يونس قرار خبير في تكنولوجيات الاتصال:

غياب الثقافة الإلكترونية أوقعنا في فخ إدمان الألعاب الخطيرة

غياب الثقافة الإلكترونية أوقعنا في فخ إدمان الألعاب الخطيرة
  • القراءات: 3920
ر. ب  ر. ب

يرى خبير في تكنولوجيات الاتصال يونس قرار في تصريح خاص لـ "المساء"، أن الألعاب التي يجري تداولها اليوم، تم تصميمها بطريقة جذابة، حيث تستغرق وقتا طويلا في اللعب، ما يقود مرتاديها إلى الإدمان، ومن ثمة التخلي عن واجباتهم. ولعلّ من أهم نتائج هذا الإدمان، حسب الخبير، "التخلي عن الواجبات اليومية، فنجد، مثلا، الأطفال يتخلون عن واجباتهم الدراسية، لانشغالهم بمتابعة مختلف المراحل، وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد، يقول، "وإنما تحولت، مثل هذه الألعاب، إلى لغة حديث يومي، يجري تداولها بين الشباب والأطفال، حول الأشواط التي قطعوها، والتحديات التي لازالت تواجههم، غير أن الخطورة تتمثل في مصممي مثل هذه الألعاب، الذين تجاوزوا الخطوط الحمراء، وبعد نجاحهم في الإيقاع بهذه الفئة في فخ الإدمان، انتقلوا إلى مرحة أخرى، وهي مطالبة اللاعبين بالخروج من الواقع، والدخول إلى عالم الألعاب، من خلال إقناعهم بأنهم فئة مختارة ومختلفة عن غيرها، ولا بد لهم من تنفيذ التعليمات، وهو ما حدث مع ابن ولاية سطيف، الذي اقتنع بكل التوجيهات التي قُدمت له إلى درجة إقدامه على قتل نفسه، بعد أن نجح في تخطي ما يزيد عن شهر كامل، كل المراحل، واقتنع بأنه حالة خاصة مهيأة لتنفيذ كل التعليمات والأوامر.

وحول كيفية مواجهة مثل هذه الألعاب الخطيرة التي تستهدف فئة حساسة من المجتمع ممثلة في الأطفال والشباب، أكد الخبير أن التعامل مع مثل هذه الألعاب، لا بد أن لا ينصبّ في محاربة الوسيلة أي التكنولوجيا، بل ينبغي التوجيه السليم لاستعمال الأنترنت، لأنها تملك دائما جانبا إيجابيا مفيدا، مشيرا إلى أن معالجة الظاهرة اليوم، تتم عبر ثلاثة مستويات، المستوى الأول وهو التقني، الذي يعني أنه في حال إذا كانت بعض المواقع والألعاب تشكل  خطرا، فلا بد من حجبها بطريقة قانونية، من خلال إصدار تعليمة لحجب المواقع التي يُفترض أن تقوم بها هيئة مشكّلة من عدة فاعلين، على غرار التربية والشؤون الدينية والاتصال، بما في ذلك جمعيات حماية المستهلك.

أما المستوى الثاني فيتمثّل في ضرورة نشر الثقافة الإلكترونية، بمعنى ـ يشرح الخبير ـ كيفية التعامل الجيد مع مثل هذه المحتويات، وهو أمر يعود إلى "تربية الأبناء وثقافتهم، وهو الخطأ الذي وقعنا فيه، لأننا مجتمع لا يملك ثقافة إلكترونية".

وبالمناسبة، دعا الأولياء إلى أن لا يحرموا أبناءهم من اللعب، وإنما ينبغي لهم مرافقتهم وتوجيههم لحمايتهم.

ويتمثل المستوى الثالث في الجانب القانوني، الذي  يدعونا إلى المطالبة بصياغة قوانين تعاقب من يتجرأ على الترويج لمثل هذه اللعب والمحتويات الخطيرة؛ كالمحتويات الخاصة بالشعوذة.