يقوم الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، بزيارة إلى روسيا بداية من 27 افريل المقبل، تلبية لدعوة من نظيره الروسي دميتري مدفيديف. وسيتم خلال هذه الزيارة بحث مشاريع مشتركة في قطاع الطاقة والصناعة والبنية التحتية للمواصلات والتقنيات المتقدمة والزراعة، فضلا عن مجالات أخرى. جاء ذلك في بيان للمكتب الصحفي لمجلس الوزراء الروسي، أمس، الذي أشار إلى أنه سيتم خلال هذا اللقاء النظر في سلسلة من قضايا التعاون الروسي الجزائري، لاسيما المجالات التجارية-الاقتصادية والعلمية - التقنية والثقافية – الإنسانية". يذكر أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف زار الجزائر في أواخر شهر فيفري الماضي، واستعرض مع مسؤولي البلدين العلاقات الثنائية بين موسكو والجزائر، وآفاق توسيع التعاون في مجالات الطاقة ومرافق البنية التحتية والتكنولوجيات العالية. 

رئيس الدبلوماسية الروسية كان قد أكد عقب المحادثات التي أجراها مع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، عن تمسك بلاده والجزائر بإعلان هذه الشراكة الإستراتيجية. وقال في هذا الصدد "لقد قمنا بتحديد برامج ومشاريع ملموسة في مجال التعاون التجاري والاقتصادي والعسكري والتقني، كما اقترحنا أشكالا ملموسة للتعاون بين الوزارات وأوساط العمل لكلا البلدين. روسيا أكدت على لسان مسؤوليها اهتمامها بتطبيق الشراكة الإستراتيجية، بين البلدين لاسيما خلق الظروف المواتية لهذه الشراكة، بالنظر إلى المشاكل التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط اليوم. أما على المستوى الدولي فترحب موسكو بالجهود التي تبذلها الجزائر لتسوية الأزمات في ليبيا ومالي وبشكل عام في منطقة الساحل، مؤكدة "تطابق التحاليل والمقاربات الجزائرية والروسية فيما يخص تسوية هذه المشاكل". كما يتفق البلدان على ضرورة اعتماد تسوية أي أزمة دولية وفق معايير القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، فضلا عن احترام السيادة والوحدة الترابية لجميع الدول وتفادي أي تأثير على سياستها الداخلية.

للإشارة، تحتل الاستثمارات الروسية في مجال النفط والغاز مكانة مميزة في الجزائر. وفي هذا الصدد، سبق لرئيسة مجلس الاتحاد الروسي، فالينتينا ماتفيينكو، أن أعلنت العام الماضي عن اهتمام بلادها بالنفط والغاز في الجزائر وبناء وحدات طاقة جديدة والتنقيب عن الذهب والمعادن الأخرى، فضلا عن  بناء محطات لتشغيل منظومة "غلوناس" الروسية (نظام للملاحة بالأقمار الاصطناعية مبني على الراديو). العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجزائر وروسيا ليست جديدة، فالجزائر واحدة من أهم ثلاث دول في مؤشرات التجارة مع روسيا.