أعطت وزارة الداخلية والجماعات المحلية تعليمات للولاة؛ من أجل إعداد برنامج نشاطات ترفيهية وثقافية لفائدة الشباب على مستوى الولايات والبلديات والأحياء خلال شهر رمضان الكريم، المصادف لموسم الاصطياف والعطلة المدرسية. وجاء في تعليمة وجّهها وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي للولاة، أن هذا البرنامج الذي سيتم إعداده يرمي إلى ترقية نشاطات ترفيهية وثقافية وفنية بغرض نشر قيم المواطنة في أوساط الشباب في إطار موسع يشمل كافة الشركاء المحليين المعنيين. البرنامج المقرر أن يدوم طوال موسم الاصطياف، سيضع تحت تصرف الشباب، تشكيلة متنوعة من النشاطات الترفيهية الكفيلة بسد الفراغ، الذي يهدد الصحة العقلية للشباب والأطفال، ليكون طبقا لما جاء في التعليمة، "كفيلا بتوجيه الشباب نحو مجالات تربوية ورياضية تحد من أخطار الميول إلى التصرفات العنيفة أو السلوكات غير الحضارية التي تهدد راحة بال المواطن والنظام والأمن العموميين".

ولتحقيق هذه الغاية دعت وزارة الداخلية والجماعات المحلية السلطات والشركاء المحليين المعنيين، إلى تنصيب مجموعة عمل مكلفة بتحديد مضمون هذا البرنامج بشكل يتماشى مع خصوصيات كل منطقة؛ من أجل منح الشباب بدائل متنوعة، من شأنها أن تحول الفضاءات العمومية إلى أماكن ترفيهية، على أن يرأس كل من الوالي والوالي المنتدب ورئيس الدائرة ورئيس المجلس الشعبي البلدي، مجموعات العمل التي تضم ممثلين عن الحركة الجمعوية والناشطين في قطاع الثقافة والشباب والرياضة. كما ذكرت التعليمة بأنه سيتم الاستعانة في إعداد هذه البرامج، بأطباء نفسيين، ولا سيما منهم التابعون لمصالح الدرك والأمن الوطنيين، إلى جانب شخصيات ذات خبرة في المجال "أو أي شخص يتمتع بمهارات، وقادر على تقديم مساهمته في إثراء هذا البرنامج الذي يخدم المصلحة الوطنية". وزير الداخلية ركز في تعليمته أيضا على ضرورة تأطير هذه التظاهرات من قبل السلطات المحلية، حاثا هذه الأخيرة على تعزيز حضورها لإبراز أهمية الحدث وكذا الاهتمام الخاص الذي توليه السلطات العمومية لهذه الشريحة من السكان، "والتي تمثل إحدى النقاط الهامة في برنامج عمل رئيس الجمهورية". 

كما دعا الوزير إلى إحصاء المنشآت العمومية التابعة لقطاعات التربية والتكوين المهني والثقافة والرياضة، والتي ستقوم  بموجب اتفاقيات، بفتح أبوابها للشباب لاحتضان تنظيم وسير هذه التظاهرات ليلا ونهارا، "مع الحرص على وضع جهاز يضمن أمن هذه الفضاءات". وأوصى الوزير من جهة أخرى، بتنظيم بطولات بين الأحياء ومسابقات أخرى في مجال الثقافة والموسيقى والرياضات الجماعية والفردية، والحرص على تتويج هذه التظاهرات بتسليم جوائز رمزية لتشجيع روح التنافس. ولفت في سياق متصل، إلى أنه "من المهم عدم تهميش الفتيات في البرامج التي تم تسطيرها، مع تنظيم نشاطات متنوعة في مجالات ترضي أذواقهن وتلبي احتياجاتهن، داعيا، في نفس الصدد، إلى تنظيم حصص وموائد مستديرة عن طريق الإذاعة المحلية، "من شأنها أن تحقق انسجاما بين الصالح العام والخاص".