جمعية «مشعل الشهيد»

عرض تجربة تسيير دور أبناء الشهداء

عرض تجربة تسيير دور أبناء الشهداء
  • القراءات: 598
❊ رشيدة بلال ❊ رشيدة بلال

اختارت جمعية «مشعل الشهيد» أن تختم أسبوعها الثقافي والتاريخي، بتسليط الضوء على الإستراتيجية التي انتهجتها الدولة، ممثلة في وزارة المجاهدين للتكفل بأبناء الشهداء، من خلال رعايتهم بما كان يسمى بـ»دور أبناء الشهداء». اقتربت «المساء» ممن عاشوا في هذه الدور، وكذا من بعض المربين الذي أشرفوا على رعاية أبناء الشهداء وعادت بهذه الشهادات.

حدثتنا ابنة الشهيد السيدة مليكة عايب عن تجربتها قائلة «أذكر أنني عندما التحقت بالدار عقب الاستقلال، كان عمري لا يتجاوز العشر سنوات، وكنت البنت الوحيدة بين 15 طفلا، ومن ثمة تم نقلي من دار برج بونعامة إلى العاصمة، والتحقت بالدار الكائنة بحيدرة»، مشيرة إلى أنها رغم شعورها الدائم باليتم، إلا أن تواجدها في الدار محاطة بمربيات جعلها تنسى آلامها وتعيش حياة عادية، خاصة أن المربيات كن يحرصن على التكفل بكل الانشغالات، خاصة الصحية والتربوية، مردفة أن كل المتواجدين بالدار كانوا يلقبون مدير الدار أو المربي بـ»الأب»، لأنه كان يعاملهم معاملة الأب لأبنائه ويحرص على أن يتمتعوا بكل الضروريات التي تجعلهم يعيشون حياة عادية.

أكثر ما ظل عالقا في ذاكرة السيدة مليكة، لحظة خروجها عروسا من الدار،  والرعاية التي لاقتها فيها، حيث قالت «تكفّل مدير الدار بتزويجي وهيأ لي عرسا في غاية الروعة، واليوم أشعر بالفخر والاعتزاز لأن أبناء الشهداء لم يتخل عنهم وتم التكفل بنا على أكمل وجه».

من جهته، اعتبر ابن الشهيد موسى التواتي نفسه من المحظوظين، كونه تربى في دور أبناء الشهداء، حيث قال في معرض حديثه لـ»المساء»، بأنه ينتمي إلى عائلة ثورية، قدّمت أكثر من 14 شخصا في سبيل استقلال الجزائر، ويذكر أنه عندما التحق بالدار لم يتجاوز سنه الخمس سنوات، غير أنه كان يشعر بأنه محاط بالدفء العائلي في أحضان المربيات والمربين الذين بذلوا كلّ ما في وسعهم من أجل تأمين الرعاية التامة لهم، مشيرا إلى أنّ أكثر ما يفخر به هو أنّ الدولة الجزائرية أخذت على عاتقها مهمة التكفل بأبناء الشهداء، وحرصت على جمعهم ورعايتهم والسهر على تعليمهم.

علّمنا أبناءنا الروح الوطنية 

من جهته، حدثنا المربي محمد كشود، مجاهد ومدير بدار أبناء الشهداء، عن تجربته في الإشراف على رعاية أبناء الشهداء بالقول «أشرفت على دار كانت  تضمّ كل أبناء الشهداء من الشرق الجزائري، حيث كنت مسؤولا عن أكثر من 700 طفل وطفلة». مردفا أنه عقب الاستقلال كان بحاجة ماسة إلى تكوين، كونه لم يكن كغيره من المربيين، يعرف كيف يشرف على رعاية وتربية أبناء الشهداء، خاصة أنهم كانوا من شرائح عمرية مختلفة واحتياجاتهم ليست نفسها، غير أن أهم ما كان متيقنا منه، هو أن هذه الشريحة من أبناء الشهداء لابد أن تربى على حب الوطن، وهو ما سعى إليه، يقول «حقيقة لقد غرست فيهم حب الوطن الذي استشهد في سبيله آباؤهم». من جهة أخرى، أشار محدثنا إلى أنّ العلاقة العائلية التي جمعت بينهم كمربيين وبين أبناء الشهداء، جعلتهم يتدخلون في تزويج البنات، يقول «أشرفت وزارة المجاهدين وقتها على دفع مهر الفتيات والتكفل بكل نفقات عرسهن».

رشيدة بلال