رئيس الجمهورية يؤكد على تحقيق الطفرة الاقتصادية دون الإضرار بذوي المداخيل الضعيفة

الخيار الاجتماعي التضامني لا رجعة فيه

الخيار الاجتماعي التضامني لا رجعة فيه
  • القراءات: 515
مليكة /خ مليكة /خ

شدد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أمس، على ضرورة الارتقاء بالاقتصاد الوطني والمؤسسات والجامعات إلى معايير الامتياز والتنافسية العالمية، مؤكدا أنه "لا مناص لنا أن نتأقلـم مع التحولات و البقاء، في ذات الوقت على منهجنا من حيث السياسة الاجتماعية و التضامن الوطني". و أشار رئيس الجمهورية إلى أنه أوعز للحكومة تقدير الرهانات لتحديد المحاور الكبرى لمسعى مهيكل على المدى الطويل، قصد تحديث النسيج الصناعي والارتقاء به إلى مستوى المقاييس الدولية في مجال التنافسية والامتياز التكنولوجي.

وأكد الرئيس بوتفليقة، في رسالة بعث بها بمناسبة إحياء الذكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات، قرأها باسمه وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح، في ولاية وهران التي احتضنت الاحتفالات الرسمية، أن بعث الاقتصاد الوطني وتنويع مداخيل البلاد، "هدف يجب أن  يتحقق في ظل المحافظة على التضامن الوطني"، مشيرا إلى أن المكاسب الاجتماعية والتخفيض المتواصل  لمستوى البطالة وعديد الانجازات الاجتماعية والاقتصادية، لم تكن لتتحقق  لولا استرجاع السلم والاستقرار اللذين تمتعت بهما البلاد.

وإذ أبرز أهمية مجابهة التحديات لاسيما الاضطرابات المتواترة على الحدود ذكر الرئيس بوتفليقة، بالأولويات التي يتوجب على كل مواطن أخذها محمل الجد، من خلال تبنّي مقاربات مبنية على اليقظة و الحذر المتواصل، بما يترتب عن ذلك من تكاليف اقتصادية يجب إدراكها من قبل الجميع، وتبنّي سياسة التقتير المطلوب، في صرف الموارد والمضي قدما في السياسة الإصلاحية.

من هذا المنطلق شدد رئيس الدولة، على ضرورة أن تتصرف الحكومة بعمق في الحوكمة الاقتصادية لهياكل الدولة والمؤسسات العمومية، من خلال توفير شروط التناسق للمسارات الصناعية وتشجيع حركيات الاندماج العمودي لسلاسل القيم وذلك بتحفيز الابتكار وتكثيف فرص التفاعل والتكامل.

وفي ظل المعطيات الجديدة التي يعرفها الواقع الاقتصادي للبلاد، دعا رئيس الجمهورية إلى ضرورة إزاحة الصورة النمطية التي لطالما لازمت الاقتصاد الوطني، معتبرا من غير الجائز، أن تكتفي الجزائر بدور المصدر للنفط "بل يجب عليها أن تعم عبقريتها الوطنية لكي تفرض نفسها كفاعل اقتصادي ناجع وتنافسي، بهدف تقليص هشاشتها أمام التقلبات الطارئة للأسواق النفطية وتجعل من الثروة المتمثلة في المحروقات أداة حقيقية لتنمية البلاد. 

كما أبرز الرئيس في نفس السياق ضرورة تحديد السبل والوسائل الكفيلة بتحقيق طفرة اقتصادية، في ظل اضطراب الأسواق النفطية وتداعياته على التوازنات الكبرى، مشيرا إلى أن هذه العوامل تجبر الجزائر على إخراج اقتصادها من التبعية لإيرادات النفط والتوجه إلى تنويع مصادر مداخيلها من  خلال استدرار الثروة.

في هذا الإطار يرى رئيس الدولة، أن شساعة التراب الوطني تملي على الدولة سياسة تنمية ابتكارية تهتم بالعدالة الاجتماعية، حيث قال في هذا الصدد بأن "العدالة الاجتماعية يتعين تحقيقها في ظروف استثنائية من خلال انتهاج الصرامة وأخلقة الحوكمة"، مبرزا العناية البالغة التي يوليها لهذه المسائل  الإستراتيجية.   

وإذ أشار إلى أن نفوذ الدول أصبح اليوم يقوم على قدرتها على الاستباق وتنافسية اقتصادياتها الوطنية القائمة على البحث والتطوير، أكد الرئيس بوتفليقة بأنه "لا بقاء سوى للمتفوقين أولئك القادرين على  استشراف المستقبل والاستعداد لصنعه"، مجددا التزامه بالمناسبة بالعمل على تذليل الصعاب ومواصلة الطريق نحو الرقي، لاسيما في إطار اهتمامه الخاص بفئة الشباب، التي دعاها إلى الإسهام في مهمة البناء الوطني ومغالبة تحديات الحاضر وبناء جزائر الغد.

وبالنسبة لرئيس الجمهورية، فإن الإمكانيات البشرية التي تحوزها الجزائر كفيلة بتحقيق الأهداف المرجوة، من منطلق أن رأس المال البشري هو "مفتاح النجاح والعلامة الدالة على قوة الأمم".

كما شدد في رسالته على ضرورة إحياء الرمزية النوفمبرية لترسيخ حب الوطن في أذهان الشباب الجزائري، وحثه على الإبداع والابتكار والتنافسية والطموح إلى التفوق، لافتا في هذا السياق إلى أنه كلف الحكومة بإدراج بعث الإقتصاد الوطني صوب هذا المنحى، ليعبئ القوى الحية للبلاد ويعتمد على طاقة الشباب.

ولم يفوت الرئيس بوتفليقة التذكير بتضحيات وأفضال أبناء الوطن من عمال وعاملات، حيث وجه لهم التحية، مثلهم في ذلك مثل النساء والرجال الذين تحدوا العنف الإرهابي وضحوا بأرواحهم "في سبيل  إنقاذ الوطن وإخراجه من تلك المحنة التي اعتورته".

سيدي سعيد: الجزائر في مقدمة الدول التي تتبنّى لغة الحوار

من جهته أكد الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي سعيد، أن الجزائر في مقدمة الدول التي تتبنّى لغة الحوار الذي هو "مفتاح الحل لكل المشاكل مهما كانت صعوبتها"، داعيا كل النقابين والنقابيات إلى "الابتعاد عن لغة العنف التي لها عدة أوجه".

وبعد أن أشار إلى أن "الشعب الجزائري عرف نتائج العنف التي عاشها خلال العشرية السوداء" أوضح سيدي سعيد، في كلمته خلال اللقاء الاحتفالي أن "الاتحاد العام للعمال الجزائريين فخور بأسلوب الحوار والتشاور الذي عد ـ حسبه ـ صورة لا توجد في أي دولة أخرى.

وذكر المسؤول النقابي بأن التضامن منح الجزائريين الاستقلال وقهر الإرهاب، مؤكدا بأن الاتحاد العام للعمال الجزائريين الذي يعد من بناة الجزائر وليس من دعاة العنف، تبقى مواقفه صارمة ونبيلة كما يبقى يساند رئيس  الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة.

وإذ شدد على ضرورة المحافظة على الأمن والاستقرار الذي تنعم  به الجزائر بفضل رئيس الجمهورية، دعا سيدي سعيد، كل الجزائريين والجزائريات للمحافظة على هذا المكسب المحقق بالحوار والإخوة  والاتحاد والتضامن، مشيدا بالمناسبة بالمجهودات المبذولة من قبل الجيش الوطني الشعبي وكل الأسلاك  الأمنية من أجل أمن واستقرار البلاد.

كما دعا سيدي سعيد، النقابيين إلى ترسيخ ثقافة تشجيع وترقية المرأة النقابية، وضمان مشاركتها بشكل كامل في جميع النشاطات النقابية، مشيرا إلى أن "هناك بعض الناس يريدون العودة إلى حقبة العشرية السوداء، غير أن الاتحاد لن يعود إليها مهما كانت الوسائل التي يريدون استعمالها".

في الأخير حيا الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، على كل المكاسب الاجتماعية المحققة لفائدة المتقاعدين والعمال ومختلف شرائح المجتمع المعوزة، وكذا لعديد المشاريع الاقتصادية  والاجتماعية التي سمحت بترقية وتطور البلاد، مع الإشارة إلى أنه تم بمناسبة الاحتفال بالذكرى المزدوجة تكريم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة من قبل النقابيين.