معارض العسل... هل هي خالية من الغش؟

معارض العسل... هل هي خالية من الغش؟
  • القراءات: 1117
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أصبح معرض العسل ومشتقاته من أهم المواعيد التي تعطيها غرف الحرف والصناعة التقليدية لمواطنيها، في دورات تنظمها عبر مختلف بلديات العاصمة، كان آخرها ببلدية باب الزوار، عرض خلالها المختصون أنواعا مختلفة من العسل الذي لا تعد منافعه ولا تحصى..

لا يزال سوق العسل يشكل نوعا من الهاجس للكثيرين، الذين أصبحوا يتخوفون من اقتناء ذلك المنتج، في ظل الغش الذي طال الكثيرين، خاصة أن هناك من يوهمون الزبائن بأنه عسل طبيعي وخالص، إلا أنه في حقيقة الأمر مغشوش ومضاف إليه عسل اصطناعي، هذا ما يدفع بالكثيرين إلى العزوف عن اقتناء هذه المادة من عند منتجيها، وهو ما تضمنه المعارض المختصة التي ينزل فيها مربي النحل العسل مباشرة من صناديقه المستقرة في قلب الطبيعة،  ليقابل الزبون في تلك المعارض ويطمئنه بأن ذلك العسل طبيعي مائة بالمائة..

وهي القاعدة التي ركز عليها زوار معرض العسل الذي اختتم مؤخرا بدائرة الدار البيضاء، حيث أوضح الكثير منهم خلال حديثهم لـ«المساء»، أن هناك مواد تعتبر ذات استهلاك واسع في الجزائر لفوائدها العظيمة، على رأسها العسل وزيت الزيتون، وباعتبار أنهما سوقان يعرفان انتعاشا واسعا، حاول الكثير من الدخلاء انتهاز تلك الفرص للقيام ببعض التجاوزات دون ضمير، وهو عرض منتجات غير طبيعية بسعر المواد الطبيعية، وتقديمها للزبون دون حرج، هذا الأخير الذي عادة ما لا يفقه في أسس اختيار المنتج الأصلي والطبيعي، فيقع ضحية هؤلاء التجار باقتناء مواد «لا فائدة فيها» بأسعار خيالية، لاسيما أنه سوق عرف منافسة شديدة من المنتجات المحلية والأجنبية..

اقتربنا خلال تجولنا في المعرض الذي شهد أكثر من 15 حرفيا ومربي نحل، من سمير، من عائلة مختصة في تربية النحل بولاية المدية منذ 10 سنوات، قائلا بأن الغش تصرف حرمه الله، لكن رغم ذلك ودون ضمير يعتمده الكثيرون الذين يدعون جودة المنتج، إلا أنه في حقيقة الأمر لا يساوي السعر الذي يبيع به، فضلا على انعدام الفائدة منه، وأسوء ما في الأمر هو الغش في العسل وزيت الزيتون، اللذان يعدان للعلاج قبل كل شيء، فإذا تأملنا سعرهما المرتفع، نجد أن الأغلبية الذين يقتنونه ليس لمذاقه الجيد فقط، وإنما يكون ذلك غاليا للعلاج، باعتبارهما مادتين لهما منافع عظيمة، منها المعروفة ومنها التي لا نزال نجهلها. وأضاف سمير أن الاقتراب من الزبون أصبح يطمئنهم أكثر عن جودة المنتج، وهو الحال بالنسبة لزيت الزيتون، حيث أصبح الكثيرون يتقربون من المعاصر مباشرة لاقتناء الزيت، ونفس الشيء بالنسبة للعسل، حيث أنه اليوم، كل مربي نحل له زبائنه، ودائما بعد عملية جمع العسل من الخلية التي تتم في فترات محددة، يترك لبعض الزبائن ـ بعد طلب منهم ـ نصيبهم من العسل، لثقتهم الكبيرة بالمنتج. وأشار المتحدث إلى أن هذه الثقة هي بمثابة الأمانة لدى المنتجين الحقيقيين الذين لا يمكنهم غدر تلك الثقة أو خيانتها، ويقدمون أحسن المنتجات وأجودها، ويلجأ البعض إلى التعامل مع الزبائن كأفراد العائلة، إذ يقدم لهم أحسن ما لديهم من منتجات..