بورصة الجزائر تصدر اليوم بيانا تفصيليا حول اكتتاب مصنع عين الكبيرة

بلموهوب لـ "المساء": لا تأثير على برنامج إدراج الشركات الأخرى

بلموهوب لـ "المساء": لا تأثير على برنامج إدراج الشركات الأخرى
  • القراءات: 460
حنان حيمر  حنان حيمر

تصدر اليوم بورصة الجزائر بيانا تفصيليا حول عملية الاكتتاب في مصنع عين الكبيرة للإسمنت التي اختتمت يوم 15 جوان الجاري. وسيتضمن كل المعلومات والأرقام حول سير هذه العملية التي انتهت بفشل المصنع في الحصول على رخصة الإدراج بالبورصة، وهي أول مرة يسجَّل فيها فشل عملية إدراج منذ إنشاء هذه السوق المالية.

وكانت الهيئة المالية قد أكدت ما نشرته "المساء" سابقا حول عدم تمكن مصنع الإسمنت العمومي التابع لمجمع "جيكا"، من استكمال عملية الإدراج، حيث أوضحت في بيان لها، أن عملية الاكتتاب لم تسمح في آخر يوم سوى بجمع 5 بالمائة من المبلغ الذي كانت تأمل المؤسسة في الحصول عليه، والمقدر بـ18.95 مليار دج، في حين أن المطلوب هو جمع 20 بالمائة على الأقل للتمكن من الإدراج في البورصة.

وتأسف مدير بورصة الجزائر يزيد بلموهوب لعدم إتمام عملية انضمام المصنع للسوق المالية، إلا أنه اعتبر في تصريح خص به "المساء"، أن ذلك لن يؤثر على برنامج الإدراج المقرر في الأشهر القادمة، والذي يخص عددا من المؤسسات العمومية كموبيليس والقرض الشعبي الجزائري.

وأكد أن العملية ستستمر، وأن فشل إدراج مصنع عين الكبيرة يجب أن يُنظر إليه كـ "أمر عادي" يحدث في كل بورصات العالم، وأن الأمر سيختلف بالنسبة للقادمين الجدد للبورصة، لاسيما أن الأمر يتعلق بشركات تعمل في قطاع الخدمات، وهي معروفة لدى المواطن، عكس مصنع عين الكبيرة.

وهنا يشدد محدثنا على ضرورة "أخذ الوقت لتحليل أسباب هذا الفشل"، مشيرا إلى وجود عوامل مختلفة أدت إلى هذه النتيجة، أهمها "الحجم الكبير" للمبلغ المطروح للاكتتاب، وربما يعود ذلك إلى طبيعة المؤسسة التي تعمل في القطاع الصناعي وفي مجال يتطلب استثمارات كبيرة، ألا وهو الإسمنت، حيث كان الهدف من الاكتتاب ـ حسب مسؤولي المصنع ـ إنجاز وحدة إنتاج جديدة، وبالتالي رفع إنتاجها في إطار سياسة الحكومة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في هذه المادة المطلوبة بكثرة في السوق الجزائرية، لاسيما في الوقت الراهن، المتميز بورشات كبيرة لبناء مساكن من كافة الصيغ، والذهاب بعدها نحو تصدير الفائض من أجل تجسيد جزء آخر من سياسة الحكومة، وهو تعزيز الصادرات خارج المحروقات.

وإذا كان إلغاء دخول المصنع إلى البورصة قد يؤثر ولو نسبيا على برنامج الحكومة في مجال الإسمنت، فإنه يؤثر على عمل بورصة الجزائر، التي كانت تأمل أن يكون هذا الإدراج دافعا لها، لاسيما أنه يأتي بعد ثلاثة أشهر من نجاح عملية إدراج مؤسسة "بيوفارما" الخاصة، وهو ما أعطى أملا في تعزيز عمل هذه السوق المالية، التي بقيت على هامش الاقتصاد الجزائري رغم كل محاولات إنعاشها.

ولا يرى السيد بلموهوب الأمر من هذه النظرة السلبية، معتمدا على عوامل أخرى لتفسير هذه النتيجة، لعل من أبرزها توقيت الاكتتاب الذي تزامن وشهر رمضان مع موسم الاصطياف الذي تتوجه فيه اهتمامات وأولويات المواطنين نحو تلبية حاجيات موسمية، إذ تتوجه مدخراتهم نحو اقتناء المواد الغذائية والألبسة، ثم التحضير للعطل، وهو ما يجعل الاستثمار في البورصة أمرا مستبعدا في هذه الفترة.

لكن مدير البورصة يلقي من جانب آخر، اللوم على مسؤولي مصنع عين الكبيرة، الذين لم يتمكنوا من إقناع الزبائن بسبب "سياسة اتصال غير مناسبة"، على حد قوله، مشددا على أن المستثمر يحتاج إلى تطمينات، وهو ما لم يتحقق في عملية الاكتتاب هاته.

وإلى حد الآن لم يصدر أي رد فعل أو تعليق من مسؤولي مصنع عين الكبيرة ولا من مسؤولي مجمع "جيكا"، الذين يبدو أنهم مازالوا "تحت صدمة" هذه النتيجة، التي لا يمكن اعتبار أنها ستؤثر على الشركة فقط، وإنما على الشركات الأخرى، التي بالتأكيد ستراجع حساباتها ولو مؤقتا لضبط عقارب التحاقها بالبورصة.