قال إن بعض المشاريع المماثلة "مزايدة سياسية".. مهماه لـ"المساء":
الممر الجزائري للهيدروجين رؤية شاملة للتعاون الإقليمي

- 223

❊ الجزائر ستكون قطبا للإنتاج الأولي للهيدروجين الأخضر
أكد الخبير الاقتصادي بوزيان مهماه أن "الرواق الجزائري" لإنتاج وتصدير الهيدروجين يحظى حاليا بالاعتراف الرسمي من قبل هيئات الاتحاد الأوروبي كمشروع ذي مصلحة مشتركة، وليس مجرد فكرة معروضة تبحث عن جلب الانتباه، وهو ما يفسّر حضور ممثلي مفوضية الاتحاد الأوروبي وسويسرا بصفتها ملاحظا في أشغال الاجتماع الوزاري الأول لوزراء الطاقة المعنيين بمشروع ممر الهيدروجين الجنوبي، الذي انعقد بالعاصمة الإيطالية روما يوم الثلاثاء.
قال الخبير مهماه، أمس، في تصريح خصّ به "المساء" غداة التوقيع على الإعلان المشترك للنوايا السياسية بين البلدان المعنية بـ«مشروع ممر الهيدروجين الجنوبي"، أن أهمية الأخير تبرزها أحد التقديرات الأوروبية للطلب على الهيدروجين في آفاق 2050، والتي صمّمت وأعدت بالاعتماد على رؤية الشركة الإسبانية سيبسا.
وتبيّن هذه الدراسة وفقا لقراءة محدثنا أن ألمانيا ستكون في حالة عجز كبير في الموازنة بين حجم الإنتاج المحلي من الهيدروجين، والذي جرى تقديره بأنه سيكون في حدود (730 تيراواط ساعي)، والطلب عليه في السوق الألمانية والذي يتوقع أن يصل إلى (1070 تيراواط ساعي)، بما يستوجب على ألمانيا السعي لاستدراك هذا النقص عن طريق الاستيراد، والذي سيكون في مستوى (340 تيراواط ساعي)، أي ضعفي حجم إمداد أوروبا من الهيدروجين الأخضر المنتج سنويا في الجزائر وتونس (بما يصل إلى 163 تيراواط ساعي) في آفاق 2030، والذي سيتدفق عبر ممر الهيدروجين الجنوبي .
وأوضح الخبير أن إيطاليا التي لن تعرف نفس حالة العجز الألمانية، ستكون بمثابة مركز تجميع وتوزيع وإعادة الإمداد نحو أوروبا الجنوبية والوسطى، وفي المقابل ستكون الجزائر مركز قطب للإنتاج الأولي للهيدروجين الأخضر.
وفي نفس مضامين تقديرات هذه الخارطة لتوازن العرض والطلب على الهيدروجين في فضاء الاتحاد الأوروبي في آفاق 2050، أشار الخبير إلى أن العرض المحلي لطاقة الهيدروجين في شبه جزيرة أيبيريا سيتجاوز مقدار الطلب عليه بما يقارب ستة أضعاف، بما يقلّل من فرص ولوج حجوم أخرى من الهيدروجين للسوق الأوروبية المتأتية من الجهة الغربية لإفريقيا، مع حسن تموقع الجزائر من خلال العمل على تجسيد مسعى إقامة هذا الممر بين سوناطراك الجزائرية والشركة الإسبانية سيبسا، وهو ما يؤكد وفقا للخبير مهماه، أن ممر الهيدروجين الجنوبي الذي يمتد من الجزائر نحو أوروبا، لم يعد مجرد خطاب للاستهلاك، وإنما مشروع فعلي بدأت أولى خطواته الميدانية بتوقيع إعلان النوايا السياسية، حيث يعد، حسب محدثنا، "رؤية شاملة للتعاون الإقليمي والدولي"، ويثبت أن الجزائر ليست فقط لاعبا رئيسيا في مشهد الطاقة العالمي، بل أكثر من ذلك شريكا استراتيجيا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والتحوّل الطاقوي.
وقال الخبير مهماه إن ما ينشر من أطراف أخرى حول مشاريع مماثلة لا يتم من باب "المنافسة التجارية" بل يتم تعاطي ذلك من زاوية "المزايدة السياسية" لا أكثر ولا أقل، لافتا إلى أن أحد العوامل الرئيسية التي تجعل مشروع ممر الهيدروجين الجنوبي مميزا هو التكلفة التنافسية لإنتاج الهيدروجين، التي ستنخفض إلى 1.4 يورو بحلول عام 2040، مما يجعل المشروع الأكثر تنافسية مقارنة بالممرات الأخرى المقترحة.