النّفط يقترب من أعلى مستوى له خلال 5 أشهر

«أوبك» تدرس عدة خيارات منها تخفيض الإنتاج مجددا

«أوبك» تدرس عدة خيارات منها تخفيض الإنتاج مجددا
  • القراءات: 490
حنان/ح  حنان/ح

اقترب النفط من أعلى مستوى في خمسة أشهر أمس، بعدما أظهرت بيانات جديدة أن منتجين رئيسيين في الشرق الأوسط خفضوا الإمدادات تماشيا مع اتفاق منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" يهدف إلى إنهاء تخمة المعروض من الخام. ووصل سعر مزيج برنت إلى 55.79 دولارا للبرميل مقتربا من أعلى مستوى في خمسة أشهر عند 55.99 دولارا خلال تعاملات الصباح، قبل أن يتراجع قليلا إلى مستوى 55.35 دولارا في التداولات المسائية.

وسجل الخبراء تحسن المعنويات منذ الأسبوع الماضي، حين رفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للطلب في عام 2017، وقدرت (أوبك) أن العالم سيحتاج مزيدا من الخام العام المقبل، كما ساهم تصريح وزير النفط العراقي جبار اللعيبي، أمس، في هذا الاتجاه التصاعدي بعد أن قال بأن العراق ثاني أكبر منتج في (أوبك) خفّض الإنتاج بنحو 260 ألف برميل يوميا، متجاوزا التخفيضات التي تعهد بها في الاتفاق. لاسيما وأن تصريحاته جاءت بعد يوم من صدور بيانات رسمية أظهرت أن صادرات الخام السعودية هبطت لأقل مستوى في ثلاثة أعوام، ما يبرز التزامها بتخفيضات الإنتاج.

وبرأي محللين فإنه من أسباب انتعاش الأسعار هذه الفترة عودة التوازن إلى السوق بأسرع من التوقعات رغم استمرار انتعاش الإنتاج الأمريكي، الذي يستفيد من ارتفاع الأسعار. إضافة إلى احتمال زيادة الطلب على النفط الخام، وهو الأمر الذي يدفع وكالة الطاقة وإدارة معلومات الطاقة ومنظمة (أوبك) لمراجعة توقعاتها بشأن الطلب على النفط بالرفع مجددا حتى في سوق الولايات المتحدة. كما أن الضغوط على عدد من المنتجين مثل فنزويلا ونيجيريا وليبيا والمكسيك التي تشهد جميعها انخفاضات في الإنتاج يحدث توازنا، حيث يرتفع حجم الصادرات الأمريكية النفطية إلى أسواق أجنبية بأسعار مرتفعة مما يضغط على الإنتاج المحلي وقد يحد من ارتفاعه، كما أن تلك الصادرات قد تأثرت بشكل سلبي من عاصفة هارفي.

ويجمع الخبراء على أن التزام دول (أوبك) باتفاق التخفيض عرف تطورا ملحوظا في الأيام السابقة، وهو ما يعد مؤشرا ايجابيا عشية لقاء الجمعة المقبل، للجنة التقنية التي تشارك فيها الجزائر إضافة إلى كل من فنزويلا والكويت وروسيا وسلطنة عمان، خاصة إذا ما تأكد حضور وزير النفط النيجيري ورئيس مؤسسة النفط الليبية في الاجتماع، حسبما ذكرته وكالة رويترز نقلا عن مصادر.

حيث أوضحت أن مصدرين في منظمة (أوبك) كشفا لها أنه من المرجح أن يحضر وزير النفط النيجيري إيمانويل ايبي كاتشيكو، ورئيس مؤسسة النفط الليبية مصطفى صنع الله، اجتماعا مشتركا بين (أوبك) ودول منتجة غير أعضاء بالمنظمة يوم الجمعة، لبحث التقدم في اتفاقهما لكبح الإنتاج.

مع العلم أن نيجيريا وليبيا مستثنتان من الاتفاق ويعمدان إلى زيادة إنتاجهما، وهو ما يضغط على الأسعار مما أثار المزيد من الحديث حول ضمهما إلى الاتفاق.

وصرح وزير النفط العراقي أمس، إن (أوبك) ومنتجين آخرين للنفط يدرسون عدة خيارات بشأن اتفاقهم لخفض الإنتاج بما في ذلك تمديد الاتفاق وتنفيذ خفض آخر، لكن من السابق لأوانه اتخاذ قرار بشأن ما يتعين القيام به بعد مارس أي حين ينتهي أجل الاتفاق.

وقال جبار اللعيبي، خلال مؤتمر للطاقة في الإمارات أن بعض منتجي النفط يعتقدون أنه يجب التمديد لثلاثة أو أربعة أشهر، فيما يرغب آخرون في تمديد الاتفاق حتى نهاية 2018 بينما يعتقد البعض، ومن بينهم الإكوادور والعراق، بأنه يجب أن تكون هناك جولة أخرى من تخفيضات الإنتاج، رغم إقراره بأنه لا حاجة حاليا لمزيد من تخفيضات الإنتاج.

وحسب رويترز فإن (أوبك) بحثت خفض إنتاجها من النفط بنسبة تتراوح بين 1 و1.5 بالمائة إضافية حينما اجتمعت في ماي الماضي، وقد تعيد دراسة المقترح إذا ظلت المخزونات مرتفعة وواصلت الضغط على الأسعار.