاوضاع المعيشية للمجتمع الجزائري. بدوره قدم أحمد راشدي، شهادة حيّة حول المسيرة النضالية الحافلة للشهيد الذي كان من أبرز رفقائه، معرجا على أهم المحطات التاريخية التي جمعته به، مضيفا أن "أعمال الشهيد تجعله حيا في ذاكرتنا وتاريخ الجزائر"، حيث أعلن عن إمكانية "إنتاج فيلم وثائقي عن فقيد الجزائر". وعرض خلال هذه الندوة شريط وثائقي حول المسيرة النضالية للمرحوم إلى جانب تكريم عائلته، حيث تسلم التكريم ابن أخ الفقيد عبد المالك بن يحيى، الذي توجه بالشكر إلى رئيس الجمهورية، والقائمين على تنظيم هذه الندوة.