أكثر من ٥٥٥ ألف مترشح يجتازون ابتداء من اليوم

"بكالوريا جزئية" بعد صدمة التسريبات وهواجس الأنترنت

"بكالوريا جزئية" بعد صدمة التسريبات وهواجس الأنترنت
  • القراءات: 620
حسينة/ل حسينة/ل

يجتاز أزيد من 555 ألف مترشح (555.177 ) اليوم الامتحانات الجزئية لنيل شهادة البكالوريا (دورة 2016) التي تقرر تنظيمها بسبب التسريبات التي طالت مواضيع بعض المواد خلال الامتحانات التي جرت من 29 ماي إلى 2 جوان. وقد خصص لهذا الموعد التربوي 2.072 مركز إجراء عبر الوطن أي ما يعادل 81 بالمائة من عدد المراكز التي سخرت للدورة السابقة.

يأتي هذا الموعد التربوي الاستثنائي الذي سيشمل 28 بالمائة من مجموع المترشحين، في الوقت الذي تروج فيه شائعات قوية تتحدث عن قطع كلي لشبكة الانترنت بشكل كامل قصد تفادي التشويش على التلاميذ وإحباط أي محاولة لتسريب المواضيع أو الغش داخل أقسام الإجراء وذلك في غياب أي تأكيد أو نفي من القطاعات والهيئات المعنية بهذا الملف وعلى الخصوص وزارة البريد والتكنولوجيات الإعلام والاتصال الموقعة على اتفاقية الشراكة مع وزارة التربية الوطنية والرامية إلى تأمين البكالوريا ومنع الغش وتسريب المواضيع.

 لكن مصادر مسؤولة تستبعد كليا لجوء وزارة التربية الوطنية ومن خلالها الحكومة إلى مثل هذا الإجراء الذي يعد تنفيذه أمرا شبه مستحيل لما له من تداعيات وآثار عن الحياة العامة للمواطنين وعلى الخصوص على المؤسسات الإدارية الاقتصادية والمالية من إدارات وبنوك التي تستعمل بشكل كبير الانترنت في معاملاتها وعملها اليومي. واعتبرت هذه المصادر أن الإقدام على مثل هذه الخطوة يعني تعطيل كل المصالح وشل عمل العديد من الإدارات وهيئات ومؤسسات الدولة.  

 بل تتساءل بعض المصادر من جهة أخرى حول ما إذا كانت هذه الإشاعات نفسها محاولة أخرى للتشويش على التلاميذ وعلى الأسرة التربوية وذلك في إطار الحملة الممنهجة التي تستهدف وزيرة القطاع السيدة نورية بن غبريط  نفسها وتسعى إلى المساس بمصداقية البكالوريا.

بعض النقابات، اعتبرت من جهتها قطع الانترنت خلال البكالوريا الجزئية وحجب مواقع التواصل الاجتماعي  قد يفهم على أنه نقص للثقة بين الوزارة والقائمين على هذه الدورة. 

فيما دعت من جهة أخرى الاتحادية الوطنية لعمال التربية على لسان أمينها العام فرحات شابخ في تصريح لـ«المساء" الحكومة إلى ضرورة قطع الانترنت بشكل كلي لحماية المترشحين من التشويش مؤكدا أن الفوضى التي عاشها هؤلاء في الدورة الأولى بسبب تسريب المواضيع سببت لهم صدمة نفسية كبيرة وأثرت سلبا على تركيزهم وشتت أفكارهم. 

تشمل الامتحانات التي ستنطلق اليوم المواد المعنية بالتسريبات بالنسبة لخمس شعب، هي العلوم التجريبية في سبع مواد والرياضيات والرياضيات التقنية والتسيير والاقتصاد في أربع مواد وشعبة اللغات الأجنبية في مادة واحدة. وتمس الإعادة في شعبة العلوم التجريبية مواد الرياضيات، علوم الطبيعة والحياة والفيزياء والفرنسية والإنجليزية والتاريخ والجغرافيا والفلسفة. 

 كما تتعلق الإعادة أيضا بكل من الإنجليزية والفرنسية والتاريخ والجغرافيا والفلسفة بالنسبة لثلاث شعب أخرى هي الرياضيات وتقني رياضي والتسيير والاقتصاد، وكذا مادة التاريخ والجغرافيا بالنسبة لشعبة اللغات الأجنبية. وسيتم الإعلان عن النتائج في 15 يوليو المقبل. 

وأوضحت وزارة التربية الوطنية أن كل الإجراءات التنظيمية لضمان السير الحسن للامتحان الجزئي للبكالوريا تم توفيرها بفضل تضافر جهودها مع القطاعات المعنية الأخرى ممثلة في الأمن والدرك الوطنيين والحماية المدنية والصحة، علما أن ومن بين الإجراءات الصارمة التي تم اتخاذها منع المترشحين من إدخال الأجهزة والوسائل الالكترونية من هواتف نقالة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وكل الأجهزة المزودة بالانترنت. 

وحسب الرزنامة الرسمية للإمتحانات الجزئية للبكالوريا ستخصص الفترة الصباحية لليوم الأول لمادة التاريخ والجغرافيا بالنسبة لشعب العلوم التجريبية الرياضيات وتقني رياضي واللغات الأجنبية بالنسبة لشعب العلوم التجريبية والرياضيات وتقني-تسيير واقتصاد. أما اليوم الثاني فيخصص لاجتياز مادة الرياضيات بالنسبة لشعبة العلوم التجريبية والتاريخ والجغرافيا بالنسبة لشعبة تسيير واقتصاد.  

ويجتاز المترشحون خلال اليوم الثالث في الفترة الصباحية مادة الفلسفة بالنسبة لشعبة العلوم التجريبية والرياضيات وتقني رياضي وتسيير واقتصاد فيما تخصص الفترة المسائية لمادة اللغة الفرنسية بالنسبة لشعبة العلوم التجريبية وتقني رياضي ورياضيات وتسيير واقتصاد. 

وسيخصص اليوم الرابع لامتحان مادة علوم الطبيعة والحياة بالنسبة لشعبة العلوم التجريبية في حين سيجتازون في اليوم الخامس والأخير مادة العلوم الفيزيائية. 

وسيسمح للمترشحين المتأخرين في المواد التي سيعاد تنظيمها باجتياز الامتحان في حين تقرر عدم إعادة الاختبارات بالنسبة للمترشحين الذين تم التأكد من تورطهم في عمليات الغش على ضوء التقارير المحررة.