طباعة هذه الصفحة

السيدة مسعودة وقصتها مع حرفة الحلفاء

كنز لابد من المحافظة عليه

كنز لابد من المحافظة عليه
  • القراءات: 1009
 ح.بوبكر ح.بوبكر

تعد السيدة مسعودة مثالا للمرأة القوية، استطاعت بفضل إرادتها التمسك والحفاظ على حرفة الحلفاء، ولازالت تحافظ على هذا الإرث خوفا من زواله. ورغم تقدمها في السن، إلا أن عزيمتها وتشبعها بحب الحرفة واتسامها بروح مرحة والسعادة الدائمة، زادها إصرارا وإيمانا بهدفها.

تحدثت «المساء» إلى الخالة مسعودة البالغة من العمر 61 سنة، التقتها في معرض الصناعات التقليدية مؤخرا بدار الثقافة «مصطفى خالف» بسعيدة، وهي تعرض منتجاتها من صناعة الطين والحلفاء بتشكيلة مختلفة من التحف الفنية الرائعة المزاوجة بين الحداثة والأصالة بلمستها الخاصة، حيث نالت إعجاب الكثير من زوار دار الثقافة،  على غرار الطبق والكسكاس، السجاد، القفة وغيرها من الأواني التراثية التي تعد كنزا من كنوز الولاية خلال السنوات الماضية.

ما تقدمه هذه الحرفية، يشكل تراثا ماديا أصيلا، يرسم الهوية المحلية لسكان المنطقة. وحول هذه الحرفة، تقول السيدة مسعودة بأنها تعمل في حرفة الحلفاء منذ نعومة أظافرها، كما تعتبرها مفخرة ووجها من أوجه الإرث التاريخي والحضاري للمنطقة، الأمر الذي جعلها تسعى جاهدة للحفاظ عليها. كما أنها اعتمدت عليها في إعالة أسرتها، وعملت منذ صغرها على التشبّث بها لحمايتها من الاندثار ونقلها للأجيال القادمة. وأكدت أنها تعمل على تلقين الحرفة للفتيات اللائي تستهويهن، تجنّبا لزوالها، حتى تبقى هذه الصناعة التقليدية متوارثة أبا عن جد وصامدة،  معتبرة الحرف اليدوية كنزا ومكسبا للفرد يرافقه مدى الحياة للاسترزاق منه، حيث تسجل حضورها الدائم في المعارض، وحازت على شهادات تقدير وعرفان في مناسبات كثيرة.

أشارت الحاجة إلى أنها لا تعاني من أية مشاكل تذكر   فيما يخص التسويق، وترى أن حرفتها لا تحتاج إلى مكان معيّن للتسويق. وقد اختارت العمل والإبداع في المنزل، والمشاركة في مختلف المعارض من أجل تسويق منتجاتها. كما دعت كل الشباب والشابات إلى تعلمها، خصوصا أن الحلفاء تعد من أجود المواد الطبيعية المتوفّرة بالمنطقة، الأمر الذي يسهل عملية الحصول عليه، أملا في استمرارها وحمايتها من الزوال.

للتذكير، تختزن ولاية سعيدة الكثير من ممارسي هذه الحرف، لاسيما كبار السن من النساء في شتى المناطق، على غرار مناطق بلدية سيدي بوبكر وسيدي أحمد بعين الحجر وكذا الحساسنة.