قدم عبد الحكيم بطاش، منسق المكتب الولائي للعاصمة بحزب الحركة الشعبية الجزائرية ورئيس بلدية الجزائر الوسطى أمس، استقالته من الحزب رسميا، مرجعا ذلك إلى تسجيل «تجاوزات كبيرة وخطيرة» تتنافى مع المبادئ التي أنشئ من أجلها الحزب.

أكد السيد بطاش في اتصال هاتفي مع «المساء» أمس، خبر استقالته من الحركة الشعبية الجزائرية كإطار، حيث ذكر في نص الاستقالة التي وجهها لرئيس الحزب عمارة بن يونس بأنه سبق وأن أخطره بهذه التجاوزات والممارسات غير النزيهة من قبل من اسماهم بـ"الانتهازيين"، غير أن رئيس الحزب لم يتحرك ولم يتصرف لوضع حد لذلك  حسبما جاء في نص الاستقالة.

واتهم رئيس بلدية الجزائر الوسطى، رئيس الحزب عمارة بن يونس بالتصرف خارج الإطار التنظيمي لقوانين الحزب ونظامه الداخلي بقبول ممارسات غير نزيهة أساءت وستسيء لسمعة الحزب.

وأوضح بطاش في بيان له ـ تلقت «المساء» نسخة منه ـ أن هذه الممارسات التي عرفها الحزب تسببت في هزّات كبيرة بسبب التصريحات "الارتجالية غير المبررة" و"القرارات الانفرادية" التي شكلت إحباطا لدى المناضلين.

وأشار البيان إلى أن هذه التصرفات الارتجالية ترجمت في تعيين أعضاء المكتب الوطني بطريقة مخالفة للأسس المعهودة بعد 7 أشهر من انعقاد المؤتمر، بالاضافة إلى التدخل في خيارات القاعدة النضالية، مؤكدا أن رئيس الحزب فضل «سياسة الهروب إلى الأمام» في الرد على الفضائح والأزمات التي عاشها الحزب مؤخرا، في الوقت الذي كان فيه المناضلون ينتظرون عقد دورة طارئة للمجلس الوطني التي لم تنعقد منذ عقد المؤتمر الوطني في ديسمبر 2016 لمناقشة مشاكل الحزب والنكسات التي تعرض لها خاصة بعد نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، مشيرا إلى أن هذه التصرفات تسببت في تأجيج الجبهة الداخلية للحزب التي مورست ضدها ضغوطات وإقصاءات بالجملة في ولاية الجزائر.

ولا يعود النزاع بين بطاش وعمارة بن يونس إلى اليوم، ففي شهر مارس الماضي فجرت قائمة المترشحين للانتخابات التشريعية بالعاصمة الوضع داخل الحزب بعد وضع عمارة بن يونس أخيه على رأس قائمة العاصمة، حيث تقدم وقتها بطاش بالاستقالة التي رفضها رئيس الحزب.

وتعمّق هذا النزاع أكثر بعد نتائج التشريعيات التي لم يظفر فيها الحزب ولو بمقعد واحد في العاصمة، بالاضافة إلى الهزة التي عصفت بالحزب بعد إقالة وزير السياحة الذي اقترحه عمارة بن يونس بعد يومين فقط من تعينه على رأس الوزارة، حسبما أكدته مصادر مقربة التي ذكرت بأن استقالة بطاش تابعتها عدة استقالات في صفوف إطارات الحزب.