طباعة هذه الصفحة

غلام الله بخصوص تهجم «السلفية» على المرجعية الدينية

مؤامرة صهيونية تسربت من المشرق..

مؤامرة صهيونية تسربت من المشرق..
  • القراءات: 1636
❊زولا سومر ❊زولا سومر

أكد السيد بوعبد الله غلام الله رئيس المجلس الإسلامي الأعلى أن التهجم الذي تتعرض له المرجعية الإسلامية في الجزائر من طرف التيار السلفي مؤامرة يهودية، تسربت من المشرق العربي هدفها تفكيك المجتمع الإسلامي وزرع الفتنة.

وأوضح السيد غلام الله لدى استضافته أمس، في منتدى جريدة «الشعب» بمناسبة اليوم العالمي «للعيش معًًا في سلام» أن المذهب المالكي الذي يعد المرجعية الدينية للجزائريين يتعرض  لهجمات من طرف التيار السلفي «الذي يريد المساس بهذه المرجعية بترسيخ أفكار خارجة عن مبادئ الدين والسنة»، مشيرا إلى أن هذا التيار الدخيل على المجتمع الجزائري مستورد من المشرق الذي يريد أصحابه أن تتخلى الجزائر عن تعاليم الدين الصحيح الذي تعلمته.

وقال رئيس المجلس الإسلامي الأعلى إن الاختلاف في تفسير القرآن الذي يروج له التيار السلفي باطلا ولا يمكن أن يعتبر بأنه منهجية إسلامية «بل هو منهجية يهودية نابعة من الفكر اليهودي القائم على فكرة أن الحق لنا وليس لكم»، مؤكدا بأن هذا التفكير اليهودي مؤامرة تريد أن تتسرب إلى المجتمعات الإسلامية لتفكيكها وزعزعة استقرارها وضرب وحدتها باستغلال الدين كما حدث خلال العشرية السوداء بالجزائر وكما يحدث حاليا في اليمن.

ودعا السيد غلام الله الإعلام والجهات الفاعلة في المجتمع إلى التفطن إلى هذه المؤامرات الرامية إلى زرع الفتنة والتصدي لها «وحماية المنهج الديني الذي اتبعه علماءنا لأنهم لم يكونوا على باطل، والذي لا يجب التخلي عنه لاتباع ما تبناه الغير».

كما طالب المواطنين اتخاذ الحيطة والحذر وعدم التقيد بالفتاوى العشوائية التي تروج لها بعض الفضائيات الأجنبية والتي عادة ما تكون ـ حسبه ـ «منحرفة» ولا تتماشى مع مبادئ الدين الإسلامي، داعيا إلى اللجوء إلى الجهات المسؤولة المخولة بهذه الفتاوى للاستفسار عن أمر معين. وشدد رئيس المجلس الإسلامي على ضرورة مواصلة التحسيس والتوعية لحماية المرجعية الدينية الجزائرية التي تبقى مستهدفة خاصة مع الانتشار الواسع للتكنولوجيات الحديثة للاتصال وسرعة تداول المعلومات على مواقع التواصل الاجتماعي التي لا تمكن من تحصين أي مجتمع من التطرف الديني، داعيا المجتمع الجزائري إلى تحصين نفسه من هذا التطرف بالتزام الرشد والثقة في النفس والرضا والاقتناع بما هو عليه وتجنب التقليد الأعمى. وفي رده على سؤال يتعلق بالجدل القائم حول إلغاء مادة التربية الإسلامية من البرنامج الدراسي، أشار السيد غلام الله إلى أن النقاش الدائر حول هذا الموضوع، يقوده أشخاص ليسوا أساتذة ولا مختصين في قطاع التربية ولا أولياء التلاميذ، ويراد منه التشويش على الحقيقة، مشيرا إلى أن هذا المطلب يخرجنا عن النهج السليم وعما نص عليه الدستور الذي كرس «الإسلام دين الدولة»، وهو ما يؤكد ـ حسبه ـ أهمية الإبقاء على هذه المادة لأنها تربوية وتعرف الطفل في المدرسة بدينه.

كما حذر المتحدث من مغبة الوقوع في فخ محاولات ضرب الوحدة الوطنية من طرف بعض الجهات التي تعمل ـ حسبه ـ على تغذية الفتنة من خلال موضوع اللغة الأمازيغية الذي أثار ضجة كبيرة حول طريقة كتابتها. حيث رد السيد غلام الله على مؤيدي الأمازيغية ومعارضيها بالقول «مهما اختلفت اللغة المستعملة، فإن القاسم المشترك الذي يجمعنا هو الدين الإسلامي»، مضيفا بأن «الأمازيغية كانت موجودة قبل العربية في الجزائر وأن الأمازيغ هم من طوّروا العربية واستعملوها عند دخولها وساهموا في تنميتها ونشرها».

وخلص المتحدث إلى ضرورة اعتماد أسلوب الحوار في النقاش بعيدا عن كل أشكال التعنت وأساليب العنف للعيش معا في سلام، مشيرا إلى أن العيش في سلام نابع من ثقافة احترام كرامة الغير وتقدير المصلحة العليا للأمة.