في أجواء من التفاؤل وحرص السكان على الإسهام في بناء الدولة

الاقتراع يتواصل عبر المكاتب المتنقلة بالجنوب

الاقتراع يتواصل عبر المكاتب المتنقلة بالجنوب
  • القراءات: 394
م.خ م.خ

يواصل الناخبون بمناطق الجنوب الكبير، عملية التصويت في إطار الانتخابات المحلية، عبر المكاتب المتنقلة التي سخرتها السلطات المحلية؛ من أجل ضمان السير العادي لهذه العملية، وتمكين سكان المناطق النائية بالولايات المعنية، بالإدلاء بأصواتهم لاختيار ممثليهم الجدد في المجالس البلدية والولائية.

ويؤدي الناخبون بالمناطق الريفية والنائية بأقاليم بلديتي أم العسل وتندوف، واجبهم الانتخابي في أجواء يطبعها التفاؤل، إذ لم تثن التضاريس والمسالك الوعرة وبرودة الطقس، المواطنين عن الإقبال  وبكثافة على مكاتب الاقتراع لأداء هذا الواجب الذي اعتبروه «أكثر من ضروري في هذا الظرف».

في هذا الإطار أشار الشاب محمد بن طوبة، وهو مربي مواش بعد الإدلاء بصوته بأحد المكاتب المتنقلة بضواحي تندوف، أشار إلى أن «هذه الانتخابات تُعد بمثابة عرس وطني وانتصار جديد للجزائر في ظل الدستور الجديد»، فيما عبّرت، من جهتها، السيدة أم العيد (أرملة) عن فرحتها بهذه الاستحقاقات، التي «ستتيح لها فرصة التعبير عن تطلعاتها لبناء دولة القانون»، على حد تعبيرها.

بدوره، لم يتخل السيد خليهلنا (78 سنة) أحد سكان منطقة غار جبيلات، عن أداء واجبه والتعبير عن خياره، داعيا بالمناسبة كافة المواطنين إلى «أن لا يتأخروا عن أداء واجبهم وعدم ترك الفرصة للمتربصين بالبلاد».

من جهتهم، عبّر عدد من ممثلي الأحزاب السياسية المشاركة في هذه المحليات والمرافقين للمكاتب المتنقلة، عن ارتياحهم للأجواء التي تسود عملية الاقتراع والإقبال الكبير للناخبين.

وذكر منسق الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات بتندوف محمود  شراد، أن الأمور تسير بوتيرة جيدة في ظل توفر كل الشروط الضرورية لإنجاح هذا الموعد الهام، «على الرغم من تسجيل نقص في عدد المراقبين على مستوى المكاتب الانتخابية المتنقلة».

ويواصل الناخبون بالمناطق النائية والقرى البعيدة التابعة لبلديات تمنراست بدورهم، عملية التصويت على مستوى المكاتب المتنقلة في أجواء تنظيمية محكمة، حيث أوضح رئيس المكتب المتنقل لقرية آراك ومولاي لحسن عبد القادر أمنكاد، أن عملية التصويت تجري في ظروف جيدة وسط إقبال مكثف للمواطنين على هذا المكتب الذي يحصي 824 ناخبا من البدو الرحل، مقسَّمين ما بين قرية آراك ومولاي لحسن وما جاورهما.

كما يواصل سكان المناطق النائية ببلدية أدلس بكل من هيرافوك ومرتوتك وأمقيد، أداء واجبهم الانتخابي في ظروف عادية، حيث تجوب  قوافل المكاتب المتنقلة قرى ومناطق تواجد البدو الرحّل المنتشرين عبر جهات متباعدة لا تقل مسافة الوصول إليها عن 1220 كلم.

نفس الأجواء تطبع العملية الانتخابية بالمكاتب المتنقلة بولاية إيليزي، حيث تتواصل عميلة التصويت في ظروف عادية، وفق ما أوضح مدير التنظيم والشؤون العامة بالولاية سعد لزهاري، الذي أشار إلى أنه قصد تعزيز منظومة الاتصال بين رؤساء المكاتب المتنقلة والخلية المركزية. وتم تزويد هذه المكاتب بأجهزة اتصال حديثة جدا، لتقديم الوضعية بصفة مستمرة.

من جهته، أكد منسق الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات بإيليزي غومة محمد، عدم تسجيل مصالحه أي إخطار إلى حد الآن، مضيفا أن عملية الاقتراع تتواصل في ظروف عادية، حيث تم تسخير كافة الإمكانيات المادية والبشرية لإنجاح هذا الاستحقاق. 

في نفس السياق ذكر رئيس حي تماجرت بإيليزي بيود محمد عقب الإدلاء بصوته، أن تأديته واجبه الانتخابي ‘’يُعد حقا مكفولا دستوريا لاختيار ممثليه في هذه الانتخابات المحلية التي يعلق عليها سكان المناطق النائية آمالا كبيرة في تحسين الظروف المعيشية».

كما واصل سكان المناطق النائية بسبع بلديات تابعة لولاية أدرار، عملية التصويت عبر 11 مكتبا متنقلا لاختيار ممثليهم بالمجالس الشعبية البلدية والمجلس الشعبي الولائي.

وتواصلت العملية نفسها بالمناطق النائية لولاية النعامة، حيث تم تسخير 16 مكتبا متنقلا للبدو الرحّل عبر المناطق الرعوية الحدودية والجنوبية المتناثرة بالولاية، والتي تضم إجمالا 12548 مسجلا موزعين على 8 بلديات يؤطرها 112 عونا.

وتتوزع هذه المكاتب التي تتيح للمسجلين بها أداء واجبهم 48 ساعة قبل موعد الانتخابات المحلية على بلديات النعامة والبيوض والقصدير وعين الصفراء وتيوت ومغرار وعسلة وصفيصيفة.

وحرصت الإدارة العمومية على توفير كافة الإمكانيات التنظيمية، حتى يتسنى للمواطنين المعنيين الانتخاب في أحسن الظروف، فيما يرافق كل مكتب اقتراع متنقل مراقبان اثنان لمتابعة مجريات التصويت تم اختيارهما من بين ممثلي المترشحين في قوائم الأحزاب السياسية والقوائم الحرة المشاركة في هذا الاستحقاق، وفق ما أكد منسق المداومة الولائية للهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات.