يلقى إقبالا كبيرا من الوهرانيين

شاطئ «مونتي كريستو».. حاصد الأرواح وملهم المغامرين

شاطئ «مونتي كريستو».. حاصد الأرواح وملهم المغامرين
  • القراءات: 1976
رضوان قلوش رضوان قلوش

يعد شاطئ «مونتيي كريستو» بوهران، المعروف محليا باسم «مونطا» أحد أقدم الشواطئ الصخرية، يعرفه معظم سكان الولاية بعد أن اقترن اسمه بعدد القتلى الذين لقوا مصرعهم بين صخوره، وكذا المغامرات التي لا تزال تستقطب الشباب من الباحثين عن متعة السباحة في الشاطئ الخطير.

«مونتي كريستو» أو «مونطا» كما يحلو للشباب تسميته، شاطئ صخري يقع بالمدخل الغربي لمدينة وهران، وهو أوّل شاطئ صخري باتّجاه منطقة الكورنيش الوهراني، تحوّل منذ أكثر من 40 سنة إلى مقصد عدد كبير من سكان الأحياء الشعبية لمدينة وهران، لقربه من وسط المدينة، حيث لا يستغرق الوصول إليه من وسط المدينة سيرا على الأقدام سوى 20 دقيقة، كما يمكن أن يقصده سكان المناطق الأخرى كالبلانتير وكوشة الجير ورأس العين عن طريق غابة المرجاجو، حيث يمكن لقاصدي منطقة الكورنيش الوهراني مشاهدة عدد كبير من الشباب وهم ينزلون من الجبل أو يمشون وسط النفق الخاص بالمسمكة متّجهين نحوه، حاملين معهم الماء وبعض الأكل في رحلة نحو المجهول.

يعد شاطئ «مونتي كريستو» من أشهر الشواطئ الصخرية بوهران، و-كما يقول عدد من الشباب- مدرسة يتخرّج منها كل من أراد أن يتعلّم أصول السباحة «المحترفة»، بسبب عمقه، والأشخاص الذين يقصدونه من محترفي السباحة.

«المساء» زارت الشاطئ رفقة عدد من شباب حي «البلانتير»، من هواة الشاطئ الصخري، وكانت الانطلاقة من الحي عبر غابة المرجاجو، حيث يسلك الشباب طريقا وعرة عبر الغابة المتشعبة، وصولا إلى منحدر صخري، يقود مباشرة إلى مدخل الجبل المطلّ على الشاطئ، غير أنّه صادفنا وجود سياج حديدي، تم وضعه السنة الماضية من طرف مديرية الأشغال العمومية لحماية الجبل من الانزلاق، الأمر الذي أصبح يصعّب عملية نزول الشباب للطريق وعبور الصخور، وكشف الشباب عن أنّه منذ وضع السياج، تعرّض عدد كبير منهم لحوادث سقوط.

منافسة من أجل «الحمامة»

تمكّنا بالفعل من المرور عبر السياح والنزول للطريق ومنه نحو الشاطئ، غير أنّ مدخل الشاطئ هو الآخر تمّ تسييجه لمنع الدخول إليه، وأوضح الشباب أن السلطات قامت بغلق مدخل الشاطئ، بسبب حوادث الغرق المتكررة به، حيث لقي العام الماضي 6 أشخاص مصرعهم بالشاطئ بعد تعرّضهم لحوادث غرق.

تنقلنا رفقة الشباب إلى نقطة بعيدة عن المدخل، حيث قام الشباب بحفر مدخل آخر بعيدا عن أعين أعوان الدرك الواقفين بمقربة من مدخل شاطئ «مونطا»، ونزلنا إلى جانب الشباب المغامر عبر سفح الجبل الخطير إلى غاية الوصول إلى الشاطئ، وهو عبارة عن موقع صخري  كبير انتشر به ما لا يقلّ عن 200 شخص عبر عدّة مواقع فيما يتواجد موقع صغير يحتوي على رمال يقوم فيها بعض المغامرين تعليم أبنائهم السباحة.

من بين الأشياء الخاصة بالشاطئ، المنافسة الشرسة بين الشباب بصعود الصخور والقفز من فوقها، لعلو يتراوح بين 15 و30 مترا، حيث يصعد كلّ شاب إلى أعلى الجبل للقفز على طريقة السباحين المحترفين، وأهم قفزة يقوم بها الشباب تطلق عليها تسمية «حمامة»، وهي المفضّلة لدى الباحثين عن المغامرة، حيث يقفزون في السماء وهم يغلقون أرجلهم، وأيديهم مفتوحة كأجنحة طائر الحمام، فيما يضمّ جزء آخر من الشاطئ شباب يتنافسون على قطع أطول مسافة من البحر باتجاه كاسرات أمواج الواجهة البحرية الغربية، التي لا تبعد عن الشاطئ سوى بمئات الأمتار.

أسطورة ذهب السفينة الإسبانية...

من بين الأساطير التي لا تزال تتداول بين الشباب، أسطورة وجود كمية كبيرة من الذهب بالشاطئ، وهو الأمر الذي لا يزال يدفع إلى اليوم عدّة شباب وحتى كهول للبحث بشكل يومي عنه، حتى في فترة الشتاء التي تعدّ أكثر أهمية من فترة الصيف، وحسب السيد أحمد (44 سنة)، أحد سكان البلانتير، فإنّه يقوم منذ عدّة سنوات بالبحث عن الذهب في الشاطئ، موضحا أنه اكتشف عدة مرات قطعا من الذهب عبارة عن سلاسل وخواتم وغيرها من المخلفات الذهبية والفضية والنحاسية التي يقوم بيعها.

أكد المتحدث أنّ أسطورة الذهب بالشاطئ تعود إلى مئات السنين،  حيث يقال بأنّ سفينة كانت تحمل الذهب غرقت بمقربة من الشاطئ المطلّ على أحد الحصون الإسبانية، وهي أسطورة لا أساس لها من الصحة، يضيف المتحدث الذي كشف عن أنّ الذهب الذي يتم العثور عليه يأتي من منطقة ترمي فيها المياه الملوثة الخاصة بالمنازل وبمرور السنوات، تقع بعض المجوهرات أسفل الشاطئ وتأتي بها الأمواج.